Al Jazirah NewsPaper Saturday  05/04/2008 G Issue 12973
السبت 28 ربيع الأول 1429   العدد  12973
رئيس وزراء الكويت الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح في حديث ل (الجزيرة):
العلاقات الكويتية - السعودية قوية ومتينة وحميمة.. والتشاور والتنسيق المشترك مستمران

الكويت - عبدالله القاق

رغم الحملات الكثيرة التي توجه إليه، سواء من النواب السابقين أو من ذوي المصالح الخاصة في الكويت، إلا أن ديوان الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح رئيس الوزراء الكويتي يستقبل المواطنين كافة من نواب سابقين وغيرهم ويتبادل معهم الأحاديث السياسية والنيابية بقلب مفتوح وصراحة لم يعهدها أحد؛ فهو صاحب الموقف السياسي الحازم والعبارة الموزونة والصراحة في الرأي والتعبير.

يصمت عن الكثير من الإساءات الشخصية إليه، خصوصاً في مجلس النواب، إلا أنه يقول: إن بعض هذه الإساءات هي معاول هدم.. نسعى لإصلاحها.. ونرى ضرورة العمل معاً لخدمة هذا الوطن العزيز؛ فالشيخ ناصر محمد الأحمد معروف لدى الكويتيين بصراحته ويعرف دقائق الأمور المحلية والخليجية والعربية، وحريص على تعزيز التضامن العربي وإزالة الخلافات؛ فهو دبلوماسي وسياسي محنك وجد فيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت القدوة في تسلم رئاسة الوزراء؛ لأنه شغل مناصب عديدة وله مواقف وطنية وقومية.. وهو مولع بحب الوطن؛ لأنه كان صاحب أول صوت كويتي من الإذاعة أيام الغزو العراقي حيث أذاع (هنا الكويت)؛ فالكويت تبقى ديرته وأمله الوحيد، ويعمل مهما تصاعدت هذه الحملات على إطفاء الأزمات؛ لأنه يرفض المساومة ويعتبر أن أي تقصير أو انحراف في شؤون الدولة أو البلاد فإن التاريخ سيحاسبه، ويرفض الوساطات أو المجاملة، ويرى أن النواب من حقهم الانتقاد والإصلاح، لكنه يرى ضرورة احترام بعضهم لبعض، ويعتقد سموه أن ما حصل في الآونة الأخيرة في مجلس الأمة تجاوز كل الحدود بعدم رغبة الوزراء في التعاون مع مجلس الأمة الذي يصر على استجواب الوزراء.

سمو الرئيس يقول: أنا فخور بأن صاحب السمو الأمير أعطاني الثقة.. وأنا أقدرها وأحترمها.. وأعمل وفقاً لسياستي وليس بناء على سياسة يمليها أحد علينا؛ فنحن رجال الكويت وبناتها هدفنا خدمة الوطن والمواطنين. لقد عملنا الكثير، لكن هناك اتهامات غير صحيحة لنا جميعا، وأنا لا يمكن أن أنزل إلى الكلام أو المستوى الذين كانوا يتحدثون به لأن تربيتي وأخلاقي تحول دون ذلك.

والشيخ ناصر معروف بانفتاحه العربي والإسلامي، وهو يرفض البيروقراطية ويدعو للإصلاح وقد كان ل(الجزيرة) هذا الحوار مع الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح في ديوانه في الكويت:

سألته في بادئ الأمر: ماذا عن العلاقات بين الكويت والسعودية فأجاب سموه: إن العلاقات الكويتية - السعودية قوية ومتينة ونحن نقدر للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دورها الكبير في دعم التضامن العربي والاسلامي وتنقية الأجواء العربية والوقوف إلى جانب قضايا أمتنا العربية والإسلامية ودورها الفاعل والبناء لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية. وأضاف سموه: إن العمل العربي والتعاون والتنسيق المشترك من شأنه أن يدعم التعاون الشامل بما يعكس مستوى العلاقات والروابط الأخوية التي تجمع قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.

وأكد سموه أن الكويت والسعودية تؤمنان بوحدة الهدف والمصير بين الدول الخليجية وتعزيز العمل العربي والخليجي المشترك ويبذلان جهوداً كبيرة لتعميق روابط التعاون والتآزر بين دوله وشعوبه وتنسيق المواقف لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وأضاف: ما تم تحقيقه في مسيرة مجلس التعاون بفضل الله ثم التنسيق الخليجي المشترك يدعو إلى الفخر والاعتزاز، مؤكداً أن ما يجمع بين دول المجلس الخليجي من مودة وتقارب وتعاون كفيل بأن يزيد من تطوير وتنسيق السياسات العربية والدولية مع كل دول العالم بما يحقق مصالحها القومية ومنفعة شعوبها وحرصها على تحقيق الازدهار بيننا وبين الإخوة في المملكة.

* ماذا عن القضية الفلسطينية سمو الشيخ؟

قال سموه ل(الجزيرة): إن الكويت تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وإننا بناء على توجيهات صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين نواصل دعمنا السياسي والإنساني للقضية الفلسطينية ومساندة نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الممارسات القمعية لقوات الاحتلال الإسرائيلي حتى يتمكن من استعادة حقوقه الوطنية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأضاف: إن الكويت تعرب عن أملها في نجاح المساعي المبذولة على المستويات كافة لإحلال السلام الدائم والعادل في المنطقة، خصوصاً في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعودة أراضي الجنوب اللبناني والجولان.

* سمو الشيخ.. ماذا عن الانتخابات النيابية المقبلة في الكويت؟

كما تعلمون فقد أصدر صاحب السمو الأمير مرسوماً أميرياً في التاسع عشر من الشهر الماضي يقضي بحل مجلس النواب وفقا للمادة 107 من الدستور حيث أكد سموه في كلمة ألقاها بهذه المناسبة ضرورة تحقيق تطلعات أبناء الوطن في العيش بأمن وأمان ورخاء وازدهار في رحاب وطن عزيز الجانب.. مرفوع الهامة مصون الاستقلال. ولفت سموه - حفظه الله - إلى ضرورة أن تقوم السلطات الدستورية بواجباتها ضمن اختصاصاتها وصلاحياتها لتحقيق مزيد من التنمية في كل القطاعات.

وقال: إن مجلس الوزراء حدد إجراء الانتخابات النيابية في السابع عشر من شهر أيار المقبل على أساس خمس دوائر. وأضاف سمو الرئيس: إن الحكومة تقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكمال كل الترتيبات والاستعدادات اللازمة لتنظيم عملية انتخابات أعضاء مجلس الأمة للفصل التشريعي الثاني عشر، بغية ضمان ممارسة المرشحين والناخبين لواجبهم الوطني بسهولة ويسر.

وتابع: إن الحكومة الكويتية حريصة كل الحرص على أن تكون كما عهدناها انتخابات نزيهة وشفافة وحيادية. إننا ننطلق في ذلك تجسيداً لإبراز الوجه الحضاري المشرف لدولة الكويت في جو من الديمقراطية والمنافسة الشريفة، خصوصاً بعد صدور تعديلات على قانون الانتخابات وفق توزيع الدوائر الخمس وتنظيم المقار الانتخابية والإعلانات الخاصة بالمرشحين حيث سيتم السماح لكل مرشح بإقامة مقرين فقط أحدهما للرجال، والآخر للنساء، بعد استيفاء الإجراءات التنظيمية اللازمة لذلك.

وقال سمو الرئيس ل(الجزيرة): إن الحكومة حريصة على اتخاذ الخطوات اللازمة لتطبيق القانون بكل جدية وحزم بما يكفل إتمام هذا العرس الديمقراطي بصورة تعكس هذا الوجه الحضاري لدولة الكويت.

وقال سموه: إننا ندعو المواطنين المرشحين والناخبين إلى الالتزام بالقوانين بما يسمح بممارسة كامل حقوقهم السياسية في الانتخابات والترشيح في جو من الديمقراطية والروح الوطنية والمسؤولية الحقة التي امتاز بها دائماً المجتمع الكويتي على مدى تاريخ، هذا البلد الطيب، داعياً الله العلي القدير أن يوفق الجميع إلى ما فيه مصلحة الوطن العزيز بقيادة صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله ورعاهما -.

* ماذا عن تحريم الانتخابات الفرعية في بعض المناطق سمو الرئيس؟

أود أن أؤكد لكم بكل صراحة وثقة أننا لن نتدخل في الانتخابات بأي شكل من الأشكال، لا من قريب أو بعيد، لكننا اتخذنا قراراً في مجلس الوزراء بتحريم الانتخابات الفرعية وفقاً لهذا القانون؛ لأننا نريد أن تكون انتخاباتنا مظهراً حضارياً ناصع البياض، ونرفض أن تتم على أساس طائفي أو قبلي أو فئوي؛ مما يعد مساساً بالوحدة الوطنية وإساءة مرفوضة إلى الصورة الناصعة للمجتمع الكويتي الذي يمثل الأسرة الواحدة التي تعمل من أجل رفعة الوطن وعزته؛ وذلك باعتبار أن مثل هذه التصفيات يرفقها يرفضها إسلامنا الحنيف الذي ينبذ العصبية التي لا يقرها الدستور أو القانون باعتبار أن عضو مجلس الأمة يمثل الأمة بأسرها ولا يمثل فئة أو طائفة أو قبيلة بعينها، وأضاف أن مجلس الوزراء شدد على مواجهة كافة صور وأشكال هذه الانتخابات التي - للأسف - تكرس الانتماء الطائفي والقبلي والفئوي على حساب الانتماء الوطني، مشدداً على ضرورة تجسيد روح المسؤولية الوطنية.. وقال: نحن نرفض هذه المظاهر التي تؤدي إلى تفتيت تماسك مجتمعنا ووحدته الوطنية.

* وماذا عن موعد الترشيح لهذه الانتخابات سمو الرئيس؟

إن الانتخابات ستجرى في 17 أيار المقبل، والقانون حدد موعد التقدم بطلبات الترشيح خلال مدة قصيرة وهي الأيام العشرة التالية لنشر مرسوم الدعوة؛ سعياً لإتاحة الفرصة لكل الراغبين في ترشيح أنفسهم لعضوية مجلس الأمة لدراسة الأمر. وقال سمو الرئيس: اتخذنا كل الإجراءات لمحاربة ظاهرة هذه الانتخابات واعتقال من يقف وراءها وفقاً للقانون.

* وكيف ترون المشاركة في الانتخابات الكويتية يا سمو الرئيس؟

إننا نرى أن المشاركة الواعية من الرجال والنساء تشكل عوناً للحكومة وليس عبئاً عليها؛ لأن المشاركة تتعدى دائرة اتخاذ القرار إلى نتائجه ومؤثراته. وقال: إن المجتمع الكويتي حريص على القيام بهذه الانتخابات بكثير من الوعي والحرص والتعاون والتلاحم بين جميع أفراد الشعب الكويتي بما يعكس الممارسات الشورية والديمقراطية للنهوض بالوطن والمواطنين. وقال: إن أهل الكويت منذ القدم في تعاون وتكامل في بناء الوطن وفي التنمية الاقتصادية والتجارية، وإن الكفاءة هي المعيار في علاقات الأخوة، والروابط الأسرية لدى المجتمع الكويتي أقوى من كل خلاف أو اختلاف، ومساحة الحرية التي يتمتع بها المواطن الكويتي كبيرة وحقيقية ولا ينكرها أحد. ونحن مع هذه الحرية والديمقراطية وهي دليل واضح على الثقة الكبيرة بين الحاكم والمحكوم.. وحيال ذلك فإن الحكمة تقتضي توظيف هذه الحرية بكل مسؤولية لتجسيد تضامننا وتلاحمنا وتنمية الشعور بالمواطنة وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفردية.

* سمو الرئيس.. لقد قرأنا مؤخراً أنكم تنازلتم عن حقكم الشخصي في بعض الدعاوى التي رفعت ضد بعض الإعلاميين الذين اختلقوا بعض الأخبار المفبركة ضد سموكم؛ فهل تعطينا لمحة عن ذلك؟

لقد أصدرت تعليماتي بالتنازل عن الحق الشخصي لي في جميع الدعاوى التي تم رفعها أو تحريكها ضد بعض الإخوة الصحفيين حرصاً منا على أبنائنا ورغبة في الالتزام بالحرية.

* سمو الرئيس.. ماذا عن المطالبات بمحاكمة عماد مغنية؟

قال الرئيس: إن شهود عيان يرون أن عماد مغنية وراء حادث اختطاف طائرة الجابرية الكويتية والقيام بقتل الأبرياء من المواطنين الكويتيين لكن لا توجد أدلة قاطعة تؤكد ذلك.

وحول وجود حزب الله في الكويت قال سمو الرئيس ل(الجزيرة): لا يوجد شيء اسمه حزب الله في الكويت، ولكن يجري تداول ذلك نظراً للحرية والديمقراطية التي نتمتع بها.






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد