Sunday 12/01/2014 Issue 15081 الأحد 11 ربيع الأول 1435 العدد
12-01-2014

«داعش» نتاج السكوت عن حزب الله والحوثيين!

تصدّر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، الذي يُسمى اختصاراً (داعش)، المشهد العربي بمؤسساته السياسية، ووسائله الإعلامية، ومواقع تواصله الاجتماعي، حتى انعكست أخباره وتقاريره وأعماله اليومية على الرأي العام العالمي، ولكن للأسف لم يتصدر مشهدنا العربي بالأعمال الإنسانية، والجهود الخيرية، وتوحيد الصفوف بالنسبة للثورة السورية، ومساعدة المشردين أو اللاجئين، بما يُسهم في رفع المعاناة عنهم، ومن ثم إشاعة الخير وإقرار السلام وبث التسامح بين الناس، إنما تصدّره بمقاطع وأحداث مروعة من أعمال التفجير، وأحكام القتل، ونشر الفتنة في وسط أبناء الثورة السورية، واستدراج أبناء المملكة وغيرهم من الوطن العربي إلى أتون حرب داخلية لا تجد فيها راية حق، حتى استيقظنا على أخبار أبنائنا وهم يقاتلون بعضهم بسبب اختلاف انتماءاتهم بين تنظيم داعش وجبهة النصرة.

إن الجميع يتفق على أن (داعش) تنظيم إرهابي ما دخل بلداً إلا أيقظ بين أهله الفتنة، ونشر على أرضه الفوضى، وفتح في طرقاته شلال الدم، ما يجعل الآراء تتفق على أنه صنيعة استخبارات لمزيد من تمزيق الأمة بيد أبنائها، تحت دعاوى مضللة وشعارات باطلة.. لذلك لم تتردد المملكة بحكومتها الرشيدة وعلمائها المعتبرين ودعاتها الصادقين ونخبتها المثقفة على فضح حقيقة هذا التنظيم، ورفض أفكاره وتجريم أعماله، خصوصاًً أن لها تجربة مع مثل هذه التنظيمات الدموية، وكيفية ملاحقتها أمنياً وفضحها فكرياً واجتثاث جذورها من بين شباب الأمة كما حدث خلال مكافحتها لأعمال الإرهاب القاعدي، لهذا لا يستطيع أي مدّعٍ أو مراوغ أو مثقف أو سياسي أن يزعم تعاون أو رضا أو حتى سكوت المملكة على (داعش) أو غيره من التنظيمات الإرهابية كما يردد ذلك إعلام بشار ومن ورائه وكالات ملالي إيران وأذنابهم في لبنان والعراق، فالمملكة تجرِّم الإرهاب أياً كان القائم به، وترفض التطرف مهما كان مصدره بغض النظر عن دينه ومذهبه وجنسيته.

لكن في المقابل، هل قامت الدول والحكومات وبالذات في منطقة الشرق الأوسط، المعروفة بدعمها لبعض الأحزاب المتطرفة والتنظيمات الإرهابية والميليشيات العسكرية، هل قامت بإنكار أو إدانة عمليات تلك الأحزاب والميليشيات الدموية وانخراطها في القتال الدائر بسوريا إلى جانب قوات نظام بشار؟.. ما نراه أنها تؤيدها وتعلن ذلك بكل بجاحة، وتعتبره من فروض الواجب ولزوم المذهب.. لهذا فتنظيم (داعش) الذي يمارس الإرهاب في العراق والشام، كما أنه صنيعة استخبارات، هو نتاج طبيعي لبيئة دامية مليئة بالقتل والتفجير والتدمير على أساس طائفي صنعه أحزاب أمثال (حزب الله)، وتنظيمات كحركة الحوثيين، وميليشيات كلواء أبو الفضل العباس، وجهات دولية كالحرس الثوري الإيراني.. بدلالة أن تفجيرات لبنان هي ترجمة واقعية لحرب الإرهاب مع نفسه ممثلاً بداعش وحزب الله، والإيرانيين وشيعة العراق والحوثي اليمني، والضحية أمتنا قتلاً وتشويهاً.

moh.alkanaan555@gmail.com

تويتر @moh_alkanaan

مقالات أخرى للكاتب