Monday 09/12/2013 Issue 15047 الأثنين 05 صفر 1435 العدد
09-12-2013

الدول الإسلامية الأكثر تصديراً للاجئين

خلال السنوات الأخيرة، انتشرت أشكال من النزاعات المسلحة تحمل خاصية مختلفة عن الحروب التقليدية، فأصبحت داخل الحدود وليست عبر الحدود؛ فنجدها داخل البلد الواحد أحياناً على هيئة حرب أهلية، وأحياناً على هيئة حركة مقاومة أو تمرد، وأحياناً أخرى حركات انفصالية أو غيرها من أشكال النزاع. هذه النزاعات المستحدثة تمثل تغييراً جذرياً عن أشكال الحروب المألوفة.

على سبيل المثال النزاعات المسلحة التي حصلت خلال السنوات الثلاث الماضية جميعها كانت بين فئات مختلفة يشتركون في العيش في بلدٍ واحدٍ.

هناك عاملان تم رصدهما وراء نشوب النزاع الداخلي؛ أحدهما عامل الهوية ويرمز إلى أشكال الطائفية تحت طائلة العرق أو المذهب الديني أو اللغة أو الثقافة وهلم جرا، والآخر عامل التوزيع ويرمز إلى اختلال التوازن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي؛ وعندما يجتمع هذان العاملان في توقيت واحدٍ يصبح المزيج وقوداً لإشعال النزاع الداخلي، وهذه العوامل السالفة الذِّكر لا تنطبق على الحروب، فالحروب تكون عبر الحدود بين دولتين أو أكثر، وتنشأ عادةً بسبب خلاف حول الحدود، أو السيطرة على مكامن الثروات الطبيعية، أو صراعٍ على النفوذ السياسي أو صراعٍ أيدولوجي وغيره من الأسباب المعروفة والمدوّنة في أرشيف الحروب، والمتأمل لخارطة العالم الحديث يلحظ أن الحروب بين الدول تلاشت أو متوقفة منذ سنوات، بينما النقاط الساخنة على الخارطة تمثل صراعاتٍ مسلحة داخل البلد الواحد، بل إنّ بعض الصراعات الداخلية أحياناً تنقسم انقساماً مضاعفاً؛ على سبيل المثال الصراع في دولة السودان كان حرباً أهليةً داخليةً بين شماله وجنوبه وبعد انفصالهما أصبح هناك دولتان مستقلتان، ثم نشأ صراعٌ داخليٌ مسلحٌ في كل دولةٍ بمعزلٍ عن الصراع المسلح في الدولة الأخرى.

أيضاً هناك اختلافٌ في نمط التسليح المستخدم؛ فالحروب عبر الحدود تعتمد على التشكيلات القتالية واستخدام الطائرات والدبابات وغيرها من الأسلحة الثقيلة، بينما الصراع المسلح الداخلي يعتمد على الجهود الفردية واستخدام المسدسات والرشاشات والتفجير والتفخيخ وغيرها من الأسلحة الخفيفة.

وخلال الصراعات الداخلية المسلحة يجد أغلب السكان المدنيين ومنهم الشيوخ والنساء والأطفال أنفسهم محاصرين بين خطوط النيران، فيلقون حتفهم في الشوارع والأحياء السكنية التي تحوّلها أطراف الصراع إلى ميدانٍ للمعارك، وتصل حصيلة اللاجئين والخسائر في الأرواح إلى أعداد تفوق تلك التي تسببها الحروب بين الدول، وتشير الإحصاءات إلى أنّ نسبة القتلى من المدنيين نتيجة الحرب العالمية الأولى بلغت 5%، ثم ارتفعت النسبة إلى 50% نتيجة الحرب العالمية الثانية.

ومع اختفاء الحروب في العالم وتزايد اشتعال الصراعات الداخلية المسلحة، أصبحت الإحصاءات أكثر رعباً من أي وقت مضى؛ فنسبة القتلى من المدنيين تبلغ 80% من إجمالي خسائر الأرواح، كما قفز عدد اللاجئين من 17 مليونَ لاجئٍ لعام 9901 م، إلى أكثر من 45 مليونَ لاجئٍ في نهاية عام 2012، ويشير تقرير الأمم المتحدة بشأن اللاجئين إلى أنّ 55 في المئة من اللاجئين في العالم يأتون من خمس دول إسلامية هي: أفغانستان والصومال والعراق والسودان وسوريا.

khalid.alheji@gmail.com

Twitter@khalialheji

مقالات أخرى للكاتب