احتفالات العيد نجحت في الرس وفشلت في البكيرية

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد حمد المالك المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كعادتها دائماً طالعتنا صحيفتكم الموقرة وخلال أيام عيد الفطر المبارك بتغطية شاملة عن الاحتفالات والمهرجانات التي أُقيمت بمناسبة عيد الفطر السعيد، ابتهاجاً بهذه المناسبة الدينية العظيمة.
وحقيقة أظهرت تلك التغطية الجهود المبذولة من قِبل أهالي المدن والمحافظات في إظهار تلك المناسبة بالمظهر الذي يليق وهذه المناسبة، وفي القصيم ظهرت احتفالاتها هذا العام مغايرة وبُذلت جهود كبيرة لإبراز هذه الاحتفالات خصوصاً في كلٍ من بريدة وعنيزة والرس، هذه المحافظة التي فاجأت الجميع باحتفالاتها المتميزة الذي جسد حماس المسؤولين والأهالي بمحافظة الرس لإظهار احتفالاتهم بهذه الصورة المتميزة، وبقدر ما سعدت بتلك الجهود المبذولة في تلك الاحتفالات ساءني حقيقة تواضع احتفالات محافظة البكيرية لهذا العام الذي أُقيمت هذا العام مجرد تحصيل حاصل فقط، وكأن الاحتفالات فقط إطلاق الألعاب النارية التي أصبحت أمراً مألوفاً تطلق في كل مكان حتى في المنازل.
وإذا نظرنا إلى النمط الذي على ضوئه تُقام هذه المناسبة وغيرها من المناسبات في المحافظة لا شك أن النتيجة ستكون متواضعة، والنمط المقصود هو الاعتماد على فردٍ واحد فقط في تبني الاحتفالات والمناسبات وتحميله كافة تكاليف تلك المناسبة دون رغبة منه ولكن عن طريق كونه رجل أعمال فاعل في المحافظة مع الإلحاح عليه بضرورة تبني الحفل وذلك من قِبل أعضاء اللجان والمسؤولين عن الاحتفال، حيث أُقيمت احتفالات عيد الفطر للأربع السنوات الماضية على حساب أربعة رجال أعمال كل عام على واحد يتحمل كافة تكاليف الاحتفال، وإذا استمرت مناسبات البكيرية على أفراد معينين فلا شك أن البكيرية ستكون مستقبلاً بلا مناسبات. ولإظهار هذه المناسبة الدينية العظيمة بالمظهر المطلوب كغيرها من المدن والمحافظات يجب أن تكون المساهمة مشتركة من الجميع في فعاليات ومهرجانات العيد، بدءاً من المسؤولين بالمحافظة الذين ليس لهم دور سوى أن يكونوا ضيوف شرف، إلى أصغر مؤسسة أهلية بالمحافظة. وعدم الاعتماد على أشخاص معينين في تنظيم المناسبات وتكوين اللجان بل يلزم التغيير في كل مناسبة. فهناك دماء شابة لديها أفكار قد تُسهم في إنجاح المناسبات.
كما يجب التركيز على التنويع في برامج احتفالات العيد، فليس الحفل الحفل إلقاء كلمات وإطلاق ألعاب نارية بل يجب أن يكون متنوعاً وشاملاً من خلال إقامة مهرجان تسوق ومهرجان للتراث والثقافة ومهرجان للألعاب، وأيضاً مهرجان للاستعراض الرياضي، خصوصاً أنه يوجد بالمحافظة موقع متميز لأن يكون مقراً لاحتفالات العيد، ألا وهو منتزه المضمار المتميز بمساحاته الشاسعة وجلساته المتنوعة.