Tuesday 18/03/2014 Issue 15146 الثلاثاء 17 جمادى الأول 1435 العدد
18-03-2014

ما بين السطور

فاصلة:

(الحكمة لا يمكن تعلمها ،انها تتلألأ في نجمك)

- حكمة عالمية -

قراءة ما بين السطور فن لا يجيده الكثير من الناس وهناك أنواع من القراءة أشهرها القراءة السريعة التي لا تجعلنا نقرأ إلا ما يتماشي مع خلفيتنا الثقافية وطريقة تفكيرنا، ولذلك تجد لما تكتب أكثر من فهم لدى أكثر من قارئ.

في الواقع نحن لا نفهم الكلمات التي نقرأ أو الصور التي نرى مثلما هي عليه، إنما نحن نفهمها حسب تشكيل القيم لدينا والتي هي ناتجة عن تنشئتنا وثقافة محيطنا .

عملية الفهم يمكن أن تمر بسلام إلا إذا تبعها عملية أخرى هي الحكم على ما نرى أو نسمع بمعنى نضعها على مقياس القيم والمعايير حينئذ ممكن لصورة طفل عارٍ أن يفهمها أحدنا على أنها رمز للعنف ضد الطفولة بينما يفهمها آخر بأنها تعبير عن الإباحية في الفن والصورة في الحالتين طفل بلا ملابس.

قيسوا على ذلك تعاملنا في الحياة وقراءتنا لمواقفها سواء كنا داخل المشهد أو خارجه.

فنحن غالبا لا نتجرد ونقرأ المواقف إلا وفق انطباعاتنا السابقة عن الأشخاص ويمكن ببساطة ألا نفعل ذلك لو فكرنا لثوان أن نضع أنفسنا في ذات الموقف ونكون نفس الشخص.

الحكم على الآخرين عملية تنقص من قدر الإنسان أمام ذاته فلا يحق لأحد مهما كان أن يحكم على دين الآخر أو شخصيته أو ثقافته أو حياته أو أي شيء خاص يتعلق بآخر مهما كانت درجة الصلة إلا أننا مختلفون عن بعضنا البعض.

فهمنا لاختلافنا يقربنا أكثر من تركيزنا على الاختلاف والحكم عليه إنه خلاف ،والنسخة المختلفة ليست بالضرورة أن تكون النسخة التي فيها عيوب لأنها لا تشبهنا .

nahedsb@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب