Tuesday 26/11/2013 Issue 15034 الثلاثاء 22 محرم 1435 العدد
26-11-2013

دعوة المليك لأهل الخليج من الواجب والمسؤولية

حينما طالب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتحول دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، لم يكن يتحدث من فراغ، بل انطلق من رؤية مستقبلية ثاقبة، بعد قراءة واعية لمؤشرات أخذت تتجسد على الساحتين الدولية والإقليمية.

مطالَبة خادم الحرمين الشريفين (التي لم تأخذ حقها من الاهتمام) أصبحت مطلباً شعبياً خليجياً، وبدأ كثير من المفكرين الخليجيين وحتى العرب والدوليين ينصحون عرب الخليج بالإسراع بالاستجابة لطلب خادم الحرمين الشريفين بعد أن أثبتت الأحداث رؤية الملك الثاقبة التي تستدعي تحول مجلس التعاون إلى كيان إقليمي قادر على مواجهة تحديات المرحلة الحالية وما سيتبعها والتي تتطلب كياناً تنصهر فيه دول الخليج العربية، وإن حالت النظرة الضيقة والتقوقع القطري لبعض المتحفظين على هذا الطرح الذي يستهدف الحفاظ على دول الخليج العربية وفي مقدمتها الدول المتحفظة التي تتعرض للأخطار أكثر من غيرها.

نقول إن حالت النظرة الضيقة والتحفظات فلا بأس من التقدم خطوة إلى الأمام واعتماد (كونفدرالية خليجية) تُلزم دول الخليج العربية بعمل موحد لوزارات الدفاع والداخلية والعدل والخارجية وهذا أضعف أساليب الاتحاد، وهو بمثابة بناء جدار واحد لتحصين دول مجلس التعاون، والذي يجب أن يكون واضحاً وشفافاً في الكشف لأهل الخليج عن أسباب العزوف، ومن يتحفظ على اتحاد دول الخليج، هل هو عائد للتمرتس بخصوصية لا قيمة لها عندما تبتلع دولة ما وعندما يسقط عنها غطاء الدفاع الخارجي، أم أن هناك ضغوطاً إقليمية ومن فئات وتجمعات لها ارتباطات خارجية التي بدورها لها أطماع في تلك الدولة؟

لأن الحفاظ على الهوية الجامعة وعلى أمن الخليج العربي مسؤولية الجميع علينا أن نوضح بشفافية ونعلن بوضوح من يعرقل عملية الاتحاد، وأن نشير إلى ذلك العضو سواء كان دولة أو كتلة سياسية أو جماعة طائفية أو عرقية أو أفراداً لهم ارتباطات خارجية وأهداف سياسية.

مصير الخليج العربي مقدم على أي شيء آخر، ويجب أن نفرز الغث من (الأمين)، الذي لم يعد سميناً بعد أن كشفت الأحداث أن هناك صفقات قد تمت على حساب أهل الخليج العربي، والذي عليهم أن يتولوا مسؤولية الدفاع عن مصيرهم وهويتهم وأمنهم.

والذي لا يقرأ، عليه أن يطلب من يقرأ له الأحداث ويفسر له ما يجري من صفقات. ومن لا يرى عليه أن يستعين بأشقائه ليروا ما يُخطط للخليج العربي من مؤامرات لابتلاع دولة، فمن أراد السلامة عليه أن يبادر إلى الوحدة والتوحد ومن أراد السقوط في كبرياء التفرد والقطرية الضيقة عليه أن يتحمل مسؤولية الهلاك.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب