Wednesday 08/01/2014 Issue 15077 الاربعاء 07 ربيع الأول 1435 العدد
08-01-2014

آخر الكلام حول الحركة المرورية

في عدة مقالات تحدثت عن الحالة المرورية بمدينة الرياض والحاجة الماسة لتدخل عاجل لإصلاحها قبل أن تصبح فوضى عارمة، وفي مقال اليوم سأتحدث عما لم أتحدث عنه في المقالات السابقة، فسأتحدث عن الجهود التي يبذلها مرور الرياض في محاولة السيطرة وإدارة الحالة المرورية وسأتحدث عن نقص الأدوات والوسائل اللازمة لتنظيم وضبط الحركة المرورية، وسأتحدث عن غياب الفكر المروري الحديث في تخطيط الشوارع وتجهيزها بما ينظم حركة السير، وسأتحدث عن الحاجة لمراقبة سوء السلوك المروري حول الإشارات على وجه الخصوص ومداخل الطرق السريعة في مدينة الرياض، وبعد ذلك سأختم المقال بما يلزم أن يقال.

عندما زرت إدارة مرور الرياض منذ أسبوعين لم يتم تشغيل مركز المراقبة والتحكم الحديث الذي تم تجهيزه بحيث يبدو كأحدى غرف المراقبة والتحكم في (ناسا)، فهو مجهز بأحدث التجهيزات الحاسوبية ويسيطر على ما يقارب (1000) كاميرا منتشرة في ميادين الرياض وشوارعها لكن شاهدت غرفة التحكم الحالية ونظام متابعة البلاغات الذي ينظم تلقي البلاغات وتوجيهها ومتابعة تنفيذها ضمن معايير جودة مقبولة، فتبين لي من النظام أن هناك مكالمة واحدة من أصل (2300) مكالمة يتعذر الاستجابة لها وأن معدل الاستجابة للبلاغات هو (15) دقيقة. هذه البيانات تدل على عمل منظم وجهد مبذول في الإشراف والتوجيه ومع ذلك فالسائد لدى الناس أن المرور يتأخر في الاستجابة للبلاغات بصورة غير مقبولة.

المرور في واقع الحال كجهاز يحتاج الى كثير من الدعم والتجهيزات في الميدان التي تيسر له الرقابة المرورية وتوجيه الحركة، فلو جهزت شوارع الرياض الرئيسة بما تم تجهيزه في طريق الملك عبد الله وامتداد طريقي أبو بكر والعروبة المخترقة لمطار الرياض القديم، لأصبح بمقدور إدارة المرور التحكم والسيطرة بصورة أفضل وتوجيه الحركة بعملية أفضل، كما لو تم تجهيز الشوارع الثانوية بلوحات الإرشاد والتحذير التفاعلية التي أصبحت تتكاثر في معظم شوارع المدن المتقدمة لأسهمت هي الأخرى في تحسين السلوك المروري، ولو جهزت التقاطعات الفرعية بلوحات تنظيم الحركة ومرايا الزوايا وتنظيم المواقف لربما أسهمت في زيادة الوعي المروري لدى جمهور السائقين والمشاة.

الحركة المرورية بالرياض أيضاً بحاجة إلى فكر مروري عند تخطيط الشوارع وتهيئتها وهو أمر يبدو أنه لا يحتل الأولوية في تهيئة الطرق، فمن غير المنطقي أن ينتهي الشارع بـ(3) مسارات عند الإشارة وبعد التقاطع يكون الشارع الآخر الممتد أمامه بمسارين، فذلك يخلق ظاهرة (عنق الزجاجة) في التقاطع مما يحتم الفوضى ويسبب الحوادث، أمانة مدينة الرياض مطالبة أيضاً بأن تضع مواصفات مرورية للمطبات الصناعية من حيث وجودها وهيئتها وتصميمها، وتضع التحذيرات الكافية التي تنبه السائقين لها، وعلى الأمانة أن تعلم أن تخطيط المسارات والكتابة على الأسفلت أصبحت ممكنة بعدة تقنيات ولها تجهيزات خاصة يجب أن تدرج في مواصفات السفلتة، والأهم أن تعالج الأمانة ظاهرة الحفر والتقرحات في معظم طرق الرياض التي تفاجئ السائقين فتجبرهم على تصرفات خطرة.

السلوك الذي لم يسهم ساهر في ضبطه هو فوضى التزاحم حول الإشارات وإصرار البعض على الالتفاف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، مسبباً اضطرابا بالحركة ومعرضاً الآخرين للخطر، مثل هذا من يزاحم السيارات عند المداخل المكتظة للطرق السريعة، فوضع رقابة صارمة ومعاقبة مثل هؤلاء المستعجلين المستهترين بحقوق الآخرين هو أمر في غاية الأهمية لتحسين الحركة المرورية.

في ختام حديثي عن الحركة المرورية بالرياض، أجد أنه من اللازم القول إن حركة المرور بالرياض ليست أحسن أو أسوأ منها في أي مدينة في المملكة، فالرياض هي النموذج وهذا يدل على أن الخلل في تنظيم الحركة المرورية هو خلل هيكلي في التخطيط والتنفيذ والإدارة وهو خلل سلوكي في الوجدان والسلوك لدى جمهور المجتمع برمته, لذا نحن بحاجة إلى حل شامل يعكس رغبتنا بأن نكون مجتمعا متحضرا نحترم حقوق الآخرين على الأقل في المرور.

mindsbeat@mail.com

Twitter @mmabalkhail

مقالات أخرى للكاتب