Wednesday 19/03/2014 Issue 15147 الاربعاء 18 جمادى الأول 1435 العدد
19-03-2014

شؤون أكاديمية

هناك توجه في بعض الجامعات السعودية الاستعانة بجامعات أجنبية للتخطيط للأقسام الأكاديمية فيها ووضع مناهجها والمشاركة فيها، وفي مثل هذا التوجه في ظني شيء من التجاوز لأن التخطيط والإسهام في المناهج يحتاج إلى أن يقوم به أكاديميون لهم دراية بالوضع التعليمي والاجتماعي والاقتصادي وتكون لهم تجربة تعامل في مثل هذه المجالات, ولهم أيضاً صلة بجامعات أجنبية أما أن يكونوا درسوا فيها أو عملوا بها أو ذهبوا لاكتساب خبرات منها, فمثل هؤلاء هم الذين يستطيعون وضع تصور جيد من خلال رؤيتهم المحلية، ومعرفتهم بالأوضاع عامة، وخبرتهم من خلال اتصالهم بالهيئات العلمية في الدول المتقدمة.

كما يمكن الاستعانة بأصحاب الفكر والشخصيات العلمية المرموقة في إبداء الرأي والإسهام في التخطيط حسب اهتماماتهم.

أما أن تقوم بهذا الأمر جامعة أجنبية في الغالب تقتبس من نظمها القائمة فعلياً وتطبقها في جامعاتنا, فالأمر فيه عدم منطقية.

وهناك قضية أخرى وهي قضية الشراكات مع الجامعات الأجنبية للإشراف على برامج الدراسات العليا بالدرجة الأولى، فنحن وإن كنا لا نرفض هذه الشراكات ونقدر ما ينتج عنها من تطوير إلا أن المفروض أن تكون الشراكات مع جامعات مميزة في تخصصاتها على مستوى العالم، وأن لا تقتصر على العالم الغربي وهذا هو التوجه السائد أي الشراكات مع الجامعات الغربية فالتنوع في الشراكات غربية وشرقية يكسب الطلاب التعرف على ثقافات متنوعة.

هناك نقاشات تدور في الجامعات يسعى فيها بعض المسئولين إلى تدريس مرحلة الدراسات العليا في العلوم الإنسانية باللغة الانجليزية وأيضاً كتابة الرسائل باللغة الانجليزية وهذا يعد تخلياً عن اللغة العربية التي كنت أعتقد أن هذه الجامعات ستفرض اللغة العربية لتكون هي لغة التدريس في المجالات التطبيقية التي تسيطر عليها حالياً اللغة الإنجليزية بسبب عدم وجود المراجع الأساسية وضعف إمكانيات الأساتذة في التدريس باللغة العربية، وعدم الاهتمام بالتعريب والترجمة وعلى وجه الخصوص تعريب المصطلح العلمي.

وإذا سلمنا بأن هناك ما قد يدفع إلى الاستعانة باللغة الأجنبية في بعض المجالات إلا أنه من غير المقبول أن تدرس العلوم الإنسانية بما في ذلك التاريخ الإسلامي والتاريخ القديم لشبه الجزيرة العربية والتاريخ الوطني بغير اللغة العربية.

وفي هذا الصدد أطرح التساؤلات الآتية:

* هل نتوقع أن يستوعب الطالب معلومات بلغة أجنبية غير لغته مهما كان مستواه؟

* ثم هل سيستعين الطالب بكتب أجنبية ليقرأ معلومات عن تاريخه؟

* وهل لديه القدرة لأن يكتب باللغة الأجنبية على نحو دقيق؟

ورغم أن هذا الموضوع هو في طور النقاش ولم يطبق بشكل فعلي إلا أنه يجب أن نأخذه بجدية تامة حتى لا نتورط كما وقع في بلدان عربية أخرى حيث فرضت اللغة الأجنبية وتراجعت العربية وفي مثل هذا إساءة إلى روح المواطنة، وروح العروبة والإسلام....

وهو أمر من المؤكد أنه لا يوجد من يتمناه.

مقالات أخرى للكاتب