Wednesday 19/02/2014 Issue 15119 الاربعاء 19 ربيع الثاني 1435 العدد
19-02-2014

طوابيرنا المطوبرة

لا تترك الإدارة العامة للجوازات فرصةً إعلامية، إلا وتؤكد من خلالها أنها ستقوم بتحويل كل خدماتها إلى خدمات إلكترونية، وأنه سيكون بمقدور المواطن والمقيم أن يُنهي كل إجراءاته عبر موقع «ابشر». ونحن في انتظار أن تستكمل الجوازات حزمة خدماتها، لتصبح مع خدمات توصيل الوثائق، أول قطاع حكومي خدمي، خال من المراجعين.

وإلى ذلك الحين، فلقد طالعتنا الصحف بأن دولة الإمارات تخطط لاستخدام أجهزة طائرة لتوصيل الوثائق الرسمية والطرود إلى مواطنيها في إطار جهودها لتحديث الخدمات الحكومية.

وتشبه المركبة التي تعمل بالبطارية وقطرها نصف متر الفراشة، ومزودة بحجيرة علوية يمكنها أن تحمل طروداً صغيرة، وتعمل بأربعة محركات.

وقال المهندس الإماراتي عبدالرحمن السركال الذي صمم المشروع أنه سيتم استخدام نُظُم الأمن التي تعمل ببصمة الأصابع وبصمة العين لحماية المركبات الطائرة وشحناتها.

من المؤكد أننا لن نطالب بهذا النوع المتطور من خدمات التوصيل، ولكننا نأمل أن يتم تطبيق تجربة السفارات الأجنبية، التي توصل جوازات سفرنا إلى أقرب مكتب خدمات بريدية سريعة من منازلنا، خلال 24 ساعة.

لماذا هؤلاء الأجانب يضعون آلية سريعة لتوصيل الوثائق الرسمية، وإداراتنا الحكومية، لا تزال إلى الآن تبحث عن طريقة لتؤدي هذه الخدمة البسيطة، والتي سيدفع المستفيد رسومها على كل حال؟! لا بد وأن نتخلى عن الأنماط المكتبية، وأن نفكر خارج إطار الآلية الحكومية التي تستمتع بالبقاء خلف مكاتب تكتظ بطوابير «مطوبرة» من المراجعين!

مقالات أخرى للكاتب