Sunday 06/10/2013 Issue 14983 الأحد 01 ذو الحجة 1434 العدد
06-10-2013

ذكرى حرب أكتوبر والدور السعودي

لقد كان انتصار السادس من أكتوير انتصاراً تاريخياً أعاد للأمة العربية كرامتها وهزم الجيش الذي كان يروج عنه أنه الجيش الذي لا يقهر. وفي هذه الأيام تحتفل جمهورية مصر العربية سنويا بانتصار السادس من أكتوبر أو العاشر من رمضان، وحق لها أن تحتفل فهو النصر المؤزر الذي أعاد للعرب كرامتهم وهيبتهم، ولم يكن ذلك الانتصار التاريخي سيتحقق بتلك الصورة لولا عوامل مساعدة كان من أهمها الدور العربي وبالأخص الدور السعودي بقيادة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، دول عربية عدة ساهمت في الدعم المادي والعسكري واللوجستي، ولقد شاركت قوات سعودية وعراقية وأردنية في تلك الحرب، ولذلك فإن انتصار أكتوبر هو انتصار للإرادة والوحدة العربية ترجمه الأبطال المصريون في ميدان المعركة بشجاعة وبسالة، وضربوا أروع الأمثلة في قدرة الجندي العربي في خوض المعارك الحديثة، لكن الملاحظ أنه في احتفالات ذكرى تلك الحرب يتم نزع لـ(الإطار) العربي عن (صورة) معركة أكتوبر وهذا الاختزال لن يمنحها ذلك البعد المفترض أن يتحقق لو كانت الصورة تعرض في كامل إطارها، فالرسالة ستكون أقوى تأثيرا لو اشتركت الدول العربية ولو بشكل (رمزي) في احتفالات مصر كما شاركت في الحرب، حيث قدمت دعما ماديا وسياسيا وعسكريا، مما أكد على قدرة الدول العربية على مبدأ مهم وهو تحقيق التعاون العربي المشترك متى ما توفرت الإرادة لذلك! وكان للمملكة العربية السعودية كما هو معروف دور كبير يجب أن لا ينسى في تلك الحرب ولكن من الواضح أنه أصبح منسيا للأسف حتى من السعوديين أنفسهم! فالمملكة في تلك الحرب وضعت أمنها ومقدراتها ومصدر دخلها الوحيد (النفط) في مواجهة مباشرة مع الدول الغربية وأمريكا، عندما أصدر الملك فيصل بن عبد العزيز قراره التاريخي بقطع إمدادات البترول دعما لمصر في هذه الحرب. ولأنه كثيرا ما يشكك المغرضون بدور المملكة العربي، فلماذا لا يكون لوسائل إعلامنا مشاركة في الاحتفال بنصر أكتوبر وإبراز جهود القيادة والشعب السعودي في تلك الحرب! أثناء بحث عن بعض الصور قمت به قبل ثلاث سنوات في أرشيف كل من صحيفتي الجمهورية والأهرام، وجدت صورا نشرتها الصحف المصرية منها صورتان معبرتان تمثل موقفا نبيلا من الشعب المصري الشقيق، وتوثق تاريخا مجيدا ومشرفا للأمة العربية يجب أن نعود إليه ونطلع عليه الأجيال القادمة لكي لا تضعف روحهم المعنوية، ونرد فيه على من يقول إن الوحدة العربيةوالتعاون العربي مجرد خيال لا يتحقق.. تلك الصورتين الأولى للأمير سطان بن عبدالعزيز رحمه الله وهو يتفقد خط المعركة في أحد الخنادق على الجبهة المصرية والصورة الثانية كانت للملك فيصل بن عبد العزيز في استقبال شعبي بهيج حيث طاف موكبه في عدد من المدن المصرية، وقد رفعت رايات ترحيبية كان من ضمنها لافتة تقول (مرحبا ببطل معركة العبور وبطل معركة البترول) وبطل معركة العبور هو الرئيس محمد السادات رحمه الله وبطل معركة البترول هو الملك فيصل رحمه الله! ولست هنا لأثبت الدور السعودي في نصر أكتوبر فالوثائق الكتب والصحف التي نشرت في تلك الفترة تؤكد ذلك الدور المهم، ولعلي أختم هذا المقال بدعوة الجامعة العربية لتكون هذه المناسبة مناسبة احتفالية عربية سنوية يحتفل فيها العرب بنصرهم على الكياني الإسرائيلي المحتل والمغتصب فتلك الحرب بقيت حتى الآن هي الصفحة المشرقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي المليء بالنكسات.

alhoshanei@hotmail.com

 
مقالات أخرى للكاتب