Al Jazirah NewsPaper Friday  08/12/2006G Issue 12489مقـالاتالجمعة 17 ذو القعدة 1427 هـ  08 ديسمبر2006 م   العدد  12489
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

حيوية التفكير ودِقّة المنهج
الجوهرة آل جهجاه(*)

تجتذب أنظاري الطاقات العلمية التي تحمل تميّزًا ما، واختلافًا عما هو سائد، فأشعر بعزاء كبير لي ولغيري عندما تُضاء شمعة من شموعها، التي تُبدد ظلمات كثيرة من أحزان الباحثين والباحثات وعثراتهم، ولا سيما إن كانت شمعة عربية أصيلة، تمحو قليلاً من مرارة ما يُصادَر من الذات العربية الإسلامية من أصالة، وتميّز، وخصوصية في الجانب الأدبي، والنقدي، وحتى البحثي!
منذ ثلاث سنوات قرأتُ كتاب (الالتزام الإسلامي في الشعر) لفضيلة الدكتور: ناصر بن عبد الرحمن بن ناصر الخنين، أستاذ البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي في جامعة الإمام بالرياض، وعضو رابطة الأدب الإسلامي.
ولفتني هذا إلى أن أستقرئ منهجه في التعامل مع الطلاب والطالبات في الإرشاد الأكاديمي والإشراف على رسائل الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه)، وكذلك مع طالبات البكالوريوس اللاتي نتأمّل - أحياناً - كيفية سيطرته المرنة على عددهن الكبير في موادّ تأسيسية، وفي مستويات أولية - فضلاً عن المتقدمة.. والأولية تحتاج إلى منهج حكيم لضبط الحضور العلمي للطالبة في قاعتها الدراسية، وفي أعماق ذهنها ومخبوء إبداعاتها، وهي لمّا يكتمل نُضج استيعابها للحياة الجامعية بعدُ!!
هذه المواطن الثلاثة هي التي جعلتني أرقب (المنهج) الذي جعل (د. الخنين) يحرص في متابعته لطلابه وطالباته على (الزمن) في الإعداد والإنجاز بشكل كبير، مع ضرورة (الحيوية) في التعامل العلمي والإداري مع اقتراحات موضوعات الرسائل ومخططاتها؛ بعيدًا عن التأخر الزمني أو التأخير، الذي لا يتضرر منه سوى طالب الدراسات العليا؛ لأن مدة استكمال المتطلبات محدودة ومُقيّدة بشروط. ويحرص كذلك على (استيعاب) الأبعاد النفسية، والعلمية، والثقافية لدى طلبة العلم، وبخاصة في مرحلة البدايات التي لا تكاد الطالبة المبتدئة تُحيطُ بأهدافها من الدراسة الجامعية، ومن القسم الذي انتمت إليه، ومن المعارف التي تُحصِّلها وتحتاج مَن يُعينها لمعرفة طُرق توظيفها.
ويحرص على الحفاظ على (اتقاد) روح الحماسة، والإخلاص، والتدفق المستمر، وتقديم العون في كل اللحظات.
هذا التجلي للمنهجية المنظمة والحيوية في النطاق العملي.. أعادني لاستقراء بذور ذلك في النطاق العلمي؛ إذ إن انسجام المنهجية العملية مع المنهجية العلمية يعطي نموذجا حيًّا ومؤثرا يُستفاد منه، ويُقتدى به، ولا سيما أن منهج البحث العلمي صورة من صور منهج التفكير البشري المؤثر في حياتنا اليومية، والذي نسعى لتطويره وتحسينه بحسب ما يعترضنا من أمور الحياة؛ لكي نحقق نصيباً أكبر من السعادة، والاستقرار، وإحكام الزمام.
وفيما يخص كتاب (الالتزام الإسلامي في الشعر)، فهو رسالة الماجستير التي نُوقشت برئاسة أ. د. عبد الرحمن رأفت الباشا - رحمه الله - وعضوية أ.د. درويش حسن الجندي، ود. عبدالباسط بدر، مساء السبت 21 شعبان 1405هـ. وبالرغم من أن هذا الكتاب أوّل البحوث العلمية الكبرى في رحلة (د. الخنين)، إلا أنه امتاز بضبطٍ منهجيٍّ يتحرّى دقائق توجيه الأفكار، وانبثاق المسائل، وتحليل النصوص، واختبار الأدلة والبراهين ومناسبتها، بصورةٍ تُرهِق المتأمِّل الجاد في منهج عرض مسألةٍ واحدة وتحليلها، فكيف ببناء مسائل البحث كلّها!!!
ولعلّ من نماذج حيوية منهج (د. الخنين) الدقيق قسمته لبواعث اختيار موضوع الكتاب إلى: باعثٍ واقعيٍّ يكمن في عدم وجود منهج أدبي مُقنن يميز المسلمين عن غيرهم ويحفظ خصوصيتهم، وباعثٍ ذاتي، والباعث الذاتي الكامن في (الرغبة الذاتية) هو مركز الثقل في أي بحثٍ علمي، أو تفكيرٍ في قضيةٍ ما أو معالجتها. يقول: (وثمة أمر آخر دفعني إلى اختيار هذا الموضوع والكتابة فيه: هو باعث ذاتي؛ وذلك أن النفس البشرية تُقبل على شيء وتُدبر عن غيره؛ فلقد رأيتُ نفسي تميل إلى هذه القضية ميلاً ظاهراً، بالقراءة عنها تارة، وأخرى بمناقشة الآخرين فيها، ومحاولة الوصول إلى عِلَلها، والوقوف على بواعثها، فوافقت قضية الالتزام هوى في نفسي، وأشبعت رغبة قديمة عندي؛ فرأيتُ أنّ من الخير لي وللجامعة التي أنتسب لها دراسة هذا الموضوع، ومعالجة هذه القضية النقدية، بقدر ما يتوافر لدي من أدلّةٍ ومفهومات إسلامية).(ص6-7)
إن معيار الرغبة الذاتية يكاد يكون المفصل في نجاح البحث العلمي، وتميّزه في أطروحته، ورضا الباحث عما وهبه من زمن انقطع فيه للإنجاز، وأما ما يتم تجاهل هذه الرغبة الذاتية فيه، فسيكون - على الأقل - غريباً عن الباحث، مُنهِكًا لعطائه الإبداعي، ومُقصِّرًا عن بلوغ مرماه، الذي سينزف بضع سنوات في شيءٍ لا يحفل به مستقبلاً.. بينه وبين نفسه بخاصة؛ فللنفس الإنسانية خياراتها التي تحثّ على تقديرها بتحقيقها واحترامها من أجل إثراء العطاء الفكري العلمي.
ويلحظ القارئ أن (د. الخنين) اعتمد توصيف منهج بحثه العام من خلال إجراءات تفكيرٍ أساسية خارج التحديدات العامة غير الدقيقة التي درجت عليها معظم الأبحاث من أن المنهج تاريخي، أو وصفي، أو تحليلي، أو كلها جميعًا؛ لأن لهذه المناهج الكبرى تفصيلات تختلف، وتتناقض، وقد لا تجتمع في اتساق وتناغم مع بعضها أو مع موضوع البحث، وأهدافه، وبيئته. يقول (د. الخنين): (فليست طبيعة هذا البحث استقصاء تاريخياً للأشعار الملتزمة عبر تاريخ الأدب الإسلامي الطويل، وإنما هي تقعيد لمبدأ الالتزام الإسلامي في الشعر، وإبراز لمذهبه بعد تحديد موقف الإسلام من هذا الفن ومعرفة منهجه مع الشعراء، وبيان مُراده منهم، ثم اختيار شواهد شعرية كاشفة عن هذا المنهج، وموضحة لذلك المبدأ؛ فلم يتقيد هذا البحث بفترة زمنية محددة، ولا بشاعر معين، وإنما تخدمه نصوص الشعر الملتزمة ويستفيد منها منذ ظهور الإسلام حتى هذا الزمان). (ص 8)
ومن ذلك نستفيد أن كل بحثٍ علمي يفرض المنهج الملائم له، وهذا المنهج هو عدد من الإجراءات التحليلية، والوصفية، والاستدلالية، والموازِنة، بحسب ما يُثري الأطروحة في سياقها الموضوعي.
ويذهب (د. الخنين) أبعد من ذلك من خلال تخصيص كل مسألة بما يناسبها من منهج؛ أي بما يناسبها من إجراءات مع التنويه بهذا التخصيص قبلاً؛ حتى لا يظنه أحد من القرّاء تناقضاً، أو خروجاً عن المنهج المحدد، أو انفلاتاً لزمامه.
وهذا هو أكثر مظاهر حيوية التفكير ودقة المنهج في كتاب (الالتزام) الذي يكشف أسلوبًا خاصًّا بالدكتور (الخنين) في نمط كتاباته البحثية، وهو أسلوبٌ أصيلٌ قَلَّ مَن يصبر على تعاطيه.
ومن نماذج ذلك: معالجته لمسألة (حرية الأديب - والشاعر أديب بطبعه - والمقدار الممنوح له من الحرية أثناء مزاولته لرسالته الأدبية)، التي عالج بعدها مسألة ثانية هي (رسالة الفن وطبيعة هذه الرسالة). (ص328)
يقول (د. الخنين): (أما عن المسألة الأولى: فإن حديث النعمان بن بشير الأنصاري - رضي الله عنه - يكاد يكون قاعدة مفيدة تضبط هذه المسألة وغيرها من المسائل التي تمس المجتمع المسلم؛ فقد حدّث النعمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على مَن فوقهم فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نُؤذِ مَن فوقنا؛ فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً).
فقد علّق هذا الحديث سلامة المجتمع بالوقوف أمام المنكرات والحدّ من الحُرّيات، التي يكون إطلاقها سبباً في إلحاق الضرر والأذى بالآخرين، ولم يحدد الحديث نوع الأذى سوى الكشف عن عاقبته، ونتيجته، وهي هلاك الجميع إذا لم يقفوا دونه؛ وبذلك أفاد الحديث العموم في أنّ كل ضرر أو أذى - قوليّاً كان ذلك أو فعليّاً - ينبغي الحد منه والوقوف أمام مصدره وإغلاق بابه، وأن ذلك واجب اجتماعي جماعي. وذلك حتى ينجو أفراد المجتمع، وتستقيم حياتهم وتحفظ كرامتهم؛ ولذلك فقد قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث آخر بأنه (لا ضرر ولا ضِرار).
فكل حرية تصدر عنها أذيّة للفرد أو للمجتمع فمِن مصلحة الجميع مُصادرتها والوقوف أمامها وتصحيح مسارها، وتندرج تحت ذلك حرية الأدباء والشعراء، وغيرهم من طوائف المجتمع، فبذلك تُحفظ كرامة الجميع وتُصان إنسانيتهم). (ص328 - 329)
والذي نلحظه هنا هو الانطلاق من دليل عام من السنة النبوية المطهّرة؛ بحثاً عن أصول القضية في الجذر الشرعي، وكيف نبعت؟ وكيف تكوّنت؟ واستثمارها في استنباط القول الفصل في مسألة (حرية الأديب) من خلال قياس النظائر، وتفسير المدلولات اللغوية التي تختزنها المفردات.
ثم يعقب ذلك بثلاثة استشهادات بآراء ناقدين معاصرين، هما: د. عائشة عبد الرحمن، ود. مصطفى عليان. وقدّم رأي د. عائشة بتقويم له يُعزز فيه منهجه المنطلق من الجذور النبوية، قال فيه: (فجاءت بكلام حسن يُشير إلى معنى الحديث السابق). ومن ضمن ما قالته: (ولو صَحّ فهمنا لاجتماعية الأديب، بما هو إنسان، لتَبيّن لنا أن حريته هي: حرية فرد في مجتمع، من حقه أن يمارسها كيفما شاء، لكن ليس على حساب الآخرين، ومن هنا: جاز أن تُصادَر حرية الأديب إذا انحرف أو ضلّ، أو إذا جاوز بها النطاق الذي يُلزمه به كونه إنساناً يعيش في مجتمع، وهذه المُصادرة - التي رأينا مثلاً منها في زجر عُمر لحسّان وحبسه الحطيئة، وإنذاره النجاشي الحارثي بقطع لسانه - لا تعني بحالٍ من الأحوال إهدار الحرية الفردية، وإنما تعني احترام مدنيّة الإنسان، التي لا تظهر إلا في نطاق حياته مع الجماعة، والتي تفرض علينا روابط وقيوداً لا بد من التزامها ما دُمنا نعيش في مجتمع). (ص329-330)
ويُتبع هذا الرأي باستشهادين للدكتور عليان، يسبق كلاًّ منهما بعبارة تقويمية توضّح سبب اختيار النص دون غيره. يقول (د. الخنين): (وتناول أحد الباحثين حرية الأديب المسلم في ظل توجيه الإسلام وإرشاده، فقال: (حرية الأديب في ظل هذا التوجيه حرية ملتزمة بالحدود التي يرسمها الإسلام للمجتمع، وبالقوانين التي تَحكمه، وبالخُلق الذي ينبغي أن يسوده؛ فانضباط الفرد بذلك ضمان لحريته وصون لكرامته، فالحرية بهذا الفهم عطاء وأخذ، إفادة وانتفاع، أداء وطلب، وهي بهذا الحد مثالية؛ لأنها ليست صُنع الخلق، بل منحة رحمة من خالق الخلق). (ص330)
ويُتبع هذا بنصٍ آخر من حديث د. عليان، وقد كان متقدِّماً على النص السابق، ويسبقه بعبارة تقويمية كما يأتي: (وقد نبّه الباحث إلى فهم خاطئ فصححه قائلاً: (ولا يعني هذا الالتزام تقييد حرية الأديب؛ فالمسلم - قبل أن يكون أديباً - مُلتزم بعقيدته التزاماً فطرياً يجعل الحق والنقاء والنظافة والخير قِيماً عفوية في سلوكه، لا قيوداً جبرية). (ص330)
وتأخير هذا النص في البحث، بالرغم من أنه مُتقدم على النص السابق في سياق كلام د. عليان الأصل، يعود إلى أنه يُقيّد تميّز الأوّل ، ويُعزز منطقه وسبب اختياره بناءً على حسن ملاءمته لسياقه، وهذا أكثر إقناعاً بالرأي وترسيخًا له؛ فبعد أن استوعب القارئ مقصوده، جاء ما يُبيّن منشأ هذا الرأي، وهدفه، وقيمته التي انطلق منها. ولا يقف (د. الخنين) عند هذا، وإنما يقوم باستنباط الحكم النقدي في المسألة الأساس بعد أن جال بمنظار واسع في أسس عامة وأصول ترسم القواعد الأساس في التفكير في المسألة الحالية، علمًا بأن هذا الانتشار التأملي مضبوط بالتركيز على الموضوع الأساس ومُركِّز عليه.
ولهذا يختم (د. الخنين) معالجته لتلك المسألة الجزئية بقوله: (ومن هنا تَعلم أن الإسلام لا يُصادر حرية الأديب بقدر ما يُهذبها ويُسدد طريقها، حتى تسلك مسلكاً إنسانياً رفيعاً؛ فلا تُسقط هذه الحريةُ الأديبَ نفسه في نظر المجتمع، ولا تُلحق الضرر بغيره، بل إن التزام الأديب يجعله في مستوى عالٍ من الحرية الإنسانية ذات الأدب الجمّ، وإن الذي يقوده إلى ذلك طبعه الإسلامي وقلبه التقي، وحسّه الإنساني المرهف؛ بحيث إنك لو رُمتَ له صرفًا أو عدلاً عن هذا المنهج السامي إلى مسلك دانٍ لم تظفر بذلك ورجعت القهقرى؛ ذلك: أن رسالة الأديب المسلم ربانية إنسانية، وليست حيوانية أو شهوانية). (ص330)
وهذا يجعل المسألة الثانية (رسالة الفن وطبيعتها) واضحة الحكم، لا تحتاج في طرحها إلا إلى الاستئناس ببعض الشواهد التي تُعزز ما برز من سموّها الناتج عن سموّ الحرية الفنية. (ينظر: ص331-333)
بهذا العرض الموجز لنموذجٍ من منهج (د. الخنين) تتضح الدُربة لتكوين هذا المنهج خلال زمن طويل يضمن الثقة والنضج، وهذا الأسلوب منشؤه هو التغذية المنهجية التي اكتسبها الدكتور من كُتب السلف، وبخاصة (ابن تيمية) - رحمه الله - الذي ترك لنا مدرسة متميِّزة باختلاف أجيالها وتواليهم.. في منهجية العرض، والتحليل، والقياس، والاستدلال، والتفسير، وبُعد النظر بما يمكّن الباحث والمفكِّر من استثمار أدواته الثقافية فيما بين يديه.
إنه منهج ينطبق عليه وصف البلاغة العملية؛ فالبلاغة هي الحكمة، والحكمة هي وضع الأشياء القولية أو الفعلية في مواضعها اللائقة بها والتي تُحدث تأثيرها المقصود. إنه منهج يُمكّن ما في نفس الباحث من أنفس الآخرين وفيها؛ بسبب التهيئة النفسية والذهنية التي تُثير اهتمام القارئ، وتُنشّط تساؤلاته عن صلة المسألة الأساس بالأصول العامة التي يبتدئ منها التفكير، فيدخل شريكًا في التفكير وإنتاج المعرفة، وليس مجرد مُتلقٍّ فقط. إنه منهج يربي، ويُنظّم، ويرفع قدرات التوظيف الإبداعي لمهارات التفكير وأدواته. وصدق الذي قال: (الأسلوب هو الرجل)!

(*) محاضرة في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved