Friday 14/02/2014 Issue 15114 الجمعة 14 ربيع الثاني 1435 العدد
14-02-2014

من يمارس الإرهاب في سوريا؟

أهم وأكثر الأعمال لمواجهة للإرهاب هو أن تمنع استهداف أبناء الوطن وتحمي المدنيين من القتل وتدمير منازلهم، وفي الحالة السورية نجد أن نظام بشار الأسد أكثر الأطراف ارتكاباً للارهاب والاجرام بحق الشعب السوري، وبعد أن رضخ للضغوط الدولية وانضم لمباحثات جنيف (2) يعمل على تخريب المفاوضات بالاصرار على مناقشة الارهاب في سورية، في حين يعلم الجميع وأولهم حلفاؤه الروس وغيرهم بأنه أكثر الأطراف السورية ارتكاباً للارهاب.

لاحظ المتابعون أن ارهاب نظام بشار الأسد وجرائمه بحق الشعب السوري قد ارتفعت وتيرتها منذ بدء مباحثات جنيف (2)؛ حيث وصل معدل القتل إلى أكثر من 230 قتيلاً يومياً من المدنيين السوريين، جلهم من الأطفال والنساء، والباقي من المدنيين العزل الذين يقضون نحبهم جراء تساقط البراميل المتفجرة على منازلهم واستهدافهم من قبل القناصة وشبيحة النظام والمليشيات الطائفية القادمة من لبنان والعراق والحوثيين في اليمن. إضافة إلى وفاة المئات من السوريين والفلسطينيين في المخيمات جوعاً بعد أن حاصرتهم قوات الأسد في مدنهم ومخيماتهم.

كل هذا ووفد النظام المفاوض في جنيف يطالب ببحث وقف الارهاب، وسط تجاهل من الأمم المتحدة وممثلها الأخضر الابراهيمي والوسيطين الأمريكي والروسي، إذ كان الاجدر لهؤلاء أن يضغطوا على ممثلي النظام في جنيف الذين يعملون بأسلوب ممل ومستفز على تعطيل المفاوضات، وكان الأجدر بالأخضر الابراهيمي وكذلك «كيري ولافروف» ومن ينوب عنهما أن يطلبا من يمثل بشار الأسد أن يوقفوا قتل المدنيين من الشعب السوري، والبداية بالتوقف عن رمي البراميل المتفجرة التي حصدت عشرات الآلاف من السوريين، وقد تأكد للجميع أن هذا السلاح نوع من أسلحة الدمار الشامل، لأن القنابل التي تحويها البراميل المتفجرة حولت المدن السورية إلى مدن مهجورة ومبانيها إلى خرائب تفوقت على ما حصل في الحرب العالمية الثانية، وما تسببه هذه البراميل يتطلب موقفاً حازماً من مجلس الأمن الدولي ومن كل صاحب ضمير حي لأن القتل والتدمير اللذين تحدثهما هذه البراميل مشاهد ومتابع، والجميع يعلم به، ولذلك فإن من الواجب الانساني وقف هذا العمل الاجرامي واتخاذ اجراء يفهم نظام بشار الأسد ووفده في جنيف بأن أفعالهم هذه لا يمكن أن تمر دون عقاب، أما التلاعب في المفاوضات والطلب ببحث الارهاب وهم من يقومون به فهو سخرية واستهتار بالمجتمع الدولي وبالوسطاء الذين يتوسطون في مؤتمر جنيف (2) ومنهم حلفاؤهم الذين يتشاركون بمسؤولية ارتكاب جرائم ضد الانسانية.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب