Friday  18/03/2011/2011 Issue 14050

الجمعة 13 ربيع الثاني 1432  العدد  14050

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

بعض الأخطاء في ترجمات الكلمات التركية
شمس الدين درمش

رجوع

 

يتعرض النص المترجم من لغة إلى أخرى لدرجات متفاوتة من الأخطاء تصل إلى المعنى المضاد أحياناً، أو إلى معنى مغاير بعيد عن الأصل في أحيان كثيرة.

وقد لفت نظري اسم سفينة الإغاثة التركية التي تعرضت للقرصنة الإسرائيلية في المياه الدولية وهي في طريقها إلى غزة، إذ تكتبه الصحف اليومية نقلاً عن وكالات الأنباء بالحروف العربية هكذا (ما في مرمرة) ومرمرة اسم البحر الصغير الواقع بين مضيق البوسفور ومضيق الدردنيل، وثلاثتها تفصل الجزء الأوروبي الصغير من تركيا عن القسم الأكبر الممتد شرقاً في آسيا.

أما كلمة (مافي) فتعني لدينا (غير موجود)، وهي عبارة تصنف في العامية اليومية لدى معظم الشعوب العربية، مثل (مافي حدا في البيت، أي لا يوجد أحد)، وأظن أنه توجد أغنية تبدأ بعبارة (ما في حدا لا تندهي).

والعبارة متداولة لدى المقيمين غير العرب من مواطني الدول الإسلامية وغير الإسلامية في آسيا في السعودية ومنطقة الخليج العربي، ونسمع بشكل يومي منهم عبارات: ما في معلوم، ما في كلام، ما في بابا.. وغيرها، ومسايرة نقلدهم في هذه العبارة ونتوسع بها. وبالتأكيد سيقف القارىء عند دلالة اسم السفينة (مافي مرمرة) ويشك في أن يكون المعنى: (لا توجد سفينة مرمرة)!

وقد تسلل الخطأ من الألفباء التركي الحديث الذي استبدل بالحروف العربية حروفاً لاتينية، ووضع الحرف (V) اللاتيني محل حروف (و) الواو العربي، الذي يقابله حرف (W) اللانيني. فالاسم التركي للسفينة هو (MAVI MARMARA)، والكتابة العربية الحرفية الصحيحة بالنطق التركي للاسم تكون: (ماوي مرمرة)، والكلمة (ماوي) تعني (الأزرق)، ويقال في الألوان (اللون الماوي) أي أزرق، مثل اللون السماوي. وترجمة الاسم التركي للسفينة هي (مرمرة الزرقاء) فلاحظوا مقدار التحريف الذي وقع في اسم السفينة بعدم ملاحظة تبادل موقع الحرفين اللاتينيين (V) و(W) بين الفاء والواو العربيين.

ومثل هذا يقع في تحريف كتابة اسم القاعدة العسكرية الأمريكية في تركيا، واسمها التركي قاعدة (incilik) وفي هذه الكلمة أمران: الأول حرف الآي (I) اللاتيني، ويكتب بنقطة للدلالة على الألف المكسورة المرققة بالعربية، أما إذا كتبت بدون نقطة فتدل على الألف المكسورة المفخمة وهذا يتبع صوتيا الحرف التالي له إن كان تاء أو طاء، وإن كان سينا أو صادا مثلاً!. والحرف اللاتيني (C) وضع في التركية الحديثة مقابل الجيم العربي (ج).

والنطق العربي للاسم التركي للقاعدة هو (إنجيرليك) بياءين للدلالة على الكسرة ما قبلهما، أو تضبط الكلمة بالشكل (إنجرلك) ولكن الحرفين (ci) اللاتينيين يلفظان (سي)، ويكتبان كذلك بالعربية، فيأتي الاسم بالحروف العربية عن وكالات الأنباء (إنسيرليك)، وهذه اللفظة لا معنى لها بالتركية، و(إنجيرليك) تعني (أرض التين) على غرار (إقليم التفاح) في لبنان.

ودهشت مرة وأنا أقرأ اسم زوجة رئيس الجمهورية التركي عبد الله غول مكتوباً بهذا الشكل (هيرنيسا)، وعرضته لمن حولي من الإخوة فلم يتوصل أحد منهم إلى النطق الصحيح للاسم، لأنه أشبه الاسم (أليسا) واللفظ العربي الصحيح هو (خير النساء)، ومبدأ الخطأ هنا هو عدم وجود حرف الخاء (خ) باللغة التركية الحديثة، وكذلك حرف الحاء (ح)، ويحدث من أخطاء فاحشة في نطق عدد من الكلمات العربية في كتابتها التركية اللاتينية مثل: (خليل = هليل)، و(الحرم = الهرم)، و(حلال = هلال)، ولم تكن هذه المشكلة أيام الدولة العثمانية التي كانت تكتب اللغة التركية بالحروف العربية مثل اللغة الأوردية، والفارسية، والكردية. وهذا الذي حصل في تركيا الحديثة بحجة العلمنة، وقطع الصلات بين الأتراك والعرب، أوجد قطيعة ثقافية بين الأجيال التركية الحديثة والتراث الثقافي التركي!.

- الرياض

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة