Sunday 15/12/2013 Issue 15053 الأحد 12 صفر 1435 العدد
15-12-2013

صباح البطالة

رفضت لجنة في مجلس الشورى توصية بإقرار نظام مكافحة البطالة، على أساس أن «الأسعار رخيصة والمواصلات فاضية ورغيف العيش كبير والشقق كثيرة والوظائف متوفرة». وهكذا، فإن عادل إمام في مسرحية «شاهد ما شافش حاجة»، حينما كان ينافق رئيس المحكمة، ظاناً أنه رئيس الدولة، أهون بكثير من أعضاء اللجنة، وهذه ليست سخرية بهم أو هجوماً عليهم، فلقد نالوا من زملائهم ما يستحقون، ولكنه محاولة لمعرفة السبب الرئيس وراء هذا الرفض، وهل صحيح ما قالوه بأن الوظائف متوفرة؟!

هناك تباين واضح في موقف مؤسساتنا الحكومية والأهلية، بل وفي موقف النخبة من قضية البطالة، ومجلس الشورى واحدٌ من هذه المؤسسات، وأعضاؤه جزء من تلك النخبة. صحيح أن الأمر سيحيّر الكثير من المراقبين الخارجيين، لكون أعضاء المجلس يتابعون قرارات وبرامج الدولة المكلفة جداً التي تنفذها وزارة العمل لمكافحة البطالة، ثم يقولون: إن ليس هناك بطالة، لكنه في نظري يكشف الى مدى نفتقد إلى تشخيص الحالة الحقيقية للبطالة وتعريتها كما هي، وليس كما يريد البعض أن تكون. ولعل هذا هو ما ينقصنا لكي نتمكن من القضاء عليها.

لقد اقترحت قبل ثلاث سنوات، وفي الحلقة الشهيرة من برنامج «صباح السعودية»، أن يكون هناك نائب لوزير العمل لشؤون البطالة، وأن يكون شغله الشاغل مكافحتها، ليس بالبرامج الفاعلة غير الاستعراضية فقط، بل بالتنسيق مع كل المؤسسات ذات العلاقة بالتوظيف، لفرض التوظيف فرضاً عليها.

مقالات أخرى للكاتب