Monday 31/03/2014 Issue 15159 الأثنين 30 جمادى الأول 1435 العدد

مدرب الأخضر لوبيز كارلو .. بين القبول والرفض

الزياني: لا نحتاج لمدرب عالمي .. وما قدمه لوبيز يختلف عن (ريكارد)

كتب - سلطان الحارثي:

لوبيز كارو مدرب المنتخب السعودي الحالي من (مواليد 23 مارس 1963).. مدرب كرة قدم إسباني، عمل في أندية الدرجة الأولى الإسبانية مثل نادي ريال مدريد ونادي ليفانتي، كما درب منتخب إسبانيا تحت 21 سنة ثم عمل مستشاراً فنيا للاتحاد السعودي عام 2012 وفي يناير 2013 أصبح مدرباً للمنتخب السعودي الأول خلفاً للهولندي فرانك ريكارد الذي أقيل من منصبه بعد بطولة كأس الخليج 2013م.

لوبيز الذي أدار المنتخب السعودي الأول في ثمانية لقاءات فاز في خمسة منها في تصفيات آسيا وتعادل في مباراة واحدة، وخسر مباراتين وديتين، أصبح حديث المجتمع الرياضي، وأصبحت تدور حوله الكثير من الأحاديث ما بين مؤيد لاستمراره وما بين معارض.

الزياني: لوبيز مثل سولاري وانجوس ولا مجال للتغيير

(الجزيرة).. استطلعت آراء عدد من المدربين الوطنيين والزملاء النقاد، فكانت البداية مع المدرب الوطني المخضرم خليل الزياني والذي أكد أنه مع استمرار لوبيز كارلو إلا إذا رأى المقربون منه ما لا نرى، وقال: «لن أكون أفضل من المقربين من لوبيز ومن يعمل معه، فهم الأعرف بفهمه وفهم إستراتيجيته وعمله, ولكن كمشاهد ومراقب شاهدت ما أحدثه لوبيز من نقلة فنية تختلف عن سابقه (ريكارد) وذلك في عملية التوظيف وعملية الإستراتيجية الفنية للفريق بصفة عامة, وفي النتائج التي تحققت في الآونة الأخيرة، وأجد أن لوبيز حقق المطلوب, أما التنبؤ بالغيب وما سيعمله لوبيز فهذا صعب، ولكن نحن دائما ننشد الاستقرار، وننشد حالة التفاهم والثقة الموجودة الآن بين المدرب واللاعبين, ولعل نشوة الانتصارات التي تأهل على أساسها المنتخب لها دور إيجابي في الدفع للأمام».

وتابع: «نحن لا نحتاج لمدرب عالمي, فالمدربون العالميون جربناهم في عدة مواضع واختبرناهم ولم يجد علينا جديد, وفي المقابل نجحنا مع مدربين قد يكون بعضهم مغمور مثل الأرجنتيني سولاري الذي قاد المنتخب في كأس العالم عام 94, وانجوس الذي قاد المنتخب في كأس آسيا عام 2007 وقدم فيها المنتخب أفضل المستويات, ولولا الحظ وبعض الأخطاء الفردية لكان الكأس من نصيبه, وفي المقابل لم يحقق المدربون العالميون مع المنتخب السعودي أي شيء, فريكارد جاء ورحل ولم نشاهد منه شيء يذكر, وكارلوس البرتو قاد المنتخب في كأس العالم 98 بعد أن أهل المنتخب أوفيستا, ولم يقدم أي شيء يذكر سوى النتائج المخيبة للآمال مع احترامي لإنجازاته وتاريخه».

واسترسل قائلاً: «لا بد أن نذكّر بالفرق بين المدرب العالمي وغيره بالنسبة للاعبين في كيفية التعامل, فاللاعبون يستسلمون لأفكار وإمكانيات وقدرات وفلسفة وإستراتيجية المدرب العالمي دون مناقشة ودون الإبداع لأنهم يخشون أن يكون الإبداع ضار بالإستراتيجية, ولكن المدرب العادي يظنون أنه بحاجة لإبداعاتهم, وبحاجة لأقصى قدراتهم حتى يتقاسمون معه المسؤولية».

وأبدى الزياني ثقته في لوبيز, مشدداً على أنه يؤيد استمراره دون الدخول في مغامرة والبحث عن مدرب عالمي, وقال: «أعتقد أن عملية البحث عن مدرب عالمي ليخلف لوبيز قد تكلفنا الكثير, فالمدرب الجديد يحتاج لمعرفة أمور عدة على مستوى المنتخب والأندية والدوري والعناصر المطلوبة للمنتخب, وهذا يحتاج لوقت طويل وهو ما لا يتوفر حالياً».

الحسيني: المستويات التي قدمناها مع لوبيز لن تحقق لنا شيئا

من جانبه أشار المدرب الوطني عبداللطيف الحسيني إلى أن لوبيز استفاد من أخطاء ريكارد الذي لم يكن يعرف اللاعبين ولا البيئة ولا مستوى الأندية والكرة السعودية, بينما لوبيز قضى سنة ونصف كمشرف على الفئات السنية وعرف كل شيء ومنها كون خبرة واستفاد من تلك التجربة».

وأضاف: «لوبيز لم يتغير عن ريكارد, فاللاعبون الذين كان يختارهم ريكارد لا زالوا في قائمة لوبيز, والتبديلات نفس التبديلات, والتغير فقط كان في النتائج التي تصب في مصلحة لوبيز».

وأوضح الحسيني أن لوبيز على الجانب الفني نجح في المرحلة على مستوى النتائج ولكن المنتخب بقيادته لم يقدم المستوى العالي الذي يجعلنا مطمئنين في كأس آسيا القادمة, وقال: «لوبيز جاء في الأساس كمدير فني لتطوير الفئات السنية, وحينما نضعه في المنتخب الأول ونزيحه عن المهمة التي جاء من أجلها فهنا نفيد منتخب ونضر منتخبات, ولذلك لا بد أن يعود لمهمته الأساسية كمدير فني للفئات السنية, ولا بد أن نجلب مدربا مناسبا للمرحلة القادمة, ولا بد أن نلعب مع منتخبات قوية حتى ترفع رتم المنتخب, وحتى يتجرأ اللاعبون, أما إن بقينا على المستويات التي قدمناها في التصفيات فلن نقدم شيئا في البطولة الآسيوية».

ملفي: مرحلة المنتخب مع لوبيز مميزة ويصعب تغييره

من جهته, اعتبر الزميل خلف ملفي أن مرحلة المنتخب السعودي مع لوبيز تعتبر مميزة, وقال: «تقييم المرحلة الماضية يكون بشكل عام, ولذلك أعتقد أن لوبيز وإدارة المنتخب وعمل اتحاد القدم واللاعبين في تعاملهم مع المباريات يستحقون درجة الامتياز, فنحن لم نخسر, ونتائجنا متطورة, ولعبنا مباريات كبيرة مع العراق والصين وفزنا عليهم, وهذه مزايا تعطي قيمة حقيقية للمنتخب خاصة وأن الكثيرين كانوا يتخوفون من عدم تأهلنا».

وأشار ملفي إلى أن لوبيز فاجأ الكثيرين في مباريات كثيرة وتخوفوا قبل وأثناء تلك المباريات, ولكن اللاعبين نجحوا, وقال: «لوبيز غيّر بعض مراكز اللاعبين ولكنه حقق بهم نتائج إيجابية, ورغم أن البعض يقول إن لوبيز أقل من المنتخب إلا أن هذا الأمر يعود للقريبين منه, فهم القادرين على تقييمه بالشكل الصحيح من حيث معرفتهم بكيفية تعامله مع اللاعبين, ومن حيث معرفتهم بفكره وتكتيكه واختياراته وصرامته وانضباطيته».

وشدد على أنه من الصعب التغيير في المرحلة الحالية, وقال: «من الصعب جداً أن يتم تغيير لوبيز وهو يقدم نتائج إيجابية إلا إذا وجد القائمون على المنتخب ملاحظات تستوجب التغيير, ولذلك يجب أن يعطينا اتحاد القدم مبرراته سواء بقي لوبيز أو رحل».

وتابع: «نتائجنا في كأس آسيا الماضية وكأس الخليج تعطي قيمة للمرحلة الحالية, ناهيك عن تآلف اللاعبين مع بعضهم البعض وحماسهم وفرحتهم مع بعض وهذه تؤكد أن هنالك حرصا وإخلاصا وتفان».

الزهراني: منظم وجدي ويملك الرؤية والخبرة

في المقابل, اعتبر خميس الزهراني لاعب فريق الاتحاد والمنتخب السابق أن لوبيز يعتبر مميزا في التنظيم وفي الأمور الفنية, وقال: «سبق وأن تعاملت مع لوبيز إبان إشرافي على الفئات السنية والبراعم في المنتخبات, واستطعت معرفته من خلال عملي معه, وللأمانة المدرب منظم وجدي في عمله, ويملك رؤية وخبرة جيدة, ويعمل باستراتيجيات واضحة, وهذه مؤشرات جيدة توحي بأن هذا المدرب جيد, هذا من الناحية التنظيمية, أما الجانب الفني داخل الملعب فلا نستطيع تقييمه لأننا لم نشاهد عمله عن قرب, والأقرب لتقييمه هم من يعمل معه ابتداء برئيس الاتحاد والمشرف على المنتخبات ومدير الكرة, ولكن بشكل عام المؤشرات تقول بأن الفترة الماضية فترة ناجحة للمنتخب ولوبيز, وبلغة النتائج نحن حققنا المركز الأول في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا وهذه لم نحققها منذ فترة طويلة, والتصنيف المنتخب الدولي كان فوق المائة والآن وصلنا لخمسة وسبعون, أيضا لم نخسر أي مباراة رسمية, وهنالك استقرار جيد في التشكيلة, كل هذه الأمور تدل على أن المدرب نجح مع المنتخب السعودي».

وأيد الزهراني استمرار لوبيز, مشدداً على أن المدرب المناسب للمرحلة القادمة بناء على ما قدمه في المرحلة السابقة, وقال: «لا بد من الاستقرار الفني والإداري, فالاستقرار مهم جدا, والانسجام يحتاج لسنوات حتى تتشكل المعالم, ولذلك لم أكن أتمنى ابتعاد سلمان القريني, ولا أتمنى ابتعاد لوبيز».

المطلق: القريبون أعرف وأكثر دراية

من جهته, قال لاعب فريق النصر والمنتخب السعودي السابق والمدرب الوطني الحالي صالح المطلق إنه مقتنع بتقييم القريبين من لوبيز, وقال: «الآراء الخارجية شيء, والآراء القريبة شيء آخر, وتقييم المرحلة السابقة واضح للجميع, فمنتخبنا تأهل لكأس آسيا, وهذا نجاح, ولكن مسؤولية تقييم المرحلة التي تليها تعود للقريبين من الجهاز الفني فهم الأعرف والأكثر دراية بحكم قربهم».

 

موضوعات أخرى