Wednesday 30/10/2013 Issue 15007 الاربعاء 25 ذو الحجة 1434 العدد
30-10-2013

جمعية كتاب الرأي: التكاذب اللطيف!

منذ أن تولدت فكرة جمعية لكتاب الرأي السعوديين؛ وأنا متوجس منها خيفة؛ ذلك أن هذه الفكرة عبقرية حقا في زمن عبقري يحتاج أيضا إلى نافذين أقوياء من وادي عبقر الخفي لا يخشون في الله لومة لائم ممن تضيرهم الكلمة الشريفة الصادقة ولا يقض مضاجعهم فقدان منفعة من منافع الدنيا العابرة؛ محتاجون والله إلى هؤلاء العباقرة الأقوياء لحماية كتاب الرأي ونصرتهم حين تحيق بهم الدوائر وتضيق بهم الأرض بما رحبت ويسرحون من أعمالهم وتسحب بطاقاتهم وتغلق أبواب الدخول التي كانت مشرعة أمامهم وهم من كانوا يفتحون الأبواب لكبار ضيوف المؤسسة الإعلامية!

توجست خيفة -لا أكتمكم- من فكرة هذه الجمعية؛ لا ممن فكر فيها، ولا ممن أعلن رعايته لها ومنحها تصريح التكوين والوجود؛ بل من أن وجودها نفسه ليس إلا حلما هلاميا من الأحلام العابثة اللذيذة، وهي أيضا في ذهن الداعم والراعي ليست بأقل من تلك الأحلام اللطيفة الناعمة المأمول تصديقها من العامة والخاصة حتى تصبح بعد التكرار ومعاودة المرار حقيقة أو ما يشبه الحقيقة!

أنحن نحلم؟ أم نتمنى؟ أم نتجمل؟ أم نمارس دورا طلب من بعضنا أن يفعله ففعله ليس إلا؟!

ماذا يمكن أن تقدم جمعية كتاب الرأي الوليدة وقد سبقتها هيئة الصحفيين العتيدة التي دار عليها الحول إثر الحول ومنحت التصريح والمقر وشكل مجلسها وانتخب أعضاؤها وجبيت أتاواتها ممن كتب عليهم أن ينتسبوا إليها؛ ثم لم ير لها أثر ولا خبر!

هل الغاية من تكوين منظمات المجتمع المدني التمثيل والمشاركة في المنتديات والاجتماعات التي تعقدها المنظمات الشبيهة في العالم؟! هل الغاية المنشودة اكتساب حضور إعلامي أو الادعاء بموقع قيادي صوري تلاحق أخباره في الذهاب والإياب؟!

ماذا يمكن أن تقدمه الجمعية الوليدة للكتاب وقد أخفقت هيئة الصحفيين من قبل وهما يمتحان من بحر واحد هو بحر الكلمة، وترعاهما من بعيد أو قريب وزارة واحدة لا تعلن عن نفسها من قريب أو بعيد أيضا؟! هل ستنصف كاتبا أوقفته الوزارة الراعية نفسها؛ لأنه كان شجاعا ومواجها وصادقا وكشف شيئا مما لا يريد هذا المسئول أو ذاك كشفه في هذه الجهة الحكومية أو تلك؟! هل ستعيد كاتب رأي إلى موقعه الكتابي في المطبوعة بعد أن تلاحقه غضبة مضرية من جهة ما؟! هل ستتدخل في لعبة التمايز في تصنيف الكتاب في الجريدة الواحدة نفسها وتنصف من يستحق الإنصاف أم ستدع هذا الأمر لهوى رئيس التحرير الآمر الناهي الوحيد في المطبوعة؛ لا إلى معيار مهني متفق عليه من مجلس استشاري أو من هيئة التحرير بعد تصويت على كل كاتب مثلا؟!

أصبح بعض رؤساء التحرير يهب فلانا الكاتب كذا ولا يهب مثيله أو من هو أكثر تميزا منه؛ إما سعيا إلى استقطاب أو نكاية بمطبوعة أخرى منافسة، أو مودة وصداقة، بعيدا عن المهنية الصحفية والكتابية؛ فماذا يمكن أن تقدم جمعية كتاب الرأي لمن لا يحظى بود ولا بهكذا رضا ومحبة؟!

أيمكن أن تتدخل جمعية كتاب الرأي في إطلاق سراح كاتب وجد نفسه وحيدا في مهب عاصفة لا يستطيع مواجهتها؟! أم يمكن أن تعيد كاتبا أوقفت مقالاته؛ بسبب ضغوط من خارج المؤسسة الصحفية؟!

يطرد الصحفي من مطبوعته، ويحارب الإعلامي في حقوقه الوظيفية حتى يبحث عن مخرج، ويوقف الكاتب - أحيانا- حتى بدون إبداء أسباب؛ فماذا فعلت هيئة الصحفيين من قبل لكي نحلم بما يمكن أن تفعله جمعية كتاب الرأي من بعد؟!

هل ستنتشل جمعية كتاب الرأي بعض كتاب الرأي من فقر وعوز، أو من يفقد مأوى، أو من يحتاج إلى علاج؟!

كنت أتمنى أن تتخلق فكرة الجمعية في وجدان من عانى من قسوة « الرأي « وشقي به أو بسببه من لا من يعيش منه على فيئه ويتنعم في بحبوحته!

moh.alowain@gmail.com

mALowein@

مقالات أخرى للكاتب