Sunday 13/10/2013 Issue 14990 الأحد 08 ذو الحجة 1434 العدد
13-10-2013

رُب ضارة نافعة؟!

عندنا في جنوب المملكة مَثَل، وإن شئت فقل حكمة تقول: (يا بخت من جاه نذيره بسَفَر) و(سَفَر) هذه تعني «بدري» أو في وضح النهار وكلاهما جائز، على أن المعنى من مجمل المثل أو الحكمة هو إيجابية العِلم بالأمر باكراً لكي تؤخذ الاحتياطات اللازمة والضرورية مستقبلاً.

هذا الاستدلال يصب في خانة ملابسات وتداعيات خسارة (الزعيم) الأخيرة على يد الرائد على الرغم من أن واقع المباراة بما حفلت به من عجائب وغرائب تمثلت بأكثر من عشر فرص هلالية محققة، في واد، والنتيجة في وادٍ آخر، إلى درجة أن العارضة والقائم قد تكفلتا بمنع ثلاثة أهداف كانت كفيلة بوضع الأمور في نصابها الصحيح، وبالتالي لا حاجة لباقي الفرص المحققة سواء تلك التي وفِّق الكسار في التصدّي لها بطريقة عجيبة جداً.. أو حتى الجزائية التي لم تُحتسب للسالم، التي كان سيترتب على احتسابها طرد المدافع الإفريقي الأبرز في دفاعات الرائد.. وهنا تتجلّى حقيقة عدم منطقية (المجنونة) في الكثير، والكثير من الحالات!!.

الشاهد: لعله من حسن حظ الجابر ورفاقه أن هذه (المفاجأة) حدثت في بداية مشوار الدوري، والموسم عموماً.. وبذلك يكون قد أتاهم النذير باكراً، فيحسبون لكل منعطف حسابه دون إفراط أو تفريط.

إنصاف الهلال عيب!!

لا أدري كم عدد الأطراف التي تضافرت مجهوداتها في سبيل إدانة الهلال ومن ثم معاقبته.. ولكن من الواضح جداً أنها كثيرة، وأن لجنة الانضباط مثلت رأس الحربة في فريق العمل المكلف بإنجاز المهمة؟!!

النظام جميل، وتطبيقه أجمل.. ولكن الأكثر جمالا هو أن تكون شجاعاً وعادلاً في أداء الأمانة لا تأخذك في الحق لومة لائم.

ذلك أن كل القرائن وشهادة الشهود تؤكد على أن جمهور الاتحاد هو من بدأ بالهتافات المسيئة تجاه الجمهور الهلالي، وهي عادة جُبلت على ممارستها تلك الجماهير بحق الهلال وجماهيره منذ عقود.. ومع ذلك قفز فريق العمل المكلف بمعاقبة الهلال وجماهيره فوق هذه الحقيقة عنوة، معتبراً أن كرامة جماهير الهلال مهدرة وليس من حقها أن تُنصف مثل باقي الجماهير التي تحظى برعاية خاصة من لدن جهات الاختصاص.. ويبدو أن إنصاف الهلال أضحى من الأمور المعيبة في نظر وقناعات تلك الجهات، ولاسيما في ظل هذا الدعم الهائل الذي تحظى به من قِبل دكاكين الفضاء وبعض الصحف الموجهة، التي تصب جميعها في قالب الإضرار بالهلال لصالح آخرين؟!.

هذه العقوبة في حد ذاتها قد لا تضر الهلال الآن، ولكن الخشية المبررة جداً هي من أن تكون توطئة لعمل أشد ضرراً، خصوصاً أن الذاكرة تحتفظ بالعديد من الأمثلة التي من أبرزها مهزلة (ملعب الشرائع وطارق التايب) واللجنة المكلفة بدراسة ملابساتها، وحبكة إبعاد (كوزمين) وغيرها الكثير والكثير مما لا يتسع المجال لسردها؟!.

كلٌّ يغني على ليلاه؟!

بمجرد أن تعرض الهلال للخسارة، واعتلاء النصر لقائمة الترتيب بفارق نقطة.. هبط مؤشر (الإفك) التحكيمي ضد الهلال، وتحول الأمر إلى أهزوجة يتبارى القوم في عزفها وتلحينها عبر دكاكين الفضاء (الفاضية)، ناهيك عن زوايا أصحاب الفزعات في صحافة (كل من إيدو إلو).. غير أن ذلك لم يمنع عناصر التكتل من القيام بمهام عملهم المنظّم والممنهج حتى لا يفقدوا حظوتهم؟!.

فالمتابع لبرامجهم واستوديوهاتهم التي ينتدبون لها (النطيحة والمتردية)، سيجد أنه من النادر، بل من المستحيل أن يفوّت أو يغفل هذا العنصر (المُنتَدَب) أي أمر يتعلق بالهلال دون أن يلصق به تهمة كاذبة، أو ينتقص من شأنه.. الأعجب والأغرب أنه إذا لم يُمنح المبرر بطريقة أو أخرى من قِبل القائمين على البرنامج أو الاستوديو - وهذا يحدث نادراً - فإن الضيف الكريم لا يجد أدنى صعوبة أو مشقة في اصطناع المبرر الذي يمرق من خلاله لكي يسيء للهلال دون ذنب سوى أنه (الهلال).. أما الأعجب والأغرب من هذا كله فيتمثل في إخلاص تلك العناصر لمهامها المحددة والمرسومة سلفاً.. إذ يُمنع منعاً باتاً أي حديث إيجابي يتعلق بالهلال في حضرتها، وإذا حدث ذلك فالويل والثبور.. إذ ترتفع الأصوات، ويكثر اللغط، ناهيك عن استحضار أدوات الإفك المضادة والمتوارثة!!

ومع كل ذلك لا ينفكون يتساءلون: لماذا الناس يتقدمون كروياً وإعلامياً بينما نحن (للخلف دُر).. بالله عليكم كيف نتقدم وهذه عيّنة واحدة فقط من بضاعتكم؟!

كم أغبط هذا الزميل؟!

أقوم بين الفينة والفينة بالمرور على حساب زميلنا الزمول الأستاذ (صالح السليمان) في تويتر - كزائر - بعد أن ألغيت حسابي على أثر التلويث الذي تعرض له والقاذورات التي أُلقيت فيه.. فأفُاجأ في كل زيارة أقوم بها بما يتعرض له الزميل الكريم من سباب وشتائم.. وسخرية من شكله واسمه وعمره.. فضلاً عن التهم الكاذبة الجاهزة التي توجه عنوة لأي صوت نزيه، مع أن اسمه (صالح)، وشكله من أحسن الأشكال التي خلقها الله.

فبمجرد أن يغرد الزميل بمعلومة، أو قضية عامة للنقاش أو للفائدة، فما هي إلاّ بضع ثوان حتى تنهال عليه الشتائم والسباب من كل حدب وصوب.. تتصدرها - بطبيعة الحال - الشتائم ذات الصبغة (الصفراء) الذي يتضح بجلاء حرص أصحابها على متابعة الزميل صالح وملازمته كظلّه.. بينما يتعامل الزميل الكبير - أدباً وخلقاً - معهم بمنتهى الرفق والرقي، فلا يبادلهم الكيل بذات المكيال، بل يدعو لهم بالصلاح والهداية، ويدعوهم إلى الارتقاء بفكرهم وطرحهم وأخلاقهم ولكن هيهات.. فسبحان الله الذي خلق وفرق.

حقيقة لقد بت أغبط هذا الزميل.. وإني لأرجو الله أن يلاقي ربه (بعد عمر طويل) وقد أُحتطت جميع ذنوبه وخطاياه.

منحنى:

نلتقي بحول الله ومشيئته عقب عيد الأضحى المبارك.. كل عام وأنتم بخير.

fm3456@hotmail.com

 
مقالات أخرى للكاتب