د.الدماطي لـ(الجزيرة ):
أولياء أمور يعتبرون بناتهم الصم وصمة عار يجلبن الفضيحة

* الدمام - خالد المرشود:
أشار متخصص في التربية الخاصة ل(الجزيرة) إلى أنه قد صدرت في العقود المتوسطة دراسات وكتابات رسمت صورة قاتمة سلبية -إلى حد ما- للأبعاد الاجتماعية والنفسية المختلفة من شخصية الصم وخصائصهم العقلية واللغوية والتعليمية.
وأضاف الأستاذ الدكتور عبدالغفار بن عبدالحكيم الدماطي أستاذ التربية الخاصة في جامعة الملك سعود بالرياض أن الصم وصفوا بالانطواء والعزلة الاجتماعية كما وصف تفكيرهم بالصلابة والجمود والحسية وعدم المرونة بالإضافة إلى وصف ذكائهم بالتدني والانخفاض بالقياس إلى ذكاء العاديين، فضلاً عن وصفهم بالاكتئاب العاطفي.
وحذر د.الدماطي من أن هناك الكثير من أولياء الأمور في بعض المجتمعات يعتبرون أبناءهم وبخاصة -الإناث- وصمة عار تجلب لهم الفضيحة والمهانة.
مؤكداً من جهته أن بعضهم قد يخجل من إرسال ابنه الأصم أو ابنته الصماء إلى المؤسسات الخاصة لتلقي الرعاية التعليمية والتربوية المناسبة أو قد يجحد حقهم في تلقي تلك الرعاية؛ جهلاً منهم بإمكانيات أبنائهم وقدراتهم على التعلم.
وأبان أستاذ التربية الخاصة بجامعة الملك سعود أن هناك نظرة سلبية إلى شخصية الأفراد الصم ليس بين العامة فحسب بل امتدت لتشمل عدداً غير قليل من طبقة المثقفين والمعلمين وأولياء أمور الأطفال الصم؛ فالكثير من تلك العينة بالمجتمعات النامية مازالوا يطلقون على الصم مسميات وألقاباً مهينة نلمحها في العديد من وسائل الإعلام المختلفة، فتارة يسمونهم (الخرس) وأخرى (الطرش)، وقد تجد مثل تلك المسميات منتشرة لدى بعض الدوائر التعليمية والأوساط المسؤولة عن الرعاية الاجتماعية للصم.
ونبه د.الدماطي إلى أن كثيراً من الناس لا يدركون طبيعة الصم ولا يعرفون عن الآثار المترتبة على الحرمان من حاسة السمع إلا قليلاً من المعلومات السطحية والخاطئة في معظمها، مُرجعاً ذلك إلى أن السبب يعود إلى قلة احتكاك الغالبية العظمى من الناس بالأفراد الصم، ومما يسهم بالتالي في جهل الناس بطبيعة الصمم وخطورة الآثار التي يتركها في شخصية المصابين به في انتشار كثير من الأفكار الخاطئة بالصم، ثم اتهامهم بالبلاهة والعته أحياناً وبالجنون والخبل والتخلف العقلي أحياناً أخرى، بل إن بعض المجتمعات جحدت حقهم؛ ظناً منها أنهم غير قابلين للتعلم.