Tuesday 22/10/2013 Issue 14999 الثلاثاء 17 ذو الحجة 1434 العدد
22-10-2013

تستري يا (مره)..!

مقر إحدى الشركات في الدور العلوي في أحد المجمعات التجارية، الطريق إليه من خلال السوق، وفي طريقي لحضور أحد الاجتماعات في ذلك المقر، شاهدت عدداً من الرجال أحدهم يصرخ في وسط السوق (تستري يا مره)،

المرأة المعنية تقف أمام أحد المحلات التجارية تتأمل ملابس الأطفال وبجانبها طفل صغير والآخر رضيع تدفعه بعربة طفل.. لم تلتفت المرأة لاتجاه الصوت، ربما لشدة انهماكها في شأنها، أو ربما لثقتها بنفسها أنها لا يمكن أن تكون المقصودة لأنها متسترة ومتلثمة بحجابها، عدا عينيها وأنفها لغرض النظر والتنفس.. صرخ الرجل مرة أخرى بصوت تلمح فيه نبرة الازدراء (انت يا.. مره، تستري)، فالتفتت الأم تجاه الصوت، فوجدت نظرات الرجال مصوبة إليها، عندها كرر كبيرهم صوته العالي (تستري) وهو يشير إليها بسبابته، فانطلقت الأم بطفليها مسرعة (شبيه الريح) باتجاه مخرج السوق القريب من المحل التجارى ولسان حالها يقول حسبي الله ونعم الوكيل.. الازدراء هو التقليل من شأن الآخر أو الاحتقار وهو أقسى أنواع التأنيب وعندما يكون في مكان عام وبصوت مرتفع يصبح احتقار مع التعنيف اللفظى، وقد ورد النهي عن الازدراء في القرآن الكريم كما في الآية من سورة هود {وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْرًا}.. الازدراء أحد وسائل التعبير عن شعور الكراهية تجاه الآخر، ويعنى أن الآخر عديم القيمه ولا يستحق الاحترام. الازدراء يتم توصيله إلى الآخر من خلال عدة طرق ومنها الشتائم، التنابز بالألقاب، نبرة الصوت، كذلك من خلال تعبير الوجه.. الازدراء يسبب الألم للآخر ويبتر العلاقات في المجتمع.

الخلاصه:

التحريف المعرفي يعتمد على أقصى تضخيم للحدث، وهو عمليه ذهنيه يهدف إلى تشويه للمشهد ويمكن تحقيقه بعدة طرق؛ أحدها التفخيم: إيحاء باحتمال وقوع كارثة أو انتهاك فظيع، كما في المثل الشعبى (يعمل من الحبه قبة)، أو عن طريق الافراط في التعميم: مثل التمسك بحاله سلبيه فرديه، واعتبارها حاله متكررة لا تنتهي.. عليه يمكن الاستنتاج أن التحريف المعرفى وسيله لتحقيق هوى النفس من خلال نفخ الصعوبات التي يواجهها الفرد، بغرض الحصول على احترام الذات.

khalid.alheji@gmail.com

Twitter@khalialheji

 
مقالات أخرى للكاتب