Monday 06/01/2014 Issue 15075 الأثنين 05 ربيع الأول 1435 العدد
06-01-2014

الحملة: «وبعد مرور شهرين»

يا رب، يا معين، أعنْ رجال هذه الحملة الرائعة على أداء عملهم في القبض على كل المتسللين والمتسللات، وعلى كل مخالفي أنظمة الإقامة والمخالفات، وعلى تطهير بلادنا من سلبيات مخالفاتهم ومن جرائمهم التي زادت عن كل حد، وأدخلتنا في نفق مظلم، وعطّلت مصالحنا، وحرمت أبناءنا وبناتنا من فرص العمل، وهددت أمننا الشخصي وأمن بلادنا.

كان هذا هو الدعاء الذي كنا نرفعه لرب الأرباب، أثناء حملة التصحيح، التي شارك فيها عدد من قطاعات الدولة. كنا نستمع للتوجيهات، فننصح أنفسنا وننصح غيرنا:

- ساهموا في دعم هذه الحملة الوطنية التاريخية. إنها مسؤوليتكم قبل أن تكون مسؤولية القطاعات المختصة. بلغوا عن كل مخالف، وطهروا بيوتكم من كل عامل او عاملة غير نظاميين.

- بيوتنا؟! هل ستصل الحملة لبيوتنا؟!

وبكل ثقة، نجيب:

- طبعاً! ألا ترى كيف تنظف القوات الشوارع والميادين والأحياء. أكيد أنهم سيبدأون بعد ذلك بتنظيف البيوت.

وكما يحدث في المسلسلات والأفلام، نقرأ على الشاشة:

*وبعد مرور شهرين*

مجمعات مواد البناء مختنقة بنفس أعداد المخالفين وربما أكثر. الشوارع مليئة بهم عند الإشارات، يمارسون التسول والبيع، كما السابق وأكثر. البيوت لا تزال تحتضن نفس العاملات والسائقين المخالفين للأنظمة.

كل شيء عاد الى حالة، ولكن بمخالفين ومخالفات أشد جرأة وأقل خوفاً.

مقالات أخرى للكاتب