Monday 07/04/2014 Issue 15166 الأثنين 07 جمادى الآخرة 1435 العدد
07-04-2014

حتى لا يكون النصر كالاتحاد

تعليقاً على تقديم مباراة إياب للاتحاد أمام الوطني أُقيمت آنذاك قبل انقضاء الدور الأول, ومثلها وجود أمين اتحاد الكرة في منزل رئيس الاتحاد منصور البلوي لوضع الجدول المناسب للعميد, وغيرها، وغض الطرف عن تجاوزات عدد من اللاعبين مقابل معاقبة أي لاعب أو أي تصرف جماهيري للهلال، وأخيراً السماح له قبل نحو أربعة مواسم بتسجيل لاعبين رغم وجود مطالبات وديون مالية للاعبين ومدربين وجهات أخرى، أقول تعليقاً عليها: كنت في كل مرة أكتب هنا وأحذر من نتائج هذه التسهيلات والاستثناءات, وأن ضررها سينعكس سلباً وخطراً ليس على عدالة وانضباطية وسلامة مسابقات ولوائح وأنظمة الكرة السعودية بل على نادي الاتحاد نفسه، من خلال السماح له بمواصلة الأخطاء والتمادي في ارتكاب المخالفات إلى أن وصلت الأمور إلى طريق مسدود، يصعب الخروج منه بسلام، وهو بالضبط ما يحدث الآن للاتحاد.

ولأننا اليوم أمام مواقف وشواهد مماثلة، تتعلق بنادي النصر، فإنني أكرر التحذير نفسه؛ كي لا يتورط النصر مستقبلاً بقضايا ستعيده إلى نقطة الصفر. فما يحدث للاعب السعران بالنسبة للشيك بلا رصيد، وما أشار إليه كارينيو في العربية من وجود متأخرات ومشكلات مالية مع الإدارة، إضافة إلى ما أُثير سابقاً حول تدخل الرئيس العام في شكاوى وكلاء اللاعبين، وكذلك ما ذكره وأكده إداري النصر السابق عبدالعزيز الدغيثر عن وصول ديون النصر إلى 200 مليون، وأن مرتبات 8 أشهر لم تُستلم, هذه وغيرها من سكوت لجنة الانضباط على اتهامات الأمير فيصل بن تركي ستدفعنا - كما ذكرت - إلى القول بأن هذه التنازلات ستضع النصر في مأزق بسبب تراكم القضايا والمطالبات بلا حلول، ولمجرد تحقيق بطولة دون الأخذ في الاعتبار ما سوف يترتب عليها لاحقاً.

اتحادنا في ورطة

في الأسبوع الماضي كتبتُ هنا عن أن رئيس النصر الذهبي والناجح الأمير فيصل بن تركي ارتكب خطأ فادحاً حينما شوه تفوقه وتميزه وتعبه وإنفاقه في صنع نصر جديد وبطل بتصرفات وحركات واتهامات بعد لقاء الشباب. اليوم اتحاد الكرة يتخذ قراراً غبياً بنقل مباراة التعاون والنصر من بريدة إلى الرياض بحجة أن الملعب لا يستوعب حفل تتويج النصر، وهو (عذر أقبح من ذنب)، وتبرير يزيد القرار غموضاً وتشكيكاً أكثر من كونه مقنعاً لعقول باتت تفهم أدق التفاصيل وما يدور خلف الكواليس.

المتلقي والوسط الرياضي والمجتمع بوجه عام لا يعنيه القول بأن جهة عليا هي من قررت، أو شخصية اعتبارية هي من تدخلت في قرار النقل، وإنما يعنيه أن القرار صدر بإمضاء اتحاد كرة منتخب، لا يحق لأية جهة حكومية أو أهلية كانت أن تتحكم به، وتؤثر في قراراته؛ لأن ذلك يمثل عدم استقلالية الاتحاد؛ وبالتالي سيعرضه هذا الإجراء لعقوبة الاتحاد الدولي (الفيفا)، وتعليق نشاطه بسبب تدخل الحكومة في قراراته.

أعود لأقول: إن اتحاد الكرة بقراره هذا وضع نفسه في مأزق تأكيد ما كان يتردد عن تناقضاته وازدواجيته وحقيقة محاباته لأندية، وبخاصة النصر، على حساب أخرى منافسة، وخصوصاً أنه تراجع عن موقفه الرافض للنقل، كما تناقض مع ما سبق أن طبقه على الفتح الموسم الماضي؛ الأمر الذي جعل إداري الفتح أحمد الراشد يعبّر في مداخلة مع وليد الفراج عن احتقان وتذمر الشارع الرياضي في الأحساء بعد سماعه خبر قرار نقل مباراة النصر. الأهم من هذا أنه فتح أبواباً لأسئلة كثيرة عن دور الرئاسة وغيابها عن الاهتمام بملاعبها إذا سلمنا بصحة ومنطقية تقرير الدفاع المدني الذي لم نعلم السر في كتابته للتقرير، وعلى ماذا اعتمد؟ ومن سمح له بذلك دون طلب من الجهات المعنية؟ ولماذا غاب طيلة مباريات الموسم؟ إضافة إلى أنه سيحرج اتحاد الكرة مستقبلاً مع أندية أخرى ستطالب بمساواتها بالنصر.

الأكيد أن قرار النقل أساء لبطولة النصر، ومنح المشككين فرصة إثبات صحة آرائهم، وأعطى لأعضاء الجمعية العمومية المعترضين على أسلوب إدارة الاتحاد الحق في المطالبة بتوجيه إنذار له، وربما يصل الأمر إلى سحب الثقة طالما أنه لا يملك القدرة على إدارة نفسه واستقلالية قراراته.

من الآخر

· شخصية رياضية تعترض على تعيين د. عبدالرزاق أبو داود مشرفاً على المنتخبات، وشخصية اعتبارية تقرر نقل مباراة التعاون من بريدة للرياض, من تكون؟ وهل هي حقيقية أم خيالية، واستُخدمت للتلاعب بالقرارات؟ في كل الأحوال، نحن أمام اتحاد أضعف من أن يمارس صلاحياته ويتمتع بحقوقه واستقلاليته.

· لماذا حضرت لجنة الانضباط وعاقبت سامي بينما غابت ودفنت رأسها في الرمال وهي تستمع لاتهامات الأمير فيصل بن تركي الموجهة لمباراة الهلال والنهضة؟

· بعض الإعلاميين المحسوبين على النصر يسيئون بتناقضاتهم للنصر ولبطولاته من حيث يريدون زيادتها بالكلام وبأرقام لا تختلف وتتغير كما درجات حرارة الجو..

· من يشبّه قرار نقل المباراة من بريدة بنقل مباراة الشعلة والهلال من الخرج ينسى الفارق الكبير في سعة الملعبين، وأن هنالك أحداثاً واعتداءات وأعمال شغب وقعت في مباراة سابقة ضمن كأس ولي العهد، ونُقلت بناء على طلب إدارة الشعلة، وكانت ستنقل حتى لو كان الطرف الآخر النصر.

· بمثل ما نبارك للنصر بطولته الغالية بعد صبر وانتظار طويلَين، فإننا نتقدم بالتهنئة للرياضيين في المنطقة الشرقية بعودة هجر وصعود الخليج لدوري جميل.

abajlan@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب