Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/04/2010 G Issue 13699
الخميس 16 ربيع الثاني 1431   العدد  13699
 
المستشار محمد بن سلمان: طالباً عرفته بطموح كبير
شريف الأتربي

 

حين يسترجع المرء ذاكرته رابطاً أياها بما يمر به من أحداث وتطورات يجدها مليئة بالذكريات التي غالباً ما تتعلق بمواقف وعبر متنوعة بين إيجابيتها وسلبياتها، ولكنها حُفرت في الذاكرة لتكون للمرء معيناً ينهل منه في المواقف المشابهة ولم تمحها عوامل الزمن والتقدم في العمر مع ما محي من أحداث ومواقف ومعارف.

وقد فاجأتني ذاكرتي بالاسترجاع السريع لما يتعلق بسمو الأمير محمد بن سلمان حين طالعت خبر اختياره من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض -يحفظه الله- مستشاراً خاصاً لسموه وعادت الذاكرة إلى أوائل عام 1413هـ حين شرُفت بالعمل في مدارس الرياض وكان الأمير محمد طالباً في المرحلة الابتدائية وكنت معلماً لمادة المكتبة والبحث أصطحب تلاميذي إلى مكتبة المدارس لننهل معاً مما في نبعها من معارف ومعلومات، وقد كنت حريصاً على التعرف على ميول واتجاهات طلابي فكنت أترك لهم حرية اختيار ما يناسبهم من قصص وكتب من على رفوف المكتبة، وقد لاحظت أن الأمير محمد كان دائماً يخبرني بأن هذا الكتاب لدينا مثله في مكتبتنا في البيت وذاك أيضاً وهذا يتكلم عن كذا فأطمأنت نفسي أني أسير في الاتجاه الصحيح الذي يطمح إليه سمو الأمير سلمان وكل والد في تربية أولاده، وأصبح الأمير محمد زائراً يومياً للمكتبة إن لم يكن لمعرفة معينة فهو للسلام، وكبر الأمير والتحق بالمرحلة المتوسطة واستمر شغفه بالمعرفة والعلم وتطورت أسئلته وتنوعت وكان الكثير منها يدل على نبوغ وذكاء كبيرين وحين بلغ الأمير المرحلة الثانوية عدت مدرساً له فوجدته وقد ازداد توضعاً وحباً للعلم والمعرفة وحين سألته يوماً عن طموحه قال: أريد أن أرى بلادي في مصاف الدول الكبرى والمتقدمة، وازداد التواصل بيننا في مرحلته الجديدة، وكنا نلتقي طوال اليوم الدراسي من واقع تواجدنا في نفس المرحلة، وبدأ الأمير ينهج نهجاً خاصاً في علمه حيث يربط بين ما يحصل عليه من معارف يومية وبين ما يحدث على الساحة من أحداث بل ويتعمق في الحدث حتى تظن أن الموقف أو المشكلة التي يسأل عنها هي جزء من حياته رغم أنها تكون عالمية أو محلية، فقلت إن فتى بهذا الذكاء وهذا التفكير سيكون يوماً صاحب منصب مميز. ومع اندماج الأمير في عمليته التعليمية والمعرفية لم ينس يوماً علاقاته الاجتماعية، فكان متواصلاً دائماً مع معلميه وزملائه، مشاطراً لهم أحزانهم وأفراحهم، وهذا ليس بغريب عليه فهو ابن سلمان بن عبدالعزيز مدرسة التواصل والتراحم، وكان لي من الحظ أن عشت معه أكثر من موقف ينم عن نبل الأخلاق والأدب الجمّ.. وأذكر منها موقفين اثنين، أولهما مرض أحد المعلمين والذي استلزم نقله للمستشفى فكان الأمير من أوائل الزائرين وعرض سموه على ذوي المريض أن يتكفل بعلاجه في أي مكان حتى يعود إليهم صحيحاً معافى، وحين خرج من الغرفة فاجأني أحد الأشخاص بالسؤال عن هذا الشاب فقلت له إنه الأمير محمد بن سلمان فقال: سيكون لهذا الفتى شأن عظيم لتواضعه الكبير وأدبه ومحبته التي نثرها على كل من كان موجودا. والموقف الآخر كان أثناء إحدى فسح اليوم الدراسي وكان هناك بعض الطلاب متواجدين داخل الفصل وكانوا يسخرون من زميل لهم حتى كاد أن يبكي ودخل الأمير محمد الفصل فعز عليه ما رآه، فقال لهم أترضونه لأنفسكم أيحب أحدكم أن يكون مكانه، فأخذوا يعتذرون لزميلهم الذي احتضن الأمير وثمّن له موقفه.. وهناك الكثير والكثير من المواقف التي يعجز المرء عن حصرها برزت فيها شخصية الأمير محمد بن سلمان. فهنيئاً للمنصب الجديد بمحمد بن سلمان، وهنيئاً لنا بقطف ثمار ما زرعنا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد