Tuesday 28/01/2014 Issue 15097 الثلاثاء 27 ربيع الأول 1435 العدد
28-01-2014

وقفة مع «رسالتها»!!

وجدت ضمن من تابعني في نافذة «التغريد» بشعار «رسالتها»..، وفي التعريف بأهداف الحساب وردت العبارة التالية: «مؤسسة إعلامية تقدّم رسالة إعلامية هادفة، تهتم بتطوير الجانب الإعلامي للمرأة، وتأهيل الكوادر النسائية في مجال الإعلام «.. بمعنى أنها مؤسسة لن تقف عند التأسيس الفكري من خلال وجودها في وسيلة التواصل الاجتماعي، بل ستكون منشأة على أرض الواقع تقدّم البرامج التدريبية، وتؤسس لعناصر مهنية، وتعنى بالفكر الإعلامي، والمنهجية المهنية، والتدريب الميداني،..

والواقع أن المرأة في مجال الإعلام - إن لم يكن الرجل أيضاً- بحاجة ماسة إلى مؤسسات تعليمية، وتدريبية تؤهلها تأهيلاً فكرياً عميقاً، ودراية واعية منظمة، وحرفية مهنية تواكب ما تغيّر في مفاهيم المهنة، وتطبيقاتها.. والوعي بغواياتها، ومزالقها..!!

ولعل أول ما أتوقّع أن يؤديه المسئولون عن هذه المؤسسة هو أن يحققوا المكاسب، ومن ثم النتائج في جانبي «المهنة» من جانب، « وقيمها» من الآخر..

فللمهنة علومها، وخبراتها، ومعارفها، وإجراءاتها،..

ولا يتحقق لها عند التنفيذ في الميدان أي نجاح، أو مكسب، ولا حصاد، أو وصول، ما لم يؤسس كل هذا على تعميق «القيم» بمنظومتها الكاملة فيمن تقدم لهن خبرات، وعلوم، ومعارف، وإجراءات هذه المهنة....

وقائمة القيم ليست غائبة عن الواعين ممن تصدوا لتأسيس هذه «الرسالة»..

وقد بتنا نرى أن كلمة «القيم» غدت حجراً حين يُرمى في ماء المعاصرين من «أغلب» المهيمنين على الإعلام، تنصرف دلالتها إلى ما يثير حساسيتهم..،

فأول القيم التي ترتبط بالمهنة : التقوى، والصدق، والأمانة، والموضوعية، ومعرفة الفرق بين أهداف النجاة، ومحاذير التجاوز..، وهي أول أسس أية مؤسسة تنشأ في مجتمع «مسلم» يتوقّع أن تنحو منهجيتها نحو مسلك التوسط، فلا إفراط يخل بالقيم الدينية، والأخلاقية، والفكرية الواعية، ولا تفريط فيها..

ولأن المؤسسة الإعلامية المشار إليها : «رسالتها»، وهي تهدف إلى تقديم رسالة هادفة، وبذل الاهتمام بتطوير واقع قائم، وتأهيل جيل آتٍ، في مجال ذي شأن هو « الإعلام» الذي يهيمن بوسائله، وتواصله، وسرعته، وجاذبيته، وتداخله على الإنسان..فإنها رسالة ذات شأن..

هذه المسؤولية المُقْدِم عليها جسورٌ..، والسائر بها مسؤولٌ..، لأن الغاية منها عظيمة....،

تأتي في وقت لم يعد الإعلام فيه مجال رغبةً..، أو استقطابَ عرضٍ..، أو يُسرَ طلبٍ..،

بل أصبح دروباً وعرة..، لكنها مبهرجة..!

خطيرة لأنها كونية عالمية..، أممية..، قومية..، بمثل ما هي وطنية..، بل إنسانية..

وتبقى التوقعات لمؤسسة « رسالتها» مفعمة بالأمل.. ومحاطة بالدعاء..

فقد أسعدتني هذه المؤسسة بإنشائها، ومتابعتها..

فليوفق الله كل من يسعى لأهدافها،.. ويقدم عنها للمرأة الإعلامية «رسالتها».

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب