Sunday  17/04/2011/2011 Issue 14080

الأحد 13 جمادى الأول 1432  العدد  14080

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ما أكثر المواقف والحوادث والأحداث التي يعيد فيها الإنسان النظر في الحياة، بل إن ذلك طبيعي على مستوى من يمتلكون أدوات متقدمة، وخبراء التخطيط الاستراتيجي على مستوى الدول، أو الكيانات الإقليمية، أو التحالفات الكبرى العملاقة.

حدث ما لم يكن بالحسبان، ابحث عن هذا التعبير في سياقات التواريخ لأي دولة، ولأي حضارة، ولأي ثقافة، ولأي أمة من الأمم. أكثر ما يستدعى هذا التعبير أمام الأحداث الكونية، أو ما يسمى بالظواهر الطبيعية، التي قد يتنبأ لها الإنسان، أو لا يستطيع التنبؤ بالصورة التي يستطيع البشر تجنب آثار الكوارث. وأمام الأزمات والمتغيرات المفاجئة يتحقق مدلول الآية الكريمة أمام ما يعتقده البشر ثابتا في السياق الطبيعي {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} (47) سورة الزمر. قد تكون الآية في سياق الحديث عن اليوم الآخر وأهواله، لكن ذلك لا يعني عدم تأمل وتدبر البشر فيها في شئون الحياة الدنيا.

* بلا شك، الإيمان بالله وحده، وبما جاء في كتبه يعد قوة خارقة يستلهمها أصحاب المعتقدات السليمة، ويبنون عليها، وهم يعملون بهذه الحياة أعظم الأمجاد، ويسيرون على وجه البسيطة مطمئنين، لا تزيدهم الكوارث، مهما عظمت إلا إيمانا، وتأملا، وتدبرا، ومعرفة، ويقينا. ومن هنا، يبدو منهج الاتزان والوسطية منهجا لهم في العلم والعمل.

* أخطر ما يهدد الإنسان في حياته، وتعايشه مع هذا الكون سلما، أو حربا، هو الركون إلى مدركات العقل البشري المحدود، والاعتماد عليه في بناء النظريات، ومنظومة الحياة، والتخطيط لمستقبل الأمم والشعوب والحضارات.

* على مدى قرن فقط، بل خلال العامين الماضيين، يستطيع الراصد والمتابع للأحداث الكونية من (براكين، زلازل، فيضانات، أعاصير، انهيارات، جفاف، حرائق، احتباس حراري....) كم غيّرت هذه الحوادث من الأهداف، والخطط والتطلعات، والمطامع التي يبنيها البشر، وتشكل محاور صراع بين الثقافات والأمم، الإيمان بالقوى الغيبية يبعث في الإنسان قيما عديدة، لا تقاس بالماديات، أو بالمنظار القريب الذي ينظر فيه البشر للحياة ومجرياتها بأوجهها المختلفة.

* كما أسلفت خلال عامي 2009-2010م وقعت خمس كوارث طبيعية من أشهر الكوارث من حيث الخسائر في الأرواح، في الاقتصاد، في البنى التحتية، وفي معظم القارات بلا استثناء. ولذا، فإن من يتحدث عن (نهاية العالم)، فأعتقد أنهم لا يقصدونه بالمفهوم لدينا كمسلمين، بل التنبؤات التي ظهرت مؤشراتها في الحوادث الكونية المتتابعة التي هزّت العالم بلا استثناء، وقد توظفها بعض الفئات من غير المسلمين توظيفا أيدلوجيا مختلفا، لكن الشيء المؤكد أن العلماء الراصدين يطرحون إلى جانب ذلك حلولا علمية وعملية لمواجهة هذه الكوارث، من خلال المؤتمرات، واللقاءات، ومراكز الأبحاث.

dr_alawees@hotmail.com
 

خارج الحسبان
د. موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة