Thursday 03/04/2014 Issue 15162 الخميس 03 جمادى الآخرة 1435 العدد
03-04-2014

مبروك بطولة الدوري .. يا أهلي

شخصيّاً أتوق لهذه العبارة التي سمعتها كالحُلم وأنا في الصف الثاني ابتدائي، ولا أزال تواقاً لسماعها حقيقة لا هزل فيها، لكن العالمي (حسين عبد الغني) ورفاقه الأهلاويين (المهاجرين) أسمعوني صداها عبر أصدقاء أمطروا هاتفي النقال برسائل المباركة حملت (عنوان المقال)، وكأنما من توَّج ببطولة الدوري (الأهلي) وليس النصر.. وفي ذلكم من السخرية والتهكم بحال الأهلي مع الدوري تحديداً الشيء الكثير.

ولأن وسطنا الرياضي (محتقن) بفعل إعلامه لا بروح جماهيره، التي تقبل (المزاح) وتشجب (الصياح) على طريقة دكاكين (فضائيات خذوهم بالصوت)، وأن الأمر كذلك كان (مزاحاً صرفاً) إلا أن الذوق العام الذي أراهن على وجود (صحوته) لدى الجماهير على اختلاف ميولها؛ لا يمكن أن يلغي المباركة الحقيقية (للنصر)، بتحقيق البطولة مع إيماننا الشديد بتدخل (أطراف عدة) في صياغة تلك المباركة، إن إعلاميّاً وتحكيمياً، أو غير ذلك، ممن زفت في مجملها البطولة للنصر، على طريقة شئنا أم أبينا.

وبالعودة لعنوان بصريح العبارة هذا الأسبوع، أتذكر ما كان يشبه به بعض من إعلام الأهلي من ومن باب (السخرية) الذي لا يُغلق بسهولة، السخرية من سوء إداري، فني، وفي المحمل بطولي، وذلك حين يقرن تراجع الأهلي في سنوات مضت، بما كان عليه النصر من (عقود الضياع) الخوالي، حتَّى إن الأستاذ علي الزهراني كان يشبه حال الأهلي بالنصر تهكماً بما يلتقيان يتقاطعان فيه من سوء وضعف وقلّة حيلة.

اليوم النصر حقَّق البطولة (بأي طريقة) تاركاً مساحة شاسعة بين الأهلي والنصر بأي من أوجه المقارنة؛ خصوصاً أن النصراويين على أرض الواقع اليوم توقفوا (زهواً) بفريقهم عن دعم (هاشتاق) متصدر لا تكلمني، واستبدَّلوه بوسم أكثر وسامة.. (بطل لا تكلمني).

أما الأهلاويون الذين فرَّطوا في مرحلة (الضياع) في نجوم كبار ومؤثِّرين، باتوا يحقِّقون ما لم يحقِّقوه في ناديهم. فلا نلوم مع هذا التباين فرقاً استفادت من ذلك الضياع الأهلاوي، لتصنع لها تاريخاً بعقول وأقدام نجوم خضراء.. نجوم كسبت التَّحدِّي أولاً أمام من فرط فيهم بسهولة قبل كسب تحدي ذواتهم.

وهم ومن ورائهم الجمهور الأهلاوي العريض يدركون حقيقة أن لا جديد (منتظراً) على المستوى البطولي ذا الطابع (طويل النفس)، كالدوري الذي يحتاج الى تضافر جهود داخليَّة وتغيير مفاهيم قبل الركون لمساعدات خارجية لا يلجأ لها من يثق في عمله، ليبقى الحال على ما عليه طالما بقيت ذات العقلية تصنع قراره، فيما تُلصق جريرتها في حال الإخفاق (المتكرِّر) بمن يُحسن الاستجابة لتقنية (الريموت كونترول).

الحقيقة التي لا نقول أو نزعم فقط أنها تحارب أو تعارض وجود وبروز النجوم في الأهلي، بقدر ما تخشى (وهماً) من أن يُنسى ذكرها على حساب تعلّق الجماهير بنجم أو نجمين أو أكثر يمثِّلون معنى (الرمز)، كما الحال مع نجوم فتئوا وشبوا وشابوا بفرقهم حتَّى غادروها (رموزاً) يستحضر ذكراهم الجمهور على مدار الزمان، كالجميل (أبو ميمون) في الاتحاد، والقيصر النعيمة والثنيان والجابر في الهلال والجوكر خميس والجمعان وماجد عبد الله في النصر.. ولا ذكر حقيقيا لنجوم الأهلي اليوم في الذاكرة منذ أن عرف الفريق مقصلة الإبعاد التي تُحقق تفرّد معنى الأسطورة في شخص أول من يسيء لعمله شياطين الإنس من حوله.

ولذا أقول لجماهير الأهلي العريضة بكلِّ حسرة وألم، ويشهد - فاطر السموات والأرض - على ذلك: إن عليها الاستعداد مبكراً في ترديد (يا ليل) لسماع مباركة ببطولة دوري إذا ما استمر الفكر الاقصائي في الأهلي على حاله، والدلائل تُشير إلى عدم الاستفادة من تجارب الماضي، وكثيرة الشواهد على ما أقول وآخرها ليس بالأخير الانتخابات.. وسلامة فهمكم.

من خرج من داره.. يا نور

للنجم الأسطوري الاستثنائي محمد نور الذي يُجمع كل من عرف الكرة أنّه الأول في الملاعب من فئة (النخبة)، له أقول: لا تبتئس إن كان الفكر (العقيم) أراد قسراً ألا تشارك في مباراة التتويج أمام الشباب، عند من كان يخشى أن يقال: إن النصر صام 19 عاماً عن البطولات وتحديداً (الدوري) ليأتي (أسطورة الاتحاد) بذهب البطولة، وهي الحقيقة التي لن يخفيها غيابك عن التتويج الذي أسهمت فيه بما لا يقل عن 80 في المائة بجانب العوامل الخارجيَّة الأخرى.

) لذا أقولها صادقاً: إن العودة للعميد هي الحل يا نور، هذا إن تفهمت ولن أقول فهمت حقيقة أن خروج (الأساطير) تحديداً من أنديتهم التي أسهمت في صنع أسطورتهم ينطبق عليه المثل القائل.. من خرج من داره قل مقداره.

فرق بين الفيلم الهندي والفيلم الـ....

وصف رئيس النصر لقاء الهلال بالنهضة وخراجه بستة أهداف نظيفة بالفيلم الهندي، يعكس بكلِّ أسف ما يدور في أروقة فكر متأزم قائم على تفريع المنافس مهما كان ذلك مهيناً حد (العيب)، فالفائز المنتصر الواثق حقاً من إنجازه (أنه جاء بالطرق المشروعة)، عليه أن يدرك حقيقة (التواضع عند النصر). الأمر الذي أسال معه رئيس النصر قائلاً: إذا كان تفوق الهلال بالستة على النهضة يوصف بالفيلم الهندي، فأي أنواع الأفلام يستطيع من خلاله وصف فوز الهلال على فريقه النصر بـ»أربعة» وعشرة لاعبين..؟!

خُذ عِلْم

- لأن الفكر أسمى وأرقى من أن يصف لقاء الاتحاد (الذي فتح مرماه ع البحري) بذات الأوصاف التي أطلقها رئيس النصر على لقاء للهلال بالنهضة، وأذكر هنا بالحملة الإعلاميَّة النصراوية التي سبقت لقاء الشباب بالهلال دوريّاً التي اعتمدت ذات منهج (لغة التشكيك) فلم يخرسها غير فوز الشباب الذي (لو) باعها كما يردّد ضمناً (البعض) على خراج ثلاثة الاتحاد، لطارت البطولة لمستحقها عطفاً على مساعدات آلة التحكيم والإعلام التي زفت البطولة للنصر قبل الهنا.. بسنة.

- هناك من رصد دموع الفرح للاعب (محمد السهلاوي) التي انهمرت بعد تسجيل هدف في مرمى الهلال دورياً؛ بينما لم تنهمر ذات الدموع بفوز فريقه بكأس البطولة (وقد حقق الجمل بما حمل)، ترى هل هدف في مرمى الهلال أكبر وقعاً في فرحته من بطولة الدوري؟ إن كان الأمر كذلك، فلا تسألوا عمّن غرس وعزَّز هذه المفاهيم في عقول لاعبين يفترض أنهَّم (نجوم) وتيقنوا بالمقابل.. أنّه بالفعل.. الدنيا مقامات.

- تقول الإحصاءات غير القابلة للإنكار: إن 17ضربة جزاء، و3 أهداف باليد، و9 أهداف تسلل.. في موسم، قالت مبروك قبل الجميع.

ضربة حُرة

أُنْصُرْ بجُودِكَ ألفاظاً ترَكتُ بها..

في الشّرْقِ والغرْبِ من عاداك مكبوتا

للتواصل: Dr.abdulmalek@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب