Monday 25/11/2013 Issue 15033 الأثنين 21 محرم 1435 العدد
25-11-2013

رمتني بدائها وانسلت..!!

على المستويَيْن الدولي والعربي تعدُّ المملكة من أكثر الدول التي حاربت وتصدت للإرهاب، وحقَّقت نجاحات أصبحت مثالاً يُقتدى به من كثير من الدول، بل هي من أوائلها في ذلك.

عربياً، المملكة الأولى والأكثر عملاً وفعلاً في التصدي للإرهاب وركيزته الأساسية (القاعدة)، كما أن المملكة من أكثر الدول محاربة للإرهاب، وقدمت مبادرات عديدة لدعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ومواجهته، وآخرها تبرُّع المملكة بمئة مليون دولار لدعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، هذا المركز الذي أُنشئ بمبادرة من المملكة.

عربياً أيضاً، تعدُّ المملكة الدولة الأكثر نشاطاً وفعلاً وعملاً في مواجهة الإرهاب، ليس على الأراضي السعودية فحسب، بل تعمل المملكة بصدق وتعاون لا مثيل لهما مع الأشقاء والأصدقاء لمحاربة الإرهاب؛ فقد كانت المملكة - ولا تزال - من أكثر الدول التي لها حدود مع العراق تعاوناً في اعتراض توجُّه الإرهابيين للأراضي العراقية، وتعاونت بإخلاص وبصدق مع السلطات العراقية لمحاصرة الإرهاب الذي يضرب أراضيها. كما أن المملكة ساعدت - ولا تزال - اليمن البلد الشقيق الجار في التصدي للإرهابيين المنخرطين في التنظيم الإرهابي (القاعدة)؛ إذ يعمل التنسيق والتعاون الأمني السعودي اليمني على إفشال الكثير من العمليات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار اليمن.

دولياً، اعترفت العديد من الدول بالتعاون الأمني السعودي في محاصرة ومواجهة الإرهاب الدولي، وذكرت العديد من الدول - ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا - أن المعلومات التي أوصلتها المملكة العربية لتلك الدول وغيرها ساهمت في إحباط الكثير من العمليات الإرهابية.

ولقد تعرضت المملكة للعديد من الهجمات الإرهابية، كما تم إحباط الكثير من تلك العمليات نتيجة يقظة الأجهزة الأمنية والعمل والتخطيط المتقن لرجال الأمن؛ ولهذا فإن القول بأن المملكة تشجّع الإرهاب قولٌ ليس فقط يجافي الحقيقة، بل هو افتراء وتغطية ممن يروجونه على أفعالهم وتعاملهم وتعاونهم المشين مع الإرهاب؛ فقادة القاعدة وأسرهم وأبناؤهم لا يزال الكثير منهم يعيشون في طهران والأراضي الإيرانية، كما أن النظام السوري، خاصة في عهدَي بشار الأسد ووالده، قد وظَّف رموز الإرهاب وقادة القاعدة لتنفيذ عمليات إرهابية في لبنان والعراق تحت أسماء حركية، ما لبث أن كُشف عن ارتباطها بالتنظيم الدولي للإرهاب، الذي ينحدر جميعاً من تحت عباءة القاعدة.

واليوم، وبعد توالي تنفيذ العمليات الإرهابية في لبنان، ينبري نفرٌ من السياسيين اللبنانيين المشتراة ذممهم للحديث عن دعم السعودية لمنفذي هذه العمليات؛ في محاولة استباقية لما ستكشف عنه التحقيقات من ارتباط مَن نفَّذ هذه العمليات الإرهابية في لبنان بنظام بشار الأسد، أو نظام ملالي طهران؛ فهؤلاء الإرهابيون من عناصر التنظيمات الإرهابية التي رباها الإيرانيون، واحتضنها نظام بشار الأسد، ونشرها في المخيمات الفلسطينية وفي الأراضي اللبنانية، واسترجاع أسماء مَن نفَّذ العمليات الإرهابية التي شهدها لبنان يكشف مدى تورُّط دمشق وطهران في تنفيذ مثل هذه العمليات.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب