Thursday 13/02/2014 Issue 15113 الخميس 13 ربيع الثاني 1435 العدد
13-02-2014

حتى العجول لم يرحموها...!

لم تعد تلفتنا كما أظن الأخبار التي تتداولها الصحف عن محاولات تهريب «مجرمي الترويج» للمسكر، والمخدر بأنواعه للداخل، حيث تمنعهم الأنظمة، ومنهج المجتمع المتدين بالإسلام من تصنيعها، وتداولها بين الناس، فيتجهون للمتاجرة بها، والتلاعب في أمر إدخالها بشتَّى الحيل، وأساليب المكر، والخداع التي توقد حماسها في عروقهم شهوةُ الثراء، مع موت الضمير، وضعف الإيمان..، ووهن التدين فيهم.

لم تعد تلفتنا هذه الأخبار لكثرة ما زاد من فساد نفوس هذه الفئات التي تتاجر بالناس في مقابل ثرائها..، طمعاً، وجوراً، وفساداً..

من جهة أخرى، فإن ما تجتهد فيه جهود الجمارك، وما تحققه من إحباطات متوالية تطمئننا إلى يقظة عند الحمى، نأمل أن تصاحَب بهدى الله تعالى، وتوفيقه..

ومع أنه في المقابل تثيرنا الأخبار المناقضة لهذه الإحباطات التي يقوم بها أمن الحدود، وجماركه لما يمر بهم من شحنات مختلفة النوعية، تلك التي تعلنها الجهات المختصة عن كميات المواد التي يكون ضحيتها المقبوض عليهم من المتعاطين، وأولئك المغرّر بهم من مرضى مصحات العلاج، بأنواعه جسمياً وعقلياً، ونفسياً، فإن تطهير المجتمع من أدواء المسكر، والمخدر ليست مسؤولية جهات الأمن وحدها بكل مهامها، ومسؤولياتها، ومواقعها، بل هي يقظةُ الجميع، ووعي الكل، وجهد الفرد ليكون هناك حزام يطوق أمن الفرد، وبيته، وشارعه، ومصحته ومن فيها جميعهم، لتطهر محاضر التوقيف، وجهات إقامة الحدود الشرعية، والأدبية، والعلاجية، بتأطيرها في أضيق الحدود التي تندرج تحت الخطأ الفردي، في خانة الطبيعة البشرية بظاهر شرها، وباطن فسادها..!

بالأمس أحبطت عملية كان «العجول» في ناقلة عند معبر البطحاء ستراً لها، تحمل (2244) زجاجة مسكر...

ترى كم كان سيكون ربح صاحبها خسارة له..؟ أشد من وقع خسارة إحباط دخولها..؟

وكيف هو المجتمع وفيه مثل هؤلاء الناس المتربحين بالمحرم المفسد..؟

أهؤلاء يصلون، ويصومون، ويتطهرون..؟!

ولنقس عليهم كل من لا ينتفض ضميره وهو يبتاع، ويروّج، ويستعمل ما أقرَّ حرمته القرآنُ، ونقله بشفافية، وأمانة هدي سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.... فكان ضمن مفاسد الحياة، وإيذاء النفس، والأحياء.. فشرِّعت له الحدود،.. وأقرت له العقوبات.

يا للهول: حتى العجول وهي تخور، يستغل الإنسان الفاسد النفس خوارها، وضخامتها ليستر بها أذاه، وأمراضه، وفساده.. ظناً منه أنه سيمر مراً هيناً..

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب