Tuesday  19/04/2011/2011 Issue 14082

الثلاثاء 15 جمادى الأول 1432  العدد  14082

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لا أبالغ إذا قلت: إن خطبة الجمعة، تعتبر منبرا مهما من أهم منابر الدعوة الإسلامية، باعتباره ملتقى أسبوعي، لا يكاد يتخلى عنها أكثر الناس تهاونا في صلاتهم. إذ تبرز أهمية خطبة الجمعة، كإحدى وسائل التوعية في حياة الناس. ولك أن تتخيل هذا الكم الهائل، من خلال مئات الآلاف من الخطب..

التي تُلقى كل يوم جمعة؛ لتبلغ عن الله، وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ورغم ذلك كله، فإن أثر بعض هذه المنابر، وهو قليل - لا يزال - محدودا. يشكو بعض الناس اليوم، الحاجة إلى أن تلامس خطبة الجمعة واقعهم، وهموم حياتهم، وضرورة معالجة مشاكلهم التي يعيشونها، بل وتفرض نفسها على الواقع، لا أن يكون الطرح لمسائل مكررة، أو معالجة قضايا نظرية، فالإسلام دين شامل لكل جوانب الحياة. إلا أني أعتقد، أن التقصير في الإعداد الجيد للخطبة، هو جزء من المشكلة، ولا غرابة حينئذ أن ترى بعضهم، لا يُعد خطبة الجمعة إلا قبل موعدها ببضع ساعات، أو يقوم بنسخها عبر مواقع الإنترنت، ثم يلقيها من على المنبر.

من المهم أن يكون هناك، ضوابط دقيقة لآلية اختيار الخطباء، ممن يتمتعون بسعة علم، ونظر سديد ثاقب، وحكمة بالغة، وكثير منهم بحمد الله كذلك، كونهم أئمة الناس إلى الحق. إضافة إلى ضرورة إخضاعهم لدورات تعليمية بين الحين والآخر؛ للارتقاء بمستواهم، وهو ما يستدعي القول: إن أهمية الخطبة، لا تقل عن أهمية الخطيب، فكلاهما جناحان مكملان لبعضهما البعض، وبدون أحدهما لا يمكن التحليق نحو الأفضل.

إن تنمية الذات، والأخذ بتطوير المقومات، التي ترفع من شأن الخطيب، ومستواه، ركيزة مهمة في نجاح الخطبة، من حيث البحث عن الموضوع، أو المضمون؛ لأن أمورا ذات شأن، ستُلقى على أسماع الحاضرين، ويُناقش فيها. ولذا فإن الإلقاء إذا كان حسنا، بتمثل اختيار الموضوع، والمعاني، والعواطف، وفي استقامة لغة الخطيب، وسلامة منطقه، كان ذلك سبيلا أنجع؛ للوصول إلى نجاح الخطبة.

بقي أن أقول: إن التأكيد على استخدام العقل والعاطفة، باتزان وحكمة - مطلب مهم - في خطبة الجمعة. فتلك المنابر، ليست للمساجلات التي تثير الخصومات، وتزرع الفتن، وتفرق بين المسلمين. فالتعامل مع الآخر، لا يكون إلا من خلال التكريم، والاحترام، والاعتراف المتبادل، فالمنهج النبوي، هو مناقشة الأفكار دون الأشخاص، أو التنقيص منهم، أو احتقارهم، أو شتمهم. وقد أُمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم، وأن نحدثهم بما يعرفون، مراعاة لظرفي الزمان والمكان. وهذا المعنى هو ما أشار إليه وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد الدكتور توفيق السديري قبل أيام، من أنه ينبغي على الخطيب: «أن يكون حكيما في طرحه للقضايا، وأن يكون مبشرا لا منفرا، وأن يجمع القلوب لا أن يفرقها، وأن يحرص على كسب الناس بكل فئاتهم لا على جلب عداواتهم».

drsasq@gmail.com
 

خطبة الجمعة.. الواقع والمأمول !
د. سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة