Sunday 13/10/2013 Issue 14990 الأحد 08 ذو الحجة 1434 العدد
13-10-2013

مصر وعشاق الدماء

في كل يوم نسمع ونشاهد عبر وسائل الإعلام، ومن خلال نشرات الأخبار، أنباء مزعجة وأخباراً سيئة، تأتي من أرض مصر العزيزة، أخباراً عن قتل وإرهاب وتدمير. هذه الفواجع لم يتعود عليها المصريون؛ لأنها مظاهر عنف وإرهاب وقتل وإهدار دماء محرمة؛ لأن هذا الشعب شعب رقي وحضارة وتلاحم ومحبة، وليس شعب قتل وإجرام، شعب يتطلع إلى الرفاهية والاستقرار والعيش الكريم، ولكن - وبكل ألم وأسف - فإن من يمارسون حالياً الإرهاب والإجرام هم من مكونات شعب مصر العظيم! لأن هؤلاء القتلة يريدون إعادة مصر إلى عصر الإغريق وعصر الرومان، وإلى العصور المظلمة التي عرفت الإرهاب متجاهلين ما يمر به العالم المتحضر من ثورة اقتصادية وعمرانية وتطور وأمن وأمان ورخاء! إن من يمارسون الإرهاب في مصر يتفاخرون في أعمالهم الإجرامية الموجَّهة ضد دولتهم وشعبهم وممتلكاته وضد جيش حماهم بعد الله من عدو لا يريد لهم إلا الضعف والهوان والذل، إنهم يمارسون هوايتهم؛ لأنهم يعشقون الدماء ويسفكونها مع إدراكهم أنها محرمة، وأن الله سبحانه وتعالى عصمها، وعلمهم أيضاً أن أعمالهم تلك تمثل الإجرام والعنف، ومع هذا أصبحوا مصدر خوف ورعب وفزع وتدمير؛ لأنهم يريدون أن يحكموا مصر وشعبها بالقوة؟ مع علمهم أن الشعب هو من جاء بهم وهو صاحب الحق في إبعادهم، وقد فعل؟ ألم يدركوا أن الإرهاب محرم دولياً، وأن الإسلام يعتبره من كبائر الذنوب، يستحق مرتكبوه العقوبة؛ لأنه عمل عدواني واعتداء على الآمنين؟ هل سألوا أنفسهم يوماً ما ذنب الجندي الذي يُقتل وهو يقوم بواجبه لحمايتهم وحماية مصر؟ وما ذنب الضابط الذي لم يصل إلى الرتبة التي يحملها إلا بعد خدمة طويلة في جيش مصر وشرطة مصر؟ وما ذنب الأطفال الذين يقتل ولي أمرهم؟ أسئلة كثيرة تطرح على هؤلاء، ألم يكن يوم السادس من أكتوبر من الأيام الخالدة في تاريخ مصر بل كل الأمة العربية؟ إذا كان الجواب نعم فلماذا حرمتم شعب مصر من الفرح والاحتفال كما جرت العادة منذ أربعين عاماً؟ ألم يعلم هؤلاء أن مصر بلاد العلماء والعظماء الذين ملؤوا الدنيا بنور من العطاء، فهل من عقلاء يعرفون أن ولاية الأمر لا تأتي لعشاق الدماء.

 
مقالات أخرى للكاتب