Wednesday 18/12/2013 Issue 15056 الاربعاء 15 صفر 1435 العدد
18-12-2013

الصياد والرسامة..!

هو: يهوى المغامرة.. واستكشاف المناطق الغامضة وإن كانت خطرة أو صعبة..ولا يترك هوايته إلا إن مات شيء بداخله ولم يعد صالحاً للاستهلاك الآدمي!

هي: تهوى مزج الألوان العاطفية والركون للوحة ترسم فيها الصور المستقبلية.. ولا تتوقف وإن علاها الغبار.. فإنها تستمر وقد لا توقظها حتى صفعة قاسية.

هو: يقضي مع صنع الشراك أمتع أوقاته للإمساك بطريدة متمردة.. ومع كل شرك لا يصيب.. يزداد إصراره.. وعناده كذلك.

هي: يقلقها انتظار فكرة على هيئة حلم.. ويحرقها أن لا يتحقق ما تنتظره.. ورغم ذلك قد تنتظر نصف عمرها.. وتبكي النصف الآخر.

هو: لا يهتم للوقت ويستثيره ما يحبس الأنفاس.. ووضع الترقب وتحري القادم يصعّد حماسه.. لا تموت فيه لعبة القائد والحرب والسلطة.

هي: تعامل أدواتها بمبدأ الحماية المفرطة.. والاحتواء والتغاضي وسيلتها إلى جو هادئ متناغم.. لجعل كل شيء كما هو في مكانه أطول مدة ممكنة.

هو: يختار أدواته بحسب فائدتها وعوائدها.. وحجم الصيد الذي يمكن أن تأتي به.. ويذلل المستحيل من أجل ما ندر وغلا ثمنه.. وإن صبر على نيله عمره كله.

هي: تستمتع باكتمال الصورة.

هو: يستمتع بالمطاردة والمراوغة والتحدي.. وإن بدت منه شكوى أو تذمر.. إلا أنها لذة تكذبها كلماته.. وتصادق عليها أقدامه المصرة على نفس الطريق.

هي: ما أن يجتاحها العشق حتى تغرق نفسها في عبودية.. وتدمن الرسم التخيلي لتغيير الواقع.. وإن لم يتغير.!

هو: بمجرد أن تكف طريدته عن التعالي والجموح والمكابرة.. حتى يترك رسنها ويمل ملاعبتها.. تطرده الطمأنينة.. وتجذبه الظنون.

هي: تركز على صورة واحدة وملامح محددة قلباً وعقلاً ووفاء.

هو: يقتله السكون.. وتشيخ أحلامه.. وينسى فنونه وجنونه إذا فقد الند في الكر والفر ومناورات الحب.

هي: تظن الحب وحده يكفي للحياة وفرض القيود وإن كانت حريرية.

هو: يمقت أي قيد يسوّر معصميه.. ويتفنن بإقفاله على غيره.

هي: ليست ساذجة أو غبية أو ضعيفة.. إنما رسامة بغريزتها.

هو: ليس بطاغية أو مخادع أو قوي.. إنما صياد بطبيعته.

فمن يجمع بينهما؟

amal.f33@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب