Monday 27/01/2014 Issue 15096 الأثنين 26 ربيع الأول 1435 العدد
27-01-2014

يوم في فيضة روضة نجدية..!!

يا فياض الرياض في روضاتها الفنن..،!

ما أجمل ما كشفتِ عن بهاء مخبأك..بفتنة ربيعك..،

بخلَّب زهورك..، وخضرة أعشابك..، ورونق ثراكِ..

قد كنتِ يا «رياض» في الصيف تشمرين عن مواقد لا تقوى حميمها أجسادنا الواهنة..!

حتى إذا ما هلَّ ليلك الساحر، رطَّبْتِ بنسائمه ما حولنا،..

ربَّتِ من حروق نهاراتكِ على وجوهَنا..، ومسحت بكفِّها علينا..

تعدين لنا مناجم الجمال فيكِ..،

فإذا ما تزمهرنا من بردك..، واصطفقنا..،

بسطتِ لنا روضاتك الخلاَّبة..، بزهورها الفاتنة.. لنقتطف الخزامى، والنفل، والخبيز، والبسباس..، والشيح..و..،

تنطلق قوافل الإبل، والخرفان، والمعيز لترعى من أعشابك الخضراء..، جنباً إلى الإنسان وعيونه ترعى من فتنتك الخضراء..، ما يقيم أود النفوس إلى الجمال..، والفرح..، وبهجة الخاطر..

تُغرز آماد صحرائك الربيعية بالثلاث الأثافي في تربتك حيث يتوافد الناس ثللاً،..وجماعات..،

حتى الوحيد الحزين يناجي موقده، ومداكِ، ونسيمك، وخضرتك..!

يتطهر من مواجعه ويغادرك معافى..!!

في فيضات روضاتك المشتعلة جمالاً وفتنة واخضراراً يوقد الحطب..،

تتسابق أبخرة الفهوة لتعمق إرثك الفاتن..،

يزغرد دق الهيل في قاع الآذان..، يحرض شهوة الاحتساء..، والاستدفاء، والرواء..!

تمتزج أبخرة الشواء، والحساء بأبخرة البرد فيك..، فيطفو للدفء ملمس عذب آخر لا تمنحه أرض على الأرض كما تفعلين يا رياض..!

يا الله،.. يا الله..

بالليلة البارحة التي مضت تنفجر الدماء في مصر في ذكرى الثورة..، وتتعمّق الغربة..، ويتفشى الغموض..!

بالليلة ذاتها، تزداد غربة المشردين من سوريا،... وتتمادى غواية الموت في العراق..!

وتلعلع الأخبار..، كل ما فيها يدمي.. فتأخذيننا يا فيضات ربيع شتاء الرياض لعذب ما يغسل النفوس من أوجاع هذه الأنباء..،

وترفقين بنا من قسوة الأخبار..

تلمحين لواقع التردي الذي بلغ بالعرب في شتى الأصقاع قاع البركان..، ومنتهى الإحراق.. بأمل..

فزوّدي النفوس من جمالك بأنسٍ يمسح غبار ما يعتريها من ذلك بآلام..!

افتحي لها من منجم بديعك نوافذ على خضرة كما خضرتك..

مُدي بنسائمك حيث الشريد ليتنفس قليلاً من نقاء فياضك..، ورواء رياضك..، وفسحة مداك المنعّمِ بالزهور، والعبق، وفوح العبير..!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب