Monday 25/11/2013 Issue 15033 الأثنين 21 محرم 1435 العدد
25-11-2013

(حفنة) من كتَّاب الرأي؟!

تحول 45 كاتب رأي يوم أمس إلى (عاطلين) عن العمل، بعد أن سرّحتهم صحيفة (الرأي الأردنية)، التي صدر عددها صباح الأحد (بثمانية كتَّاب) فقط، بعد أن كان 53 كاتباً يتناوبون على صفحاتها بالضجيج والنقد طوال أيام الأسبوع! القرار وفّر مبلغ (نصف مليون دينار) كان أصحاب القلم يتقاضونها، واللافت أن أشرس الكتَّاب، وأكثرهم تضامناً مع مطالب العاملين، وصاحب النقد اللاذع للصحيفة وإدارتها، وناقل هموم المواطنين كان حاضراً يوم أمس بين الكتَّاب (الثمانية) بذات الدرجة من الحرارة والطرح الحارق، بينما غاب المطبلون والمبجلون لأن إدارة الصحيفة تعلم ماذا يريد الناس؟!

فالناس يبحثون عن القلم الصادق حتى لو كان جارحاً، يبحثون عن من يكشف العيوب حتى لو عرّانا أمام أنفسنا قليلاً، فالإعلام شريك في التنمية، وهو عين ثاقبة رقيبة في كل المجتمعات الصادقة مع نفسها أولاً!

نحمد الله أننا في المملكة نعيش سنوات رغد من حرية الطرح والنقاش لما يخدم البلاد ومصالح الناس، فمعظم ما يُطرح في الصحافة أو يُشار إليه من مكامن القصور يتم حلّه فوراً، واتخاذ ما يلزم حياله، والدلائل على ذلك كثيرة.

نهاية الأسبوع الماضي اجتمع وزير التجارة السعودي بكتّاب إحدى الصحف شرق البلاد، كان من بينهم أحد (فطاحلة العرب) من أبناء الطبقة المخملية الذين يجب أن يجمع أبناؤهم بين (الشعر والرسم والفروسية..إلخ)، فأخونا يجمع بين التجارة والصناعة، والكتابة في أكثر من صحيفة، ويصنّف نفسه كرائد للعمل التطوعي، ولديه من المناصب السابقة والتي ما زالت متعلّقة به ما يجعله صاحب رأي رشيد وقلم سديد؟!

ولكن هذا النجيب فلتة زمانه ووحيد قرنه، انتفض من على كرسيه (الأفلاطوني) قائلاً يا معالي الوزير، لا تلتفت إلى كتَّاب الرأي من أصحاب المقالات الشعبوية التي انتشرت لنقد رجال الأعمال، مؤكّداً أن عقول هؤلاء الكتّاب لا تسعفهم بأن الحياة قائمة على الاقتصاد، وبما معناه أن (ضمائرهم ليست حيَّة ليدركوا أنهم يحدثون صدعاً وجداراً في وحدة البلاد) والمقصود نقدهم طبعاً؟!

الحقيقة أن عقول وضمائر كتَّاب التطبيل والتبجيل، من أصحاب المصالح والأهواء، هي الأكثر ضرراً علينا، لأنهم لا يعكسون الحقيقة كما يبحث عنها صاحب القرار!

فلنشجع النقد الهادف البناء، ولنطرح الرأي الذي نعتقد أن فيه فائدة لنا ولبلدنا، حتى لو لم يعجب (حفنة من التجار وكتابهم)!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب