Thursday 27/02/2014 Issue 15127 الخميس 27 ربيع الثاني 1435 العدد
27-02-2014

ريّس الأمن بتاع المدينة

نقل لي أحد المواطنين، معاناته الشخصية في البحث عن مرفق ترفيهي، يقضي فيه مع عائلته بضع ساعات من إجازته الأسبوعية. قرر هذا المواطن زيارة رابغ لقربها من مدينة جدة. كان الاختيار الأول زيارة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي يقرأ و يسمع عنها كل يوم بأنها تحفة المدن ومستقبل الأجيال القادمة. حاول الدخول فأخبره رجال الأمن بأنه ممنوع، إلاّ بموافقة إدارة المدينة.

-لا بأس.

قرر صاحبنا المتابعة، عابراً عدداً من رجال الأمن الذين يأتون يومياً من جدة مسافة أكثر من 350 كلم ذهاباً و إياباً، لكي يؤدوا هذا العمل الشاق، مقابل أجرٍ مادي زهيد! وكل رجل أمن يقوده لرجل أمن آخر، إلى أن وصل لمكتب الرئيس.

الرئيس ليس مواطناً. رئيس الأمن ليس مواطناً!

- ممكن ندخل يا ريس؟!

- طبعاً لا.

- طيب وين نروح؟!

- للريس بتاعي!

وكان من نفس جنسيته.

- مش ممكن دخولكم يا جماعة.

وهكذا عاد المواطن إلى البوابة الأولى، وغادر المدينة، متوجهاً إلى مكان جديد، لعل وعسى يجد فيه بقعة ترفيه صغيرة. هنا، لاحت في عقله فكرة. توقف أمام بوابة شركة بترورابغ، وقام بالاتصال بأحد المعارف القدامى. ومن شخص إلى شخص، ومن مسؤول الى مسؤول، وجد أخونا فرصة لكي يدخل إلى شاطئ الشركة.

بعد أن شاهد كل هذا الكم من المتنزهين على الشاطئ، وكيف أن ليس بينهم إلا نفر يسير من المواطنين، أدرك لماذا لا يرغبون بدخوله!

مقالات أخرى للكاتب