Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/12/2006G Issue 12484الرأيالأحد 12 ذو القعدة 1427 هـ  03 ديسمبر2006 م   العدد  12484
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

قضايا عربية
  في الصحافة العبرية

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

وطن ومواطن

وَرّاق الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

رسائلها في الزمن الذي...
فوزية ناصر النعيم / عنيزة

مؤكد أن (غادة) لا تعرف أنها تلامس شغاف القلب في رسائلها في الزمن الذي كنا نحتاجها عن كثب لنعرف أهم جوانب شخصية (غادة الإنسانية).. أسعدتني الكاتبة الرائعة (غادة بنت عبدالله الخضير) بكتابها الأخير (رسائلي في الزمن الذي) يحمل بين طياته إهداءها الرقيق وتوقيعها الواثق الذي يمشي ملكاً، تكتب غادة حتى يخيل لكل قارئ أن لا قارئ على هذه البسيطة سواه، وتكتب غادة لأن في القلب مساحة بوح وفي الحياة، هناك في الذاكرة حنين عظيم لأزمان ذهبت وبقيت أناملها تتحسس القلب وتترك الأثر تحكي غادة عن مريم (صديقة أجمل العمر) كما يطيب لغادة أن تسميها، وتصور لنا أحداث الزمن الذي يخلق أجواءً حميميةً يفرضها الوقت ويفتح لها القلب مصراعيه، لأنها الأجمل والأثمن والأكثر صدقاً وإخلاصاً ثم يذهب الزمن وتذهب معه مريم ويبقى الحنين إليها في قلب غادة التي استطاعت بعمق مشاعرها أن تجعله حنيناً مشتركاً، وشعوراً نتعايشه نحن الذين نتنفس محيط غادة ونعلم عمق حزنها من قسمات ملامحها التي تطرحها فوق الأحرف فتكون معجزة من الحديث!!
ذهبت مريم لتترك في القلب مساحة فارغة، مملوءة بمحبتها وذكرياتها الجميلة ذهبت لأن الزمن لا يضحك طويلاً تغرنا أنيابه حينما تبرق في عيوننا فلم نعد ندرك هل هو ضاحك أم يعد العدة لهم من جديد، تبقى رسائل مريم تحرض حنين غادة لودٍ قديم، أجمل صداقات العمر تلك التي تأتي مع الزمن الشُح وتتحول الحياة إلى عطاء فياض، أجمل صداقات العمر تلك التي تكون فيها الوجوه مرآة نرى فيها وجه مَنْ نحب، بقيت رسائل غادة، ومريم، لتكون بين أيدينا نستنشق فيها نبعاً من الحنين وآخر من الإخلاص والعطاء في الأزمنة الشحيحة.
تقول غادة كثيراً ما تشرب فكري سؤلاً مر المذاق، لماذا يطول الزمان في انتظار ما نرغب فيه؟ لماذا يتكثف حضور ما نرفض؟ ولماذا نحن مأسورون بالرغبة (التطلع) الصبر، التحمل، الإنجاز؟ هل الغاية مفيدة؟ ولمن مفيدة وما فائدتها بعد أن ينتهي العمر؟ لماذا ما نرغب فيه يكسر ظهورنا وما لا نرغب تكتم أنفاسنا كثرته؟ (انتهى) تتحدث غادة، ولا تجنح للخصوصية التي لا تهم القارئ، بل هي تركز على هم مشترك. مَنْ مِنَّا لا يعاني من غياب الرغبة وكثرة اللا مرغوب؟ من منا لا ينتظر، لا يحزن، لا يعاني.
(لا يتوجس) نحن وغادة مشتركون في هذا الطريق، ولعله هو الطريق الذي يجعل كلمات غادة تشرع أبواب القلب وتدخل دون منافس.
تكتب غادة وتخاطب ذاكرة كل واحد منها، وتحرضنا على الحنين، ذلك الحنين الذي لا يأتي إلا لشخوص تركوا على منضدة القلب وداً قديماً وعلامة فارقة تجعلنا نشعر أن للذكرى مذاقاً جميلاً وإن خالطها الحزن الذي ربما أننا لا نجزع منه كثيراً فهو يأتي من الزمن الأجمل، والحب الأقوى، والعلاقات الحميمية الصادقة.
تقول مريم: عدت إليك لأنني لم أجد شبيهاً لك، جمجمتك تشبهني كثيراً وأحزانك تملئني تماماً مثلما تملؤك، عدت أبحث عنك بشغف هذه المرة، لكنني وجدتك مثخنة بالجراح، فهل عساه الزمن استطاع هزيمتك..؟..؟ انتهى.
عادت مريم.. لأن الأرواح جنود مجندة، عادت لأن في الرأس أحلاماً وأفكاراً تشبه أحلام غادة، عادت، ليس كما عرفتها من قبل حيث وضعتها الصدفة والأحداث المتشابهة، عادت لأنها تريد أن تعود ولأن هناك ما يستحق العودة وتتساءل مريم، لماذا غادة مثخنة بالجراح، وهل هناك أعظم من فراق الروح وغياب الأحبة..؟!
لقد حمل كتاب غادة (رسائلي في الزمن الذي) أجمل رسائل الحب والحنين والإخلاص موثقة بفن الكتابة الذي لا ينافسها عليه أحد، كتاب غادة جدير بأن يُقتنى لأنه يتحدث عنَّا جميعاً، كل مَنْ هو بشر وداخل جسده قلب نابض وشعور صادق، شكراً لغادة إهداءها الجميل وشكراً لحروف غادة بلوغها الأجمل.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved