Saturday 15/03/2014 Issue 15143 السبت 14 جمادى الأول 1435 العدد
15-03-2014

السعوديون والأوسكار

من المفارقات العجيبة والطريفة التي قرأتها الأيام القليلة الماضية ما تداولته بعض المواقع الإخبارية، أن السعوديين هم أكثر شعوب الشرق الأوسط متابعة لاحتفالات الأوسكار التي شهدتها هوليوود مطلع الشهر الجاري.

هذه الأخبار، لا أعلم مستنداً (رسمياً) لها، وربما كان نتيجة رصد لما شهدته مواقع التواصل الاجتماعية خلال الساعات التي سبقت الحفل الختامي لأكاديمية العلوم والفنون السينمائية في هوليوود بلوس أنجليس ومتابعة مجريات الحفل وتوقعاتهم بالأفلام والفائزين بأعلى جوائز السينما في العالم.

وما لفت انتباهي قبل هذا هو الدقة في متابعة السعوديين للحركة السينمائية وصواب توقعات غالبيتهم وترشيحاتهم لنجوم السينما، فيما المفارقة الأهم التي يعرفها الجميع أن لا صالة سينما واحدة في السعودية.

هذه السينما التي ضلّت «عصية» على السعوديين طوال السنوات الماضية، وحتى وقتنا الحاضر، وإلى أن يشاء الله، هي نفسها التي يهتم بها السعوديون ويشكّلون رقماً مهماً في صالات السينما العربية، وأبرز روّادها، وهم الأكثر متابعة للحركة السينمائية العالمية على مستوى الشرق الأوسط.

هذه مفارقة، بل إنها حالة تستحق الدراسة والبحث والتدقيق، إذا عرفنا أن السعوديين يتابعون أحدث الأفلام الأمريكية والأوروبية والعالمية والعربية لحظة عرضها في دور السينما، إن لم يكن قبل أغلب جماهير تلك البلدان. هذه المتابعة تأتي من خلال عدة طرق ووسائل، فإما أن تكون من خلال دول الجوار مثل البحرين والدوحة ودبي والكويت والقاهرة وبيروت، أو من خلال النسخ والقرصنة الإلكترونية، أو عبر السينما المدفوعة عبر قنوات التشفير، وكل الطرق السابقة لها روادها والباحثون عن السينما من خلالها.

الخبر الذي أثار انتباهي لم يعتمد على دراسة أو أرقام رسمية، لكنه اعتمد على واقع ملموس أذهب معه تماماً وأؤيّده ولا أنفيه.

السعوديون لمن لا يعرف وبخاصة الجيل الجديد عشاق لكافة أنواع الفنون، وبعضهم اتجه لشق طريقه بنفسه دون الحاجة للدخول في دراسة أكاديمية للغناء أو التمثيل أو الإخراج، بل كان الهاجس الفني وحب الفنون أكبر حافز لهم، ومع ذلك فقد تشكلت لنا حالات (إبداعية) لم تكن لتنجبها أكبر معاهد الفنون.

في الدول العربية ودول العالم معاهد للفنون بكافة تخصصاتها وصالات السينما لديهم أكثر من (الهمّ على القلب)، ومع ذلك لم تشهد هذه البلدان طفرات في المواهب الفنية مثلما تشهدها السعودية.

صدقوني لن يتوقف السعوديون عند هذا الحد، بل ستكون الأيام القادمة (حبلى) بمواهب قادمة تشق طريقها نحو النجومية، والفكرة الجديدة، والاحترافية في الأداء وسحب جمهور جديد.

لا توجد معاهد فنية ومع ذلك يحقق السعوديون حضوراً كبيراً لا ينافسهم أحد، ولا توجد صالات سينمائية، ومع ذلك يشاهد السعوديون أحدث الأفلام السينمائية لا يوجد حفلات غنائية، ومع ذلك يحضر السعوديون كافة الحفلات الغنائية في الوطن العربي... أي مفارقة هذه؟!

m.alqahtani@al-jazirah.com.sa

twitter: @mohadqahtani

مقالات أخرى للكاتب