Monday 31/03/2014 Issue 15159 الأثنين 30 جمادى الأول 1435 العدد
31-03-2014

عبير ... موضي .. أمومة مختلفة

عبير هي الأميرة بنت عبدالله بن عبدالعزيز

وموضي هي الدكتورة موضي الدغيثر عضو مجلس الشورى.

قامت الأميرة عبير بشحن آلاف الهدايا لأطفال أسر يتيمة تقدر بثمانمائة أسرة في منطقة نجران، كانت الهدايا لفئة الأطفال تحديداً أي أنها ليست زاداً ولا كساءً، وإنما هدايا أطفال مما يأنس به الطفل وتتوق نفسه لاقتنائه من أجهزة حاسوبية ذكية ولعب مميزة تحاكي رغبات هؤلاء الصغار وتدخل الفرحة لقلوبهم، هؤلاء الصغار الذين أوصانا نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام بهم خيراً، بل إنه قال فيما معناه من مسح على رأس يتيم كتب له بكل شعرة حسنة، في إشارة واضحة إلى عظم أجر من يعتني ويرأف بهؤلاء الأيتام، حتى ولو بمجرد مسحة حانية على رأس أحدهم.

يا له من دين عظيم علمنا كيف نكون مع الضعفاء والمساكين وأجزل لنا المثوبة من أجل أن نتسابق للظفر بهذا الأجر الكبير.

قامت الأميرة عبير مشكورة مأجورة بهذا العمل وهذه لفتة منها أعتقد لم تسبق إليها، فنسأل الله أن يجعل ذلك في موازين أعمالها، وأن تكون سنة حسنة يقتدي بها الآخرون، وخاصة سيدات الأعمال فهن الأقرب إلى الطفولة ومعرفة حاجاتها وما يدخل السرور والبهجة إليهم.

في مقابل هذه اللفتة الجميلة كانت الدكتورة موضي الدغيثر عضو مجلس الشورى متقدمة بتوصية بمنع خروج الأيتام من دور الإيواء وإيقاف برنامج الأسر البديلة الذي تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية الآن!

أي قسوة هذه؟ حرمان مضاعف تريدينه لهم يا عضوة الشورى؟! كنت أتوقع منذ انضمام المرأة إلى عضوية مجلس الشورى أن يكون للأيتام نصيب الأسد من توصياتهن التي تصب في منحهم الأجواء الأسرية التي تعوضهم ما فقدوه، ولكن ما قالته الدكتورة موضي كان صدمة، وما ذاك إلا لكونه صادراً عمّن يفترض فيها الشفقة والحنان فهي الأم تكويناً وهي العطف والحنان، لكن ما قالته جعلني أنظر إلينا معشر الرجال نظرة أخرى، نظرة تقول إننا أكثر حناناً وعطفاً في هذا الزمن الغريب.

إن أطفال دور الإيواء في أمسّ الحاجة إلى أن يجدوا أسراً تحتويهم وتشعرهم ولو جزئياً بجو الأسرة، ليعيشوا هذا الجو الجميل ولو لفترات من حياتهم.

تجارب الأسر البديلة ناجحة بشهادة الجهات ذات العلاقة، وإن وجد بعض الأخطاء أو بعض الحالات غير الموفقة، فهذا لا يعني أن هذا البرنامج لا يصلح ويجب إيقافه، بل إن تشجيع الأسر على كفالة هؤلاء الأيتام وضمهم إلى أفراد أسرتهم مطلب ديناً ودنيا، فلا يجوز بأي حال من الأحوال المناداة بمنع خروج هؤلاء الأطفال من دور الإيواء بحجج واهية، بل علينا كأفراد ومؤسسات تشريعية أن ندعم هذا التوجه ونشجعه.

أختم مقالة اليوم بشكر الأميرة عبير بنت عبدالله نيابة عن كل هؤلاء الأطفال الذين أدخلت على قلوبهم البهجة والسرور وأشعرتهم بطفولتهم ومنحتهم شيئاً من أمومتها.

وأعتب على عضو الشورى الدكتورة موضي هذه القسوة، متمنياً ألا تكون توصيتها تلك من باب إثارة الرأي العام، فإن كانت كذلك فيا ليتها فعلتها بعيداً عن الأيتام.

والله المستعان.

almajd858@hotmail.com

تويتر: @almajed118

مقالات أخرى للكاتب