Al Jazirah NewsPaper Monday  04/12/2006G Issue 12485الرأيالأثنين 13 ذو القعدة 1427 هـ  04 ديسمبر2006 م   العدد  12485
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

وانطفأت الشمعة
آمنة محمد الهليل - الرياض

أقبل الشتاء.. بلياليه الباردة.. كان.. الهواء.. في الخارج يحرك أغصان الشجر وأوراقها.. عندما.. هممت بإغلاق.. نافذتي اختلست (نسمة) فولجت عبر النافذة مطفئة (شمعة) كانت ذوآبتها تتمايل وهي تنزف من برنها قطرات الشمع.. انطفأت الشمعة تأملتها بدت قطراتها الذائبة أشبه.. بدموع قد تجمدت رفعت رأسي نحو الحائط فإذا الساعة قد (كفت) عن حركتها (استنزفت الذي كان يسيرها عندما.. نظرت إلى (شرفتي) وجدت النبتة الصغيرة وقد انكسر (غضها) عجزت عن مقاومة هواء لافح.. توجست نفسي (خيفة) الشمعة انطفأت.. الساعة توقفت.. وهذه النبتة على وعائها انطفأت تذكرت ذلك العصفور الذي يأتي مع انبلاج الفجر إلى حيث النبتة يرتشف قطرات الماء التي على أوراقها كيف.. له.. الآن وقد انكسر.. حلمه كيف له أن وشوش النبتة عن أمانيه ويهمس لها عن أحلامه.. تعالى صوت هاتفي في هدأة الليل فإذا.. بشقيقتي (تعزيني) في الحبيبة تطلب مني التماسك والثبات والدعاء لها.. والرحمة.. (فاطمة العامر) أم علي.. ابنة الخال رحلت إلى حيث لا.. لقاء بعده في هذه الدنيا.. وانطفأت الشمعة.. وتوقف عقارب الساعة.. وانكسار النبتة وفجيعة الطائر الصغير.. تهاويتي في انهيار وفي موجة من ذهول.. لم أبك في ساعتها كل شيء فيني توقف تجمدت أطرافي تحجر دمعي.. لا أدري هل قلبي توقفت دقافته أم تسارع نبضه!! لم أعد أعي ما الذي يحدث لي كل ما أدريه أن شريطاً.. بدأ يعرض أمامي.. رأيت فيه الغالية الحبيبة وهي (مسجاة) على السرير الأبيض تصارع آلامها.. تكابر.. معاناة (مرض) أنشب احتضاره في الجسد الطاهر.. وما.. على لسان ذلك الجسد.. إلا ذكر الله والاحتساب والصبر والرجاء كم أنت قوية بإيمانك بربك يا ابنة الخال أيتها الصديقة الصدوقة المحبة لكل الناس الحبيبة من كل الناس.. أيتها الثابتة بصبرك.. رغم طعنات الألم وشدة الأوجاع.. المتماسكة بيقينك.. رغم طعنات الألم وشدة الأوجاع.. المتماسكة بيقينك رغم قساوة المعاناة المطمئنة إلى رحمة الله.. حتى لو استرد الله أمانته.. فله سبحانه الحكمة والمشيئة وكل شيء عنده بأجل مسمى.. وأنت في خضم الألم تصارعين أمواجه تواجهين أعاصيره.. لا.. تفتئين ترسلين عبر هاتفك النقال لأحبائك رسائل الدعاء والذكر.. والتذكير برحمة الله.. وبنعمه والحث على شكره وذكره والأمل والرجاء به سبحانه.. رسائل تتوالى تهدفين بها زرع الأمل في النفوس تبثين التفاؤل في الصدور، فيا سمية ابنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.. سلام عليك في حياتك سلام عليك في مماتك سلام عليك حين تبعثين (حية) أيتها.. النقية.. أنار الله قبرك.. وجعل الفردوس نزلك ولا زال الشريط يمر أمام ناظري.. فأرى الحبيبة قبل أن ينشب المرض مخالبة في الجسد الطاهر وهي (تزين) كل تجمع عائلي يحلو حديثها وأنس قربها.. في حضور بهيج تسأل عن الغائب.. تعاود المريض.. تعايد الجميع.. تهنىء تبارك في كل المناسبات.. تفعل الخير.. تساعد الغير.
أعان الله الأب.. والزوج والابن وزوجته والابنتين والعم والعمات والإخوة والأخوات والأحفاد الصغار.. وكل الأحبة على فقد الحبيبة.
(فاطمة) ترحلين والأيام بعد رحيلك يا فاطمة قاتمة.. والليالي مظلمة عاتمة.. وأحزان في النفس جاثمة.. وعبرة في الصدر كاتمة كيف تكون الوجوه بعد رحيلك باسمة.. والفجيعة للذات صادمة فيا أيتها المصلية القائمة الصائمة طبت وطابت الذكرى في القلب دائمة رحلت من دنيا فانية إلى حياة باقية.. فيا ذات الصفات النبيلة السامية رحلت بنفس مطمئنة آمنة وتركت حسرات في النفس كامنة أحسن الله عزاء محبين وأمد أحبابك بالصبر والسلوان وكل الأحبة يدعون لك بالرحمة والمغفرة.. جمعنا الله وإياك في جنات النعيم إنه سميع مجيب الدعاء.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved