Tuesday 14/01/2014 Issue 15083 الثلاثاء 13 ربيع الأول 1435 العدد
14-01-2014

قبل أن يحرقك الإعلام

من خلال ثورة التواصل الاجتماعي يلفت نظرك (حملات إعلامية) ترويجية إما على المستوى الشخصي أو على المستوى الجماعي أو على مستوى المؤسسات، فكل منهم يروج لـ(سلعته وشخصه ونشاطه ومؤسسته)، وتكاد تتصف جميعها (بإدارة محتوى ضعيفة) غالبا ما يترتب عليها صورة ذهنية سلبية عن (المعلن) .

والحديث عن إدارة المحتوى حديث مهم وخطير وحدي، إما أن تدير (المحتوى الترويجي) بمهارة وتخلق صورة ذهنية جميلة لدى الجماهير والمعنيين بالأمر، وإما أن تخلق صورة سلبية تحرق صاحبها على مر الأيام، فالعبرة في النجاح ليس في وسط الطريق ولكن العبرة في النجاح عبر نتائج (الحملة الترويجية) في نهاية الطريق.

المحتوى الإعلاني أو الترويجي أو التحريري ليس من مهمة بشر لا يتقنون اللعبة جيدا، وإنما من مهمة من لهم دراية كافية بمفاهيم الاتصال الجماهيري ومعرفة العلامات التي تحرك الناس سلبا أو إيجابا وإلمام كاف بثقافات المجتمع المختلفة محليا وخارجيا وقدرة عميقة على تحليل الخطاب والتأكد من المقولات التي يطلقها بين فينة وأخرى.

الكوارث الإعلامية لا تحدث للشخص بشكل سريع، وإنما على مر الأيام يرى نفسه شخص غير مرحب به إعلاميا أو حتى مكانيا لأنه أفسد صورته بحملات ترويجية سلبية شكلت (صورة ذهنية) غير مريحة على مستوى العقل الباطن.

ومن الصور الإعلامية السلبية أن تصف نفسك بأنك المنقذ وسط تجاهل جهود من سبقوك، أو تصف مشروعك بأنه ينسف ما سبقه من مشروعات وأنك الأوحد الفرد الصمد في مجالك، أو تظهر إعلاميا بسبب وبدون سبب، أو تظهر بأعمال باهتة لا تمثل قيمة منتظرة للجماهير ولا للمهتمين في مجالك، أو تظهر عبر تصاميم ضعيفة أو أفلام رديئة، أو موضوعات قديمة.

أما كيف يرحب بك الآخرون عبر قنوات التواصل الاجتماعي والإعلامي بصفة عامة، فركز على القيمة المنتظرة لديهم، وقابل توقعاتهم وقل وافعل ما يريدون لا ما تريد أنت ولا ما يجعلك شخصية متعالية أو شخصية جاهلة.

أما قادة العواطف والأحاسيس والمشاعر فعمرهم قصير، تماما مثل عمر (الحالة الانفعالية) التي لا تلبث لليوم التالي، وسريعا ما يعود الناس لرشدهم ويعرفون كم هم مغيبون.

لا تغسل دماغ جماهيرك، وتأكد أنك لا يمكن أن تقنع أحدا إلا بما هو (مقنع) أصلا.

nlp1975@gmail.com

مقالات أخرى للكاتب