Friday 28/02/2014 Issue 15128 الجمعة 28 ربيع الثاني 1435 العدد
28-02-2014

سيدة الشارقة..

ذكرني لقائي بها بمقولة نابليون «بأن المرأة التي تهز سرير طفلها بيد قادرة أن تهز العالم باليد الأخرى»، كما أجاب لي لقاؤها عن كل التساؤلات التي كانت راودتني في كل لقاء أو مناسبة كنت ألتقي حاكم الشارقة سمو الشيخ سلطان القاسمي وألمس إنجازاته، وعلمت أن وراء كل رجل عظيم امرأة مثلها.

كانت للتو قادمة من زيارة لمخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، وتحمل ما تحمل من هم إنساني تحدثت عنه وعما يعانيه هؤلاء وطرق مساعدتهم وتخفيف قهرهم وتشريدهم، كانت رحلة محفوفة بالألم والوجع وحكايا طفولة معذبة مشردة حكتها لنا مضيفتنا حرم حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي والتي منحها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان بجنيف وهي أكبر منظمة دولية في هذا المجال لقب أول سفيرة دولية لسرطان الأطفال في العالم ضمن برنامج الإعلان العالمي للسرطان، وقد أتى هذا الاختيار لهذا المنصب تتويجاً لجهودها الكبيرة على المستويين المحلي والدولي في دعم السياسات الرامية إلى تعزيز جهود مكافحة مرض السرطان.

السيدة ناشطة ومهتمة في الأمور الإنسانية دولياً ومحلياً، كذلك هي حاضرة في كل بيت إماراتي في الشارقة من خلال تواصلها مع الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية التي تعنى بالأسر أو من لقائها بالسيدات من فئات المجتمع كافة والاستماع لهن والحوار معهن.

وفي لقائها بالإعلاميات المدعوات لمنتدى الاتصال الحكومي بالشارقة واللاتي دعتهن إيماناً منها بدور الإعلام في خدمة القضايا الإنسانية وأن للإعلاميات رسالة تفوق مجرد شغل وظيفة بل هن الوسيلة التي من خلالها تظهر وتتوضح هذه القضايا للمجتمع، ومن ثم يخدم عملهن القضايا المختلفة حسب توجهاتهن وتبنيهن هذه القضايا.

كانت مجموعة من السيدات في الشارقة حضرن هذا اللقاء وتحدثت كل منهن عن نشاطها وعن المؤسسة التي تعمل بها، شابات واعدات وجادّات تثبت ثقافتهن وإلمامهن بالمجال الذي هنّ فيه أنهن أهل له، وقد شعرت أن جهودهنّ تزيد عن أعمارهن كثيراً مما يدل على وطنيتهنّ الصادقة وانتمائهنّ لوطنهن.

تجارب الشباب والشابات في الإمارات واضحة في كل مناسبة ومؤتمر نلتقي فيه بشباب تطوّعوا لإعطاء صورة مشرقة عن المواطن الإماراتي، الذي منذ اللحظة الأولى من وصولك أرض المطار تجده المنظم في أروقة المطار بالإضافة إلى منظم لحركة مركبات الضيوف ومرافق لهم ودليل محترف ملم بمرافق بلده، وإعلامي مميز يقوم بصياغة الخبر ونشره.

هنا الشارقة..عاصمة الثقافة الإسلامية هذا العام بعد أن تسلمت الراية من المدينة المنورة، تنطلق من أصالتها ودفء المكان، تحتفي بالتراث والثقافة عبر فعاليات متعددة على مدار السنة، واليوم وقد فتح المقام لي ولزميلاتي الإعلاميات نافذة مدها البصر على امرأة استطاعت أن تكون مناراً لنساء كثيرات وطوق نجاة لأخريات، وقدوة لبنات وطنها اللاتي يشاركن في عجلة التنمية في البلاد.

تحية لسمو الشيخة جواهر ولكل من قابلنا برفقتها في تلك الأصبوحة التي جمعتنا.

من أول البحر:

قلبي ذراعان يمدهما للسماء

وكلما أضناه الشوق

تحولت السنابل أرغفة للفقراء

والغيمات حبراً لقصائد شاردة

من قبضة الصبر

والنوارس طعماً للموجات الهاربة من المرافئ

mysoonabubaker@yahoo.com

Mayabubaker@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب