Monday 24/03/2014 Issue 15152 الأثنين 23 جمادى الأول 1435 العدد
24-03-2014

الظاهرة الصوتية أزمتنا

من بين الحلول التي كنا نطالب بها لإنقاذ المنتخب في سنوات تعثره الأخيرة، هو أن نتوقف عن استرجاع الماضي والتغني بجيله الذهبي ونطوي صفحته تمامًا، وأن ننسى أننا كنا أبطالاً للقارة وممثلها في نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية، هذا إذا أردنا بالفعل أن نتعامل مع واقعنا الحقيقي كما وليس كما نحلم به، ومن خلاله نعالج حاضرنا ونبني ونخطط لمستقبلنا..

اليوم ونحن نشاهد أنديتنا وهي تعاني وتخفق خارجيًّا وموسميًّا عبر دوري أبطال آسيا، مقابل تطوّر وتألق أندية الدول الأخرى في شرق القارة وغربها بما فيها أندية الخليج، سنكرِّر ونردِّد نفس اللغة: انسوا مقولتكم المستهلكة (أقوى دوري عربي)، توقفوا عن البكاء على أطلالكم والتباهي بماضيكم، انظروا كيف تتساقطون موسمًا بعد آخر، بينما غيركم يبذل ويتعب ويخطط ويعمل بصمت، يدير بفكر واحترافية، افيقوا من سبات غروركم وتعاليكم واعتزازكم بأنفسكم على لا شيء..

أنديتنا اليوم تركت وأهملت الملعب وتفرغت لصخب وغوغاء الإعلام، أصبحت تائهة في زحمة الضجيج والتهريج، اهتمت بالشكليات واستعجال النتائج على حساب البناء والعمل والارتقاء بالتدابير الفنيَّة والإدارية والماليَّة والتنظيمية وكذلك الاستثمارية، انشغَّلت في البحث عن مسميات وألقاب فارغة لا معنى ولا قيمة لها، تشحذ همم وتستجدي جماهيرها ليس لحضور مباراة أو لدعم النادي ماديًّا وإنما للمشاركة والاتِّصال لنيل لقب هامشي بالتصويت، تتنافس وتتصارع ليس لإحراز البطولات وتحقيق الإنجازات وإنما على هذا زعيم وذاك ملكي وثالث عالمي ورابع مونديالي وآخر فارس، لدرجة أنها تحوَّلت إلى آمال وطموحات وأهداف تنام عليها وتتفاخر بها وتكفيها عن سواها من البطولات والمنافسات..

هلال لعب عيال

ما الذي يجري في نادي الهلال؟ من يتحمل مسلسل انهياره وتراجعه المخيف في السنوات الثلاث الأخيرة؟

بعد أن كان يكتسح البطولات الواحدة تلو الأخرى أصبح الآن ينافس على لقب الوصيف، بعد أن كان الاقتراب من مرماه حلم الكثيرين أصبح الآن ممرًا سهلاً يستقبل عشرات الأهداف من صغير الفرق قبل كبيرها، بعد أن كانت مدرسته تنتج سنويًّا أبرز وألمع النجوم أصبح الآن يتعاقد مع منسقي الفرق الأخرى، بعد أن كان يضم أغلى النجوم الأجانب أصبح الآن يختار على طريقة (صحيح مش كويس بس رخيص)، بعد أن كانت إدارته قريبة من الجماهير لها علاقات متميزة مع معظم الأندية أصبحت الآن تعيش في عزلة عن جماهيرها لا بل عن أعضاء شرفها، بعد أن كانت واضحة شفافة تعترف بالأخطاء تهتم بالأفعال لا بالأقوال أصبحت الآن تحرص مبكرًا على صياغة مبرّرات الفشل وبالحديث خارج الملعب أكثر من داخله..

طالما أن هذا كلّّه يحدث والنادي لا يعاني ماديًّا كونه الوحيد من بين الأندية السعوديَّة الذي لديه شركة راعية إلى جانب دعم وإسهام عدد كبير من أعضاء الشرف، إضافة إلى أنّه مستقر إداريًّا، ولا يشتكي من تدخلات أو مؤامرات أو حروب تحاك ضده من شرفيين كما في بعض الأندية، فهذا يعني أن إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد هي المسؤولة عمَّا يجري، بما في ذلك أخطاء المدرِّب سامي ومباركتها والسكوت عليها، لذلك إذا كنَّا امتدحناها وطلبنا من إدارات الأندية الأخرى الاقتداء بها في بداية عملها فإننا اليوم نلومها وننتقدها ونراها ترتكب أخطاءً كوارثية يصعب تقبلها أو تبريرها، كما أنها بإصرارها على الاستمرار بنفس النهج لا تسيء للهلال الكيان فحسب وإنما لنفسها وتشوّه صورتها وتنسف كل جهودها ونجاحاتها السابقة، ما لم تحقق في هذا الموسم إنجازًا يعيد لها شيئًا من ثقة الجماهير بها..

من الآخر

· لغة الأرقام تقول: لعب الهلال حتَّى الآن في هذا الموسم وقبل لقاء البارحة 32 مباراة واستقبل مرماه 37 هدفًا، صورة مع التحية للكابتن سامي..

· بداية سلطان الدعيع والبرازيلي ديقاو أفضل بكثير من الآن، يعني لديهما إمكانات مهارية وفنيَّة عالية لكن توظيفهما تَمَّ بطريقة خاطئة..

· ما المعايير الفنيَّة التي جعلت إدارة الهلال تجدّد عقد اللاعب عبد العزيز الدوسري بخمسة ملايين ونصف المليون سنويًّا؟

· إذا تأكَّدت أنباء تعاقد الجيش القطري مع مدرِّب النصر كارينيو فهل سبب رحيله مادي أم هنالك أسباب أخرى جعلته يدرك أنّه لن يحقِّق مستقبلاً مع النصر أفضل مما حقَّقه هذا الموسم؟

· على النقيض من كارينيو نجد أن التونسي فتحي الجبال لم يقرأ مستقبله جيّدًا فكان تجديده مع الفتح قرارًا خاطئًا، وها هي أسهمه تهبط إلى درجة متدنية بعد أن كان الموسم الماضي المدرِّب الأشهر والألمع في الدوري السعودي وربما على مستوى الخليج..

· لجنة الحكام تضرب باللوائح والأنظمة عرض الحائط، وتستفز المشاعر والعقول وتقيم حفلاً تكريميًّا للحكم محمد الهويش قائد فضيحة يد دلهوم الشهيرة..

· في الطائي تكرَّر الاخفاق الموسمي في الصعود لدوري الكبار بنفس سيناريو المواسم السابقة، مما يدل على أن المشكلة ليست فنيَّة ولا في قدرات اللاعبين وإنما في طريقة إدارة الفريق وتهيئته نفسيًّا وتحديدًا في المواجهات الحاسمة نهاية الموسم..

abajlan@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب