Monday 06/01/2014 Issue 15075 الأثنين 05 ربيع الأول 1435 العدد
06-01-2014

أهي فعلاً مراكز تنمية؟!

سبع عشرة دولة عربية تشترك في «مركز الشباب العربي للتنمية»، فليس هو المركز الوحيد الذي يحمل هذا المضمون الأخوي، والشعار التكاملي، والعمل الاجتماعي بخطاباته الإنسانية المتعددة، فغيره الكثير من هذه المراكز..

إلا أن هذا المركز تحوطه الكثير من الأسئلة والتكهنات عن مدى قدرته على صنع معادلة التضامن والعطاء الأثيرة، حيث يبدو هذا المركز على الأقل وكأنه صرح عربي متكامل، يحوي بداخله العديد من المؤسسات والهيئات، إلا أنه في الواقع مجرد شعار وتنظيم محدود جدا، يعجز أن يتصدى لأي مهام، أو واجبات.. حتى إنه لا يستطيع سداد أي مستحق ما لم يمنح هبة، أو مساعدة من أي جهة، ليبقى مسمى هذا الكيان الفضفاض بحاجة إلى إعادة صياغة لمنظومة عمله، وأهدافه نحو الشباب العربي.

وما يجعلك تشفق على هذا المركز وتسمه بالفضفاض والترهل حينما يشنف الآذان بأنه يضم عشرات الأنشطة منها: الشباب والرياضة والثقافة والعلوم والعمل الخدمي والبحث العلمي والاكتشافات والابتكارات والاختراعات ورعاية المواهب، والكثير من الوعود والخيالات والجهود التي يغلب عليها الحلم العربي في التكامل والبناء والرفاهية والفكر، إلا أن هناك ما يعيق هذا المشروع من حيث ترتيب أولوياته، ونظامه، ومدى ملاءمة أنشطته للواقع المعاش!

فالمركز ورغم هذه الأمنيات والأحلام العريضة، أو الأنشطة المزعومة لم يستقطب حتى الآن أي أرقام أو كوادر شابة، لعله يقوم على أقدامه من قبيل السعي إلى الدعم المادي من خلال الاشتراكات ورسوم المنتسبين إليه على الأقل، من أجل أن يحقق ولو نزراً يسيراً من فكرته وأهدافه.. فلم يزل للأسف يبحث عن مصادر الدعم المادي الخارجي بطريقة لا تتردد أن تدخلها في خانة الاستجداء.

وحينما تتأمل هذه الفكرة من حيث الشكل فهي مقبولة، وحرية بالتطبيق والمتابعة، وتذليل المصاعب أمامها؛ لكي تحقق الموهبة في الوطن العربي أهم ما ترومه وهو المقر الدائم، والمعد بعناية، والدعم المادي، فالكثير من هذه الأنشطة لم يفعل في الأصل، بل إنك تلمح ابتساراً لمفهوم العمل الجمعي حينما تستبعد بعض الأفكار عنوة، حينما يُغيَّب النشاط الخيري والدعوي والإغاثي!!

المعوق المالي لا شك أنه عقبة كأداء تعترض سبيل العمل الإنساني والخدمي، إلا أن أبرز ما يُطالَب به هذا المركز كجانب أصيل وهدف سامٍ هو التوجه للشباب مباشرة من خلال استقطاب الأسماء المميزة، ومنح العضويات، ورسوم الانتماء وتقديم المدخولات المادية من خلال الاعتماد على مساعدات الشباب الشخصية حتى وإن كانت بسيطة لتنفيذ مشروعات مناسبة.

وما يلفت الانتباه كحقيقة أليمة هو أن هذا المركز لا يتردد بأن يوجه جوائزه واستحقاقاته ودروعه لشباب الجهة التي تدعمه مادياً، أي إن الدولة التي تسدد نفقات هذا المركز سيتم مكافأتها بهذه الجوائز في صورة غير مبررة، ولا تنم عن نجاح موعود لهذا المركز، بل تظهر صورة التضامن بين الأمم وكأنها مجرد أزمة مادية، من يحلها ويسهم فيها سينال ثمنها!! حتى وإن كان على حساب المعاني الجميلة والقيم الأصيلة والعقول الشابة التي تنتظر المزيد من العمل العلمي والثقافي والابتكاري الناجز والمعد بعناية وحرص.

hrbda2000@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب