Monday 24/02/2014 Issue 15124 الأثنين 24 ربيع الثاني 1435 العدد
24-02-2014

رياضتنا على الرف

أحداث ومواقف عديدة جعلتني أشعر بأن الرياضة ما زالت في نظر الكثير من الجهات الرسمية ليست ذات قيمة وأهمية وطنية وإنسانية, أي أنها بالنسبة لهم مجرد ممارسة رياضية للتسلية وتمضية الوقت، لا تستحق دعمها والاهتمام بها وبكل مكوناتها ومخرجاتها كما القطاعات الحكومية الأخرى..

في موضوع ترشح الدكتور حافظ المدلج لرئاسة الاتحاد الآسيوي, وكذلك ملف طلب استضافة أمم آسيا لكرة القدم عام 2019م, وقبل وأهم من هذا وذاك إشكالية المنشآت الرياضية, ومخصصات وإعانات الأندية المالية, يتأكد لنا أن هنالك عزلة بين قطاع الرياضة والشباب والوزارات والمؤسسات الحكومية, وهنا نتساءل: هل السبب أن هذا القطاع لا ينتمي لوزارة؛ وبالتالي لا يوجد ضمن جلسات ومناقشات وقرارات مجلس الوزراء؟ أم لأنه لا يعني شيئاً وليس جديراً بأن يندرج ضمن اهتمامات وخطط التنمية الحالية والمستقبلية؟

رياضة اليوم بأنديتها ومنتخباتها ومسابقاتها ومنافساتها وصراعاتها وشعبيتها وإعلامها وحضورها وقوة إثارتها وتأثيرها على ثقافة وسلوك وحياة الناس, وبكونها جزءاً لا يتجزأ من أفكار وطموحات وسياسات الدول بصفة عامة, تحتاج لفعل وعمل وبذل حكومي واسع مالياً وإدارياً. لا بد أن تنال نصيبها من الدعم المادي والمعنوي بل التنظيمي؛ لتكون في صميم بناء الوطن, كما تخضع للرقابة والمتابعة والمحاسبة باعتبارها عنصراً وطنياً مهماً وليس هامشياً..

نحن أمام واقع خطير ومستقبل مظلم يهدد رياضة الوطن ومنسوبيها والمهتمين بها والمتفاعلين معها، الذين يمثلون النسبة العظمى من سكان المملكة. نتطلع إلى إعادة النظر حيالها ومراجعة ما لها وما عليها، وما هو مفترض أن يوفر لها, بدلاً من إقصائها وتجاهلها وكأنها لم تكن..!

سامي أزمتهم!

فاز الهلال على المتصدر النصر بالأربعة، وبعشرة لاعبين، في مباراة ديربي مختلف، له حسابات معقدة ومفصلية للفريقين؛ الأمر الذي يجعلها في عداد اللقاءات الصعبة على المدربين, وخصوصاً في ظل مضامينها ومجرياتها الدراماتيكية المتسارعة. بعد نهايتها مباشرة انتظرتُ تحليلات النقاد والإعلاميين فيما يتعلق بتقييمهم للمدربَين الجابر وكارينيو, وبالأخص سامي الذي تعرض لحروب شرسة، تجاوزت حد نقد أدائه إلى المساس بشخصه. انتظرت منهم إنصاف تفوقه لإثبات حسن نواياهم, لكنهم غابوا تماماً بطريقة أدانتهم، وكشفت أن هجومهم عليه كان فقط لإيذائه وتحطيمه وتشويه صورته..

هذا الموقف بتفاصيله وأبعاده جسَّد الأزمة الحقيقية لإعلاميين دائماً ما يصرون على ترك مهنتهم والتفرغ لمنافسة المشجعين المتعصبين في أطروحات وآراء، لا تضيف لهم شيئاً، بقدر ما تسيء لهم ولمصداقيتهم وثقة المتلقي بهم. والأغرب من هذا أنهم يفضحون أنفسهم بأسلوب مكشوف، وبتوقيت لا يمكن تفسيره أو تبريره إلا بشيء واحد، هو أن تعصبهم أخرجهم عن طورهم، وأظهرهم على حقيقتهم..

سامي مدرب محترف, يخطئ ويصيب, ينجح ويفشل, وهو كحال غيره معرَّض في أية لحظة للاستغناء عنه, لا مشكلة في أن تنتقدوا خططه، تصرفاته وتصريحاته.. تخاطبوا معه بلغة إعلامية ورؤى فنية، تسفر عن نتائج مقنعة ومنصفة، سواء له أو عليه. لا تسمحوا لعواطفكم وانفعالاتكم بأن تتلاعب بكم؛ فتصبحوا كالإمعات، ترددون ذات الأهازيج والهتافات التي تتغنى بها روابط المشجعين في المدرجات. أفيقوا من سبات تعصبكم الأعمى, وتأكدوا أنكم بغبائكم هذا لن تعرقلوه إنما ستزيدونه إصراراً وحباً وتقديراً واحتراماً من الهلاليين والرياضيين المحايدين عموماً. لقد تحولتم في نظر الجميع إلى أضحوكة، لم نكن نتمنى ــ بحكم الزمالة والمهنة ــ أن تصلوا إليها، وأنتم في غنى عنها وأكبر منها..

من الآخر

· ظهر الأمير فيصل بن تركي بصورة رائعة وهو يهنئ سامي، ويتحدث بلغة راقية وواعية عن خسارة فريقه وفوز الهلال..

· في المقابل، وفي الاستديو، كان المحلل الكابتن ماجد عبدالله متلعثماً في عباراته, انفعالياً متشنجاً في تحليله للمباراة وانتقاصه من سامي والهلال. وزاد على ذلك بتوجيه تهمة الهروب، وادعاء الإصابة لقائد النصر عبدالغني بعد الهدف الرابع..

· م نسمع من إدارة استاد الملك فهد أي تعليق بالنفي أو التوضيح لما تردد من أطراف كثيرة وجهات عديدة حول منع الجماهير الهلالية من الدخول عبر إحدى بوابات الملعب..

· طاقم التحكيم الإيطالي تحامل على الهلال، وكرر إلى حد كبير نفس أخطاء مرعي عواجي التي تضرر منها الشباب..

· طرد الفرج دفع كارينيو إلى التخلي عن أسلوبه في التكتل الدفاعي المعتاد؛ فانكشف الفريق رغم نقص الهلال بالهدفين الثالث والرابع..

· جميل أن يحظى نادي الاتحاد باهتمام سمو الرئيس العام, لكن الأجمل لو شمل عموم أندية الوطن، وبخاصة الرائد الذي يعاني أزمة مالية، ولديه مشاركة خارجية خليجية..

· مهنياً وفنياً وأدبياً, من الواجب على كل من يقوم بمهمة التحليل الفني للمباريات أن يتخلص من عواطفه وحساباته الشخصية، ويكون محايداً وأميناً حتى لو كان الفريق الآخر أجنبياً، فما بالكم حين يكون الهلال السعودي، وفي ديربي ولقاء مصيري يتابعه ويشاهده الملايين من داخل المملكة وخارجها؟..

abajlan@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب