Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/11/2006G Issue 12462دولياتالسبت 20 شوال 1427 هـ  11 نوفمبر2006 م   العدد  12462
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

صدى العلوم

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الاحتكام إلى الشارع
أحمد عبدالعزيز أبا الخيل (*)

الاحتكام إلى الشارع والقوة أمر مخيف، سواء على المستوى الفردي أو على مستوى الدول.
وأذكر أني كنت أمتلئ رعباً، إذا ما طلب مني زميل ضخم في المدرسة الاحتكام إلى الشارع، قائلاً: (واعدني برا في الشارع). والأمر سيان على مستوى الدولة.
وفي كثير من الدول يلوح هذا المبدأ العنيف بقبضته. فما يجري في لبنان على سبيل المثال إنما هي حالة تجسد هذه المخاوف، فإما حل الخلافات داخل المؤسسات السياسية أو اللجوء إلى الخيار الثاني، وهو الاحتكام إلى الشارع. وهذا المصطلح ليس من بنيات أفكاري، بل هي اللغة السائدة في لبنان اليوم. وما جلسات التشاور بين الفرقاء اللبنانيين أو بين من يسمون بقوى 14 آذار والمعارضة والتي بدأت الاثنين الماضي إلا محاولة لعدم اللجوء إلى الشارع. وجزى الله خيراً نبيه بري رئيس مجلس النواب، الذي دعا إلى التشاور بين المتنافرين لتحقيق الألفة والاتفاق، وقد سماها بالعيدية. وهي حقاً عيدية على الرغم من تقليل بعض السياسيين من شأنها، حتى إن بعضهم استبق الأحداث وقال: لقد تمخض الجبل فولد فأرا.
وفي الوضع الداخلي الفلسطيني، فما أسرع الفلسطينيين إلى النزول إلى الشارع والاحتكام إليه وإلى أرصفته وحفره ومطباته، بل إن ذلك يأتي مصحوباً بالدماء، وكأن الدماء التي يريقها الإسرائيليون لا تكفي، حتى تأتي الطعنة من الأخ، مما يدفع المشفق إلى القول عند سماع كل (طخ).. (أخخخخ )، وبأعلى الصوت لعل عاقلاً يسمع.
إن الاحتكام إلى الشارع في غاية الخطورة، وقد يرمي الدولة إلى الهاوية، وقد يمزقها، ويدخلها في حرب أهلية طويلة، كما هي الحال في الصومال المطحونة منذ بداية التسعينيات. بل إن هذه المبدأ.. قد يسبب حرباً عالمية، وهل الحرب العالمية الأولى والثانية إلا احتكام إلى الشارع.. أي إلى لغة القوة والسلاح؟.
ولذلك فإن وضع القوانين، أيا كان شكلها، سواء كانت دساتير أو أنظمة حكم، وكذلك إنشاء المؤسسات السياسية، ما هي إلا طرق لاستيعاب الخلافات بين الناس والتي هي من سنن الله في الكون. فالاختلاف ليس جريمة، وليس شيئاً غريبا، ولكن الجريمة عندما يتحول هذا الاختلاف إلى عداء ينتهي إلى القتال، وفي القتال يضيع الحق، وتنقلب الموازين.

(*)a-khail@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved