Saturday 01/03/2014 Issue 15129 السبت 29 ربيع الثاني 1435 العدد
01-03-2014

ماذا بعد تقرير حقوق الإنسان في سوريا؟

تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي عن انتهاكات حقوق الإنسان في مختلف دول العالم لم يترك انتهاكاً إلا وارتكبه النظام السوري. فإضافة إلى القتل اليومي الممنهج، وبشتى الوسائل والصور، من قتل بالقذائف والقنص وقذف الطائرات المقاتلة والمروحية، إلى تنظيم كمائن الإبادة الجماعية التي تستهدف المدنيين، أضاف التقرير ثلاثة أساليب، كل واحدة تستدعي تقديم مرتكبيها إلى محكمة الجزاء الدولية. فنظام بشار الأسد انتهج أسلوب محاصرة المدن، وفرض الحصار العسكري عليها مانعاً دخول الأغذية والأدوية، ولا يسمح بالخروج أو الدخول إليها؛ ما تسبب في وفاة العديد من المدنيين الأبرياء. وترتب على أسلوب الحصار أن أصبح سكان تلك المدن والأحياء والمخيمات يموتون جوعاً. وقد تُوفِّي من مخيم اليرموك الفلسطيني في مدينة دمشق وحده أكثر من مائة ضحية بسبب عدم وجود أغذية، فضلاً عن انعدام الأدوية وتدمير المشافي. وتحول هذا المخيم الذي يضم أكبر وجود فلسطيني في دولة عربية إلى مخيم للأشباح، لا يوجد فيه سوى الجياع الذين يُنتَظر توديعهم للحياة.

ونظام بشار الأسد لا ينتظر وفاة المدنيين من الشعب السوري الذي ابتُلى بنظام كهذا، انتهج أسلوباً إجرامياً لم يسبق إليه أحد؛ فهو يرمي البراميل المتفجرة التي تمتلئ بالمتفجرات الشديدة كـ»تي.إن.تي»، وتُخلط بالكرات الحديدية، وتُرمى على الأحياء المدنية؛ فتقتل المواطنين، وتدمِّر المنازل.. ولهذا، فإن المواطنين السوريين يحاولون الهرب من تلك الأحياء، إلا أن قناصة نظام بشار الأسد يردوهم على أعقابهم، ومن يحاول الخروج من جحيم المدن المحاصرة يلاقي حتفه برصاصة قناص، أو يعود مواجهاً مصير الموت جوعاً..!

هذا ما تضمنه التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية لأوضاع حقوق الإنسان في سوريا، ولكن ماذا بعد نشر هذا التقرير المروع..؟!!

المفروض أن تقود الولايات المتحدة الأمريكية المجتمع الدولي للمطالبة بمحاكمة عاجلة لنظام بشار الأسد أمام محكمة الجنايات الدولية، بعد أن ثبت تورطهم لواضعي التقرير ولممثلي المنظمات الدولية كافة التابعة للأمم المتحدة مسؤولية هذا النظام ورئيسه ومساعديه من أركان الحكومة، بمن فيهم وزير الخارجية وزميله في الإجرام وزير الإعلام وممثلهم في الأمم المتحدة، الذين يزوّرون الحقائق، ويضللون المجتمع الدولي. كما أن هناك العديد من المجرمين الملطخة أياديهم بالدماء من ضباط الجيش والأمن والمخابرات والمليشيات الإجرامية، التي ينضم إليها عناصر حزب الشيطان (حزب حسن نصر الله) والمليشيات الطائفية كـ»أبي فضل العباس» القادمة من العراق.

بعد تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن حقوق الإنسان، الذي فصَّل جرائم نظام بشار الأسد وحلفائه من المليشيات الطائفية، يجب التحرك بسرعة لتقديم الجناة للمحاكم، وقبل ذلك الضغط بقوة لوقف جرائم الإبادة المرتكبة بحق الشعب السوري.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب