Al Jazirah NewsPaper Saturday  06/03/2010 G Issue 13673
السبت 20 ربيع الأول 1431   العدد  13673
 
مفارقات لوجستية
النفاق الأنجلوسكسوني
د. حسن عيسى الملا

 

عندما كان الشعب الفيتنامي يقاوم الاحتلال الياباني، كان الأنجلوسكسون يسلحون الشعب الفيتنامي ويدربونه على القتال ويمدون المقاومين بالمال، وحينئذ كان هوشي منَّه والجنرال جياب ورفاقه أبطالاً في عيون الأنجلوسكسون من بريطانيين وفرنسيين وأمريكان.

وما كادت فيتنام تتحرر من الاحتلال الياباني حتى رزئت بالاحتلال الفرنسي والأمريكي وتحول من كانوا أبطال مقاومة إلى مخربين ومتمردين وإرهابيين في عيون الأنجلوسكسون.

الشعب الفرنسي قاوم الاحتلال النازي بقيادة شارل ديغول حتى تحررت بدعم من الدول الأنجلوسكسونية، ولكن عندما قامت الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، نظر الأنجلوسكسون للمقاومين الجزائريين على أنهم مخربون ومتمردون وإرهابيون فقتلوا منهم الملايين.

النفاق الأنجلوسكسوني اعتبر ما يحدث في الصومال تمرداً في وجه حكومة معترف بها دولياً، لكن ما يحدث في دارفور حركة تحرير شعبي.

الشعب الأفغاني عانى ولا يزال من هذا النفاق الأنجلوسكسوني، فعندما كان يقاوم الاحتلال والغزو السوفيتي، كان في عيون الأنجلوسكسون شعباً يحارب من أجل الحرية، استحق الدعم المادي واللوجستي، وجيش له العديد من الجهاديين العرب والمسلمين، لكن النفاق الأنجلوسكسوني مارس ديدنه من جديد عندما انقلب السحر على الساحر.

ما حدث مؤخراً في دبي من اغتيال للمبحوح، هو وفق المعايير الدولية، إرهاب دولة تم على أرض دولة أخرى، وهو بكل الأعراف جريمة دولية، استخدم منفذو الجريمة جوازات سفر عادية ودبلوماسية، أنلجو سكسونية فرنسية وألمانية وبريطانية وإيرلندية وأسترالية، وعرضوا بذلك تلك الدول إلى المساءلة الدولية واعتدوا على أمنها، بأن أصبح مواطنوها مشتبهاً بهم أينما ذهبوا، بل وربما اعتقل من مواطنيها من زورت جوازات سفرهم نتيجة تعميم الأنتربول، ومع ذلك فإن النفاق الأنجلوسكسوني غض الطرف عن إسرائيل فيما عدا مناوشات كلامية هنا وهناك تسربلت بلباس الدبلوماسية النظيفة.

ترى ماذا كان يمكن أن يكون موقف هذه الدول الأنجلوسكسونية، لو أن من قام بتزوير جوازاتها مخابرات دولية عربية أو إسلامية؟

أقول جازماً ووفقاً لتاريخ النفاق الأنجلوسكسوني، بأن الدنيا ستقوم ولن تقعد حتى يوضع شعب تلك الدولة العربية أو الإسلامية كله على قائمة الإرهاب، ويتم إخضاع مواطنيها للتفتيش الذاتي عند عبورهم حدود دول الأنجلوسكسون كما فعلت أمريكا مؤخراً. وقد يتطور الأمر لتحاصر تلك الدولة اقتصادياً ولربما تم غزوها عسكرياً بناء على قرار من مجلس الأمن يصدر وفق البند السابع.

تحية لشرطة دبي على الحرفية المتناهية والمهنية في كشف الموساد الإسرائيلي، وتحية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي فضحت هذا النفاق الأنجلوسكسوني.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد