Monday 28/10/2013 Issue 15005 الأثنين 23 ذو الحجة 1434 العدد
28-10-2013

أَمَطَارَاتُنَا دَوْلِيَّةٌ؟!

أمطاراتنا دولية؟ أو هل هي في معايير الدولية؟ ومقارنات التميز في مجال خدمات النقل الجوي؟.. لنا أن نقدر حجم السؤال الأول.. ومن الطبيعي أن نتفاعل مع ما يليه من أسئلة ملحة في ظل هذا التطور الملحوظ في مرافقنا العامة والإقبال المتزايد من الجمهور على المطارات؛ باعتبارها الوسيلة الأنسب للوصول إلى أهدافهم وأعمالهم والبحث عن كل ما يحتاجون إليه من أعمال.

فإلى جانب مترو العاصمة الرياض المزمع إنشاؤه فقد جاء الدور بأن يكون هناك مطار دولي للعاصمة، ومن ثم في مدن رئيسة كجدة والدمام، ليكون بوابة حيوية لبلادنا، ليس من حيث الشكل والمعالم إنما من أجل مضمون تجاري وسياحي، يتم من خلاله تقديم تجربة خدماتية جديدة لجيل الشباب الذين ينتظرون دورهم في بناء ذواتهم، وبناء الوطن بمتطلبات العصر الحديث.

ونحن نعرف أن هناك مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد في محافظة جدة الذي شارف على الانتهاء، إلا أننا بحاجة إلى عمل متكامل يُسَرِّع وتيرة الإنشاء لمثل هذه المرافق الحيوية التي باتت شريان الحياة الاقتصادي للكثير من البلاد، ولو لم يكن في بعض البلاد سوى المطارات الدولية لحققت من خلالها رفاهية وتطورا ومكاسب جمة، وهذا سر نجاح بعض الدول في شرق آسيا وأوربا حينما تكون مواقعها الجغرافية استراتيجية وذات قيمة اقتصادية نابهة.

لا نريد مثل هذه المطارات لمجرد الواجهة، إنما نريدها حلقة من حلقات التطور والتقدم في بناء منظومة العمل التجاري الذي سينعكس على الاقتصاد إن نحن أحسنا الإدارة، وتم توفير الخدمات المطلوبة لمثل هذه الأعمال.

حينما نَهبّ للخارج، نودع (مطار الملك خالد الدولي بالرياض) .. ونقول عنه دولي، لكن حينما نهبط في أي مطار آخر.. عربي أو أجنبي، فإننا نصدم بصغر حجم مطاراتنا قياسا بحجم تلك المطارات، فقط نقارن بين أي مطار من مطارات العاصمة الصينية بكين وبين مطار الرياض، لنجده أقل بكثير منها من حيث الحجم والمساحة والإمكانات، بل إن صالة واحدة (صالة 3) في مطار بكين على سبيل المثال تعادل خمسة أضعاف (مطار الرياض) وهذا ثابت من حيث المقارنة الفنية والقياس الدقيق!!

فلماذا إذاً لا يكون هناك تسريع في قيام مثل هذه المرافق التي تعد بحق مهمة وطنية، وإضافة نوعية في بناء منظومات العمل الاستثماري الناجز؟

ولا شك أن هذه الإنجازات في مجال خدمات الطيران ستخلق مناخا اقتصاديا رحباً، يفتح آفاق التجارة حينما تزداد وتيرة الأعمال الحيوية والمساندة على نحو الشحن الجوي والبريد والتخليص الجمركي، مما يسهم في توفير الوظائف للجيل الجديد، ويجعل التنقل الجوي حالة مريحة ومفيدة، لا سيما في تنقلاتنا بين المدن حينما تكون الحاجة ملحة وعاجلة على نحو البحث عن مراكز خدمية وطبية في المدن الرئيسية.

ولا ننسى في هذه الرؤية أن نشير إلى أننا بحاجة إلى تكامل المرافق والأعمال الفنية، والبيئية الخدمية الضرورية في حياتنا من أجل أن نفكر في تكامل هذه الصور التي تشي بمشاهد التميز ورؤى العطاء، لتكون هذه المطارات الدولية التي نحلم بقيامها وجهة حضارية رائدة، تحقق أهداف النقل الجوي على المستوى المحلي والعالمي.

hrbda2000@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب