Monday 17/02/2014 Issue 15117 الأثنين 17 ربيع الثاني 1435 العدد
17-02-2014

من يستحق أن تجلده هي لا أنت..؟!!!

من يحق له أن يحترم نفسه..؟

معلم يسهر الليل يتابع ما استجد في تخصصه ليأتي بجديد في نهاره، يمد به خبرات الدارسين بين يديه..؟

أو معلم يمر كريما على جدوله اليومي، ليسجل التاريخ، ويسقط عناوين مبتسرة في دفتر تحضيره يملأ بها عيني المشرف, والمدير..

وحين ينفِّذ درسه في الفصل يكرر, ويرتجل، ويعيد ما قد بقي في ذاكرته, أو يقرأ من كتاب المقرر..؟

من يحق له أن يحترم نفسه..؟

مشرفُ على بناء لا يترك شاردة، ولا واردة عند تنفيذه ليطمئن إلى سلامة كل جزيئة فيه..؟

أو مشرف يمر عبورا، ولا يدري إن كان البناء قد أسست فيه الكهرباء، والسباكة، والعزل، وكافة الإمدادات بمواصفات الإتقان، والإجادة أم هو في ظاهره صقيل، وفي باطنه هزيل.. إذا ما مرت مدة بعد سكناه إلا بدأت بعدها قائمة من الخلل، والخراب..؟

من يحق له أن يحترم نفسه..؟

من يسعى عليها ..ولها..؟

أو من يقتات من سعي الآخرين..؟

من يحق له أن يحترم نفسه..؟

من له خادم في البيت يقدم الطبق له مليئا ويسترده منه فارغا..، وليس له منه نصيب..؟

أو مشاركٌ خادمه في اللقمة، والكساء, والماء, والدواء.. والراحة، والترويح..؟

من يحق له أن يحترم نفسه..؟

نائم ليله قرير, وحارسه يطويه منتظرا صبحا يكدح فيه..؟

أو منصف لا يسلب من في خدمته حق الراحة، ونصيب المشاركة, وإنسانية العلاج، والترويح..؟

من يحق له أن يحترم نفسه..؟

باذل ماله في غير أهله..؟

أو متفقد حاجتهم، كافٍ سؤلهم..؟

من يحق له أن يحترم نفسه..؟

الصادق في مواقفه، الوفي لغيره حقه في الرأي، وفي النجاح، وفي المعاش، وفي الحياة..؟

أو المقحم ذاته, السالب منهم نجاحهم, ورأيهم, وأحقيتهم في الطريق..؟

ترى لو عرض كل فرد نفسه على «مسطرة» أحقيته في احترام ذاته، هل كل واحد سيجد أنه يستحق أن يحترمها..؟

أو سيأوي إلى ركن لن يعصم فيه نفسه من سحق طوفان الأنانية، والتخلف، وعدم الإنسانية،

ويجد أنه في مواجهة مع نفسه تخجله، ولا ترحمه ..

فهل تجلده هذه النفس فيه..؟

ترى، من يستحق أن تجلده نفسه، ولا يتردد..؟!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب