Monday 18/11/2013 Issue 15026 الأثنين 14 محرم 1435 العدد
18-11-2013

تحصين الحدود وردع الحقود

من المؤكد أن كل دولة في العالم عندما تبسط سيطرتها على الأراضي الخاضعة لها ضمن حدودها الدولية المعترف بها، فإنها بذلك تحقق لمواطنيها الأمن والاستقرار والعيش الكريم وعدم الخوف من الأشرار،

إن هذا مطلب أقرته كل الديانات وطبقته كل دول العالم التي تنظم حياة سكانها وتضمن لهم الهدوء والاستمرار في الحياة بعيداً عن المشاكل والمنغصات؟ ومن المتعارف عليه أن كل هذه الإجراءات والقوانين والأنظمة غير كافية ولن يكتب لها النجاح التام، إلا من خلال تضافر الجهود وعلى كل المستويات التي في مقدمتها تفاعل المواطن وتجاوبه كُلُّ في موقعه وحدود مسؤولياته، وكذلك دول الجوار التي تحترم العلاقة واعتبارها علاقة محبة ووئام، تكفل التعايش السلمي والمحبة والتواصل بما يحقق مصالح الناس، ومن مبدأ عدم الإيذاء لأن السماح بتجاوز الحدود أو التهاون بهذا الأمر يعتبر نوعاً من أنواع الاعتداء وجلب المصائب، إن كل مخلص في هذا الوطن يحذر أمته مدركا أنه وفي ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها الأمة العربية من أن يكون هناك أعمال تخريبية قد تقع -لا سمح الله- وهدفها النيل من بلاد الحرمين وسكان هذا الوطن والمقيمين على أرضه؟

نعم وبحول الله فإن الحملة الحالية ستحقق أهدافها ولكنها ورغم شموليتها حملة وقتية؟ ولكن في المستقبل ماذا يحدث؟

إذا لزاما علينا أن نحذر من جديد ونستعد لمرحلة مقبلة، ونحمي حدودنا ومياهنا الإقليمية من المتسللين وسن إجراءات رادعة لكل من يقوم بتهريب المتسللين وإدخالهم إلى المملكة؟ واعتبار أن كل من يقوم بهذا العمل شريك بزعزعة الأمن والاستقرار، ولهذا لابد من أن نوجد القوة اللازمة لمنع كل مظاهر التهريب والتخريب، وتكليف وسائل الإعلام بالتحدث صراحة عن أخطار المتسللين وما يمثلونه من شر نحن في غنى عنه سيطال كل مقومات ومكتسبات هذا الوطن، ولعل السؤال المحيّر كيف دخلت هذه الأعداد الكبيرة إلى المملكة؟

فالجواب أن بعض أصحاب النفوس الضعيفة الذين يدعون أن الفقر والعوز جعلهم يقدمون على تهريب المتسللين، ولكنه عذر أقبح من فعل لأن عزيز النفس لو يموت جوعاً لن يغدر بأمته ولن يغدر بوطنه.

فهل يبيع هؤلاء الوطن مقابل مبلغ زهيد من المال لإيصال المتسلل إلى أرض الوطن؟

ألم يتعظ هؤلاء إلى ما وصل إليه العراق وما جلبه عليه المتسللون من ويلات وقتل وسفك دماء في بلاد الرافدين، ألم يتعظ هؤلاء بما يحدث في سوريا وقد دخل عليها آلاف البشر وبطريقة غير مشروعة بدواع كثيرة وهاهم يقتلون السوريين وينهبون حتى أرزاق المواطن البسيط بعد تهديده أو قتله؟

إن الأمل معقود على كل غيور من وطن المجد أن نكون يدا واحدة لحماية الحدود وردع الحقود.

مقالات أخرى للكاتب