Sunday 03/11/2013 Issue 15011 الأحد 29 ذو الحجة 1434 العدد
03-11-2013

الزلفي .. وصرخات النساء!

فبل فترة، كتبتُ مقالاً في هذه الجريدة، السيّارة، بعنوان (الزلفي.. بين الصحة والنقل) تناولتُ في ثناياه وجود (مستشفى عام) مرّ بمراحل متقلبة، حيال جودة الخدمات فيه، وعدم توفر أطباء أكفاء، وقلتُ إن أكثر ما يعانيه أهالي الزلفي، وما جاورها، وكثيراً ما يصرخون من أجله، عدم وجود (مستشفى تخصصي للنساء والولادة)، ولم أكن أرغب العودة، لذات الموضوع، تحاشياً، لمقولة (قال ياشين هرج البدو قال من كثر ترديده مع أني، ممن يحبّ البدو وعلومهم، حبّي، من حبّ والدي - رحمه الله - لهم، قلتُ ذلك، لولا أن كثيراً من الرسائل، وردت لبريدي الإلكتروني، وحسابي الخاص في «تويتر» وخاصة من نساء الزلفي، وآخرين، تلقيتُ منهم اتصالات هاتفية، كلها تتمحور حول مناشدتي للكتابة، عن رغبة، وإلحاح أهالي محافظة الزلفي، لوجود (مستشفى خاص للولادة بمحافظتهم) نظراً لمعاناتهم الكبيرة، جرّاء عدم توفر الإمكانات البشرية من الطبيبات المتخصصات للنساء والولادة، الأمر الذي جعل أخواتي، نساء الزلفي، يعانين الأمرّين، في متابعة حملهن بالذات، وعند قرب وضعهن، تقوم قيامتهن ولا تقعد، فضلاً عن تدني مستوى من يتولى مهام التوليد، وما يواجهه هؤلاء النسوة المسكينات، من صعوبات في العناية بهن، مما يضطر بعضهن، للذهاب إلى القصيم أو المجمعة، عند قرب ساعة الصفر للولادة، والشكوى لله. نعم يا جماعة الخير، المرأة هي الأم وهي البنت والأخت، وهي المدْرسة، من هنا، وجب الاهتمام والعناية بها، عناية خاصة، تقديراً لقيمتها الإنسانية، والشرعية، ودورها في تربية الأجيال، يكفي ما تعانيه من ويلات الحمل وتبعاته، فضلاً عن طلقات المخاض المؤلمة، ونساء الزلفي، فيهن خير كثير، وليس من المنطق رمي المرأة عند قرب وضعها في مستشفى عام، غير متخصص في هذا الجانب الحسّاس، تتقاذفها الأيدي العاملة العامة، غير المتخصصة، وكلنا نسمع ونقرأ عن الحالات الصعبة التي مرّت بها بعض النساء عند الولادة في بعض المستشفيات، لفقدان التخصص الجانبي الدقيق، وسبق أن طالبتُ وزارة الصحة، أن تسارع باعتماد مستشفى تخصصي للنساء والولادة، في محافظة الزلفي، لا سيما وأنه سيخدم المحافظات والقرى المجاورة، أهالي الزلفي، وأنا (أوّلهم وأوسطهم وآخرهم). أقول بالصوت الرفيع، لمعالي وزير الصحة الأخ القدير الدكتور عبدالله الربيعة، الزلفي تناشدك بالصوت الرحيم، بأن تقدر حاجة أهلها الضرورية لهذا المستشفى، وأعتقد أن الأمر في غاة اليسر والسهولة في هذا العصر، العصر الذهبي، عصر الميزانيات الكبيرة للدولة - ولله الحمد - بفضل السياسة الحكيمة التي تنتهجها القيادة، بقيادة الملك الصالح (عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله)، الذي استطاع بحنكته وحبه لشعبه، أن يقفز ببلادنا نحو القمة، في كافة المجالات التنموية. النساء في الزلفي، لا يعلم بحالهن، إلا الله، ثم أولياء أمورهن. خدمات الصحة بشئونهن بالزلفي، متدنية لدرجة الخوف، بات البحث عن البديل في الأباعد، هو ديدن الغالب من الأهالي، يسوقهم الخوف لا غير، وخاصة عند الولادة، والتي إذا قرب موعدها، رفعت راية الخطر، هذه الجزئية بالذات، من أهم وأولى الأوليات عند أهالي الزلفي، لما تشكله من خطر عظيم، قد يودي بحياة المرأة، وهذا لا يمكن تجاوزه مهما كانت المبررات والمسكنات، لا.. لا ثم لا.. لا. الزلفي بأمس الحاجة لمستشفى ولادة، عاجلاً غير آجل، فالوضع في الزلفي، يتفاقم، يوماً بعد يوم، نسمع كثيراً في الصحف من الشكاوى فيما له علاقة بالولادة، تصدقون، يا رعاكم الله، أن (عتبة بابي) قالت ذات مرة، وعند قرب ولادتها، لا يمكن لي أن أدخل مستشفى الزلفي، ابحث لي عن غيره!! الشيء المؤلم، هذا الوضع السيئ الذي تعيشه الزلفي في المجال الصحي، رغم جهود المسئولين فيها، الأمر الذي يتطلب، تدخلاً سريعاً من وزارة الصحة، بلادنا في خير ومن خير إلى خير، ما الذي يمنع إقامة مستشفى ولادة متخصص للنساء في محافظة الزلفي؟ يتولى شئونه نسوة متخصصة، بعيداً عن أنظار الرجال، كون هذه الجزئية التخصصية، دقيقة وخطرة، وحساسة بالمرة، من وجهة نظري، أن الواجب على وزارة الصحة الموقرة، استغلال الفرص، والفرص لا تتكرر، وتضع في سياستها الإستراتيجية، ضرورة إقامة مستشفيات نموذجية ومصغرة، في محافظات المملكة، تكون حكراً (لأمراض النساء والولادة فقط) ونحن ندرك كثرة، وتنوع أمراض هؤلاء النسوة، المسكينات، اللاتي حالتهن تبكي، في كثير من الحالات. يا وزارة الصحة، هؤلاء النسوة، أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، أقولها للمرة (العشرين) إذا لم تلتفتوا لهؤلاء النسوة، الضعيفات، فمن تلتفتون له؟! ومن يلتفت لهن؟! حالتهن، تقطع قلوب الحيارى، يُريْن في حالتهن الكئيبة، وليس بالوسع، فعل شيء، أمام هذا الواقع المرير، أتريدونهن، يدخلن المستشفيات للولادة، ويخرجن بالمصائب؟! والشواهد، تفقع المرارة، نعم مطلبي هنا خاص لمسقط رأسي (الزلفي) لكنه بالقدر نفسه، ينسحبعلى كافة محافظات مملكتي الحبيبة، ويقيني أن المسئولين عن قطاع الصحة، لم يغفلوا هذا الجانب، لكن المسارعة في تنفيذه، وتلبية مطالب المواطنين، جدّ ملحة، فالنساء، شقائق الرجال، وأوصانا ديننا الحنيف بالرفق بهن، لا رميهن تحت رحمة أطباء غير متخصصين، يصرخن من شدة آلام المخاض، ويبكين من حولهن، من أبائهن وأبنائهن وأزواجهن وذويهن، فرفقاً بالقوارير.. ودمتم بخير.

dr-al-jwair@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب