Monday 14/10/2013 Issue 14991 الأثنين 09 ذو الحجة 1434 العدد
14-10-2013

يا أمير الحج.. حج الحجيج (2)

قصيدة الشاعر طاهر زمخشري - رحمه الله- التي أشرت لها في المقال السابق تعيدنا إلى ذكريات مكة المكرمة الطاهرة وتعيدنا إلى هذا الوطن الغالي بكل جباله وسهولة وبحاره وصحاريه وناسه الذين تمسكوا به حين كان أرضاً جرداء، وصحارى مقفرة بلا ماء ووادياً غير ذي زرع، وكان العابرون من أراضي الإمبراطوريات القديمة المحيطة بنا: فارس وبيزنطة والحبشة إذا جاؤوا إلى أرضنا يتعرّفون حقيقة على الموت بكل تفاصيله من العطش والجوع وقطَّاع الطرق وهم كانوا يأتون من مدن الغابات والبلاد النهرية والأراضي المشجرة, قبل أن يمنَّ الله علينا بالنفط والحكومة الآمنة والاستقرار السياسي والنفسي والاجتماعي.

الإنسان المسلم معلّق قلبه بمكة المكرمة منذ فجر الإسلام, والإنسان السعودي معلّق فؤاده ودمه وحبه بالأراضي المقدسة ويشعر أنه خادم البقعتين وخادم ضيوف الرحمن ومن تلك المنطلقات الإسلامية يجب أن يكون لإنسان هذه الأرض دور وتسهيلات للحج، وأن لا يحرم منها بالمزيد من الإجراءات والأنظمة لأن هذا الجيل من المجتمع السعودي هو أحفاد لأجداد عاشوا على الكفاف وضيق العيش وصارعوا الجوع والمرض والفقر حقباً من السنوات، لذا لا بد من تخفيف القيود عليهم وحمايتهم من حملات الحج التي تحوَّلت إلى تجارة رابحة بدأت تقفز أسعارها، في متوسطها إلى (15) ألف ريال للحاج الواحد من حجاج الداخل والرقم يتزايد لحجاج الداخل والخارج.

وهنا أتوجه لأمير الحج أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل بأن الإجراءات الحالية وتصاريح الحج قد جاءت لصالح حملات الحج ومؤسسات الطوافة، أما المواطن فقد تمت محاصرته من قِبل نقاط التفتيش والإعلانات التلفزيونية وإجراءات وتصاريح الحج والفتاوى حتى وصل إلى حد التحريم والإثم.

يا أمير الحج ندرك جيداً أن التنظيم أساسي لنجاح أعمالنا, ولا حج بدون تصريح, لكن المواطن السعودي يحتاج إلى حماية من مؤسسات الحج والطوافة التي قد تتحوّل أعمالها إلى تجارة صرفة رغم ما تتحصّل عليه من تسهيلات من الدولة وما تستفيده من خدمات قطاع الدولة بلا مقابل، وهذا يأتي على حساب المواطن الذي يجد نفسه مضطراً للتعامل مع هذه المؤسسات, وإلا اعتبر في نظر القانون وأيضاً الشرع مخالفاً وآثماً ويجرم ويعاقب.

..... يتبع

 
مقالات أخرى للكاتب